تقرير اجنبي : كركوك لغم ارضي على بحيرة من النفط

دار بابل/ وكالة انباء التحرير(واتا): رأت صحيفة (ماكلاتشي) في تقرير لها الاربعاء، ان كركوك تعيش غليانا وتوترا اثنيا، من شأنه ان يطلق شرارة حرب اهلية في العراق تفضي الى تقسيم البلد. وقالت الصحيفة إن حربا أهلية إذا اندلعت في العراق، وهذا حدث رهيب، فهناك احتمال بأن تتفكك أكبر قوة نفطية قادمة في العالم، مرجحة أن تكون كركوك مركز الزلزال.

ولفتت الصحيفة الى انه لا ينبغي ان يطول الحال بشأن تسوية التوترات الاثنية، التي تغلي في هذه المدينة الغنية بالنفط، إذ يسكنها نحو 850 الف شخص، ويعدها الأكراد “قدسهم”، ويطالب بها العرب والتركمان، لأن شجارا في أحد شوارع مدينة كركوك، واضطرابا قرب بلدة عربية وسيارة مفخخة، زلزل السلام في النصف الاول من العام الجاري، وألّب الاكراد على العرب بطريقة يتلهف متطرفون إلى استغلالها.

ويقول الكولونيل مايكل بابال، القائد الاميركي في موقع عمليات الطوارئ الحربية، وهي القاعدة الاميركية في مطار كركوك، التي ستعاد قريبا الى القوات العراقية، ان “كركوك تختلف عن اي مكان اخر في العراق”. ويجيب الكولونيل بالنفي، عن سؤال بشان ما اذا كانت كركوك المنطقة الاكثر عنفا في العراق، وما اذا كانت تشهد اشد اعمال العنف دموية، لكنه لا يستبعد أن تنطلق منها شرارة حرب أهلية، فيما يقول تحسين الشيخلي، المتحدث الرسمي  “كركوك مثل لغم ارضي على بحيرة من النفط”.

وتضيف الصحيفة ان ليس هناك من مكان في العراق، كما يقول مسؤولون عراقيون واميركيون، يعد اقوى حجة لبقاء القوات الاميركية في العراق الى ما بعد 31 من كانون الاول أكثر من كركوك. ويذهب الكولونيل بابال، الذي يقود قوة المشورة والمساعدة الاولى في فرقة المشاة الاولى وعددها 4 آلاف عسكري “اننا الصمغ الذي يجمع الناس ببعضهم، وهذا ما يسهل التعاون بيننا”، مضيفا “اننا ايضا زر السيطرة النووي الذي يمسك بالامور عن الانزلاق الى المنطقة الحرجة. وجودنا هو الاثنان معا”.

وتشير الصحيفة الى ان قادة العراق السياسيين يصارعون بشأن إمكانية طلب إبقاء اميركا على بعض من قواتها في البلد، بعد العام الحالي، حيث تنص اتفاقية ابرمت بين البلدين في العام 2008 على رحيلهم.

وكانت ادارة اوباما قالت انها ستنظر في طلب كهذا، الا ان الوقت قصير وعملية اتخاذ قرار بهذا الشأن تمر بمأزق المصالح العراقية المتضاربة، ومن بينها تعيين وزراء لادارة وزارتي الدفاع والداخلية. ويظهر ان رئيس الوزراء نوري المالكي، كما تقول الصحيفة، يفضل استمرار الوجود الاميركي، الا ان اعضاء اخرين من تحالفه يعارضونه، ومن بينهم رجل الدين المناوئ لاميركا مقتدى الصدر، الذي يبدو ان جيش المهدي التابع له، مستعد لمهاجمة القوات الاميركية اذا بقيت في البلد.

وتضيف ماكلاتشي ان مخططي الجيش الاميركي حذروا من ان وتيرة انسحاب نحو 64 الف عسكري أميركي على وشك الانطلاق، وقالوا انهم يحتاجون الى معرفة ما يريده العراقيون في 30 من تموز. وتنقل الصحيفة عن الشيخلي القول “لا احد يمس مشكلة كركوك في الوقت الحاضر، ولا حتى يقترب منها لمسافة 100 قدم”، لافتا الى ان “القوات الاميركية هي توازن كل شيء فيها”.

وتعلق الصحيفة بان هذا الراي هو السائد على نطاق واسع في كركوك، إذ قال نجم الدين كريم، محافظ كركوك وهو كردي، ان “القوات الامنية العراقية لا تمتلك القدرة على تأمين الحدود العراقية، او مجال العراق الجوي او ميناءه الوحيد في البصرة”، مبينا أن الولايات المتحدة مطلوبة “ليس لدورها العسكري فقط ومشورتها، بل لتدخلها في اثناء الازمات”.

وتضيف الصحيفة انه فيما تدرب القوات الاميركية قوات الشرطة العراقية والجنود لمواجهة عنف المتطرفين، فان لواء الكولونيل بابال القوي في كركوك، لديه دور اخر اكثر الحاحا يتمثل في ادارة الازمة، اذ تشهد كركوك خصومات اثنية معقدة منذ عهود العراق السابقة (عبدلكريم قاسم، العارفيان، صدام).

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول ان هناك في المحافظة قوة كردية غير رسمية تعرف باسم “الاسايش” يبلغ عدد افرادها 300 شخص، تسهم في زيادة الأمور تعقيدا.

Facebook
Twitter