تقرير اجنبي: السبب الحقيقي وراء قصف الولايات المتحدة للعراق* براندون تروبيفيل

بعد ايام من إعلان أوباما السماح للقوات الاميركية بشن هجمات محددة داخل العراق تستهدف “مراكز الدولة الإسلامية”، قامت الولايات المتحدة بتوجيه ضرباتها الجوية ضد مجموعة متنوعة من الأهداف داخل العراق. واحدة من الغارات الجوية على ما يبدو استهدفت قافلة لعناصر الدولة الاسلامية بالقرب من أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. ووفقا لمتحدث باسم البنتاغون، فان طائراتFA-18S   التي شنت الهجوم أقلعت من حاملة طائرات في الخليج.

وذكر أوباما أن الضربات كانت ضرورية لمنع الإبادة الجماعية، ولحماية المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى التي تعرض حياتهم للخطر، ولوقف تقدم داعش.

الضربات الجوية هي الأولى منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق في العام 2011.

الأمر الجدير بالذكر، الظروف المحيطة  هي السبب وراء دوافع واشنطن للقيام بهذا العمل العسكري الآن، أي بعد السماح لداعش (الممولة، والمدربة، والموجهة، من الغرب – خاصة الولايات المتحدة) بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في مختلف أنحاء العراق.

لماذا قصف العراق الآن؟ ولماذا قصفت المنطقة المحيطة بأربيل تحديدا؟

الإجابة على هذا السؤال تكمن في حقيقة بسيطة وهي أن المنطقة المحيطة بأربيل – كردستان العراق – هي “مركز لشركات النفط الاميركية”.

في الواقع، أربيل، هي مدينة مؤلفة من 1.5 مليون نسمة ، و تعتبر المركز الإداري لصناعة النفط الإقليمي الكردي وربع إنتاج العراق من النفط على الصعيد الوطني. احتياطيات النفط كبيرة جدا في هذه المنطقة. واذا حصل وتم الانفصال عن العراق وتأسست الدولة الكردية المستقلة، ستكون تاسع أكبر منتج للنفط في العالم..

كتب جون جودس في “نيو ريبابلك” n ew republic

إذا استولت الدولة الإسلامية على أربيل، فهي بالتالي تهدد إنتاج النفط في العراق، وبالتالي، الاستهلاك العالمي للنفط. الأسعار سترتفع في أوروبا التي تشتري النفط من العراق، وهي التي لم تنج بعد من الركود العالمي. أسعار النفط سترتفع بالفعل ردا على تهديد الدولة الإسلامية في أربيل.

خلال الاسبوع الماضي قامت شركات النفط الأمريكية شيفرون واكسون موبيل بإجلاء موظفيها من كردستان. ولكن تجار النفط توقعوا أن يعالج التدخل الأمريكي هذا الموضوع، ولكن نجد ان الغارات التي شنتها الولايات المتحدة ستؤدي الى المزيد من الهبوط في انتاج النفط، ولكنها ستعزز الاستقرار في جنوب العراق وكردستان، كما قال اوليفر جاكوب المحلل النفطي السويسري لرويترز.

وتحدثت التقارير عن تهديد لمرافق إنتاج النفط التي يسيطر عليها داعش (نيو ريبابلك وصحيفة وول ستريت جورنال).

انها ليست الشركات الأمريكية فقط، التي كانت قلقة بشأن قدرتها على مواصلة الإنتاج، بل شركات النفط البريطانية كانت سباقة في اجلاء موظفيها.

وكتب نايجل ويلسون في “الانترناسيونال بزنيس تايمز”

سحبت شركات النفط المدرجة في لندن عمالها من كردستان العراق لان قوات الأمن تواجه معركة شديدة مع المتشددين من الدولة الإسلامية في المنطقة.

وقالت جينيل للطاقة انها سحبت موظفيها من الحقول التي لم تبدأ الإنتاج، ولكن هي على ثقة في قدرة حكومة اقليم كردستان على الحفاظ على وحدة أراضيها  والبنية التحتية للنفط..

واضافت: “تماشيا مع تحركات المشغلين الآخرين، نحن نتخذ خطوة حكيمة واحترازية بسحب الموظفين غير الأساسيين والأصول غير المنتجة من المنطقة”.

وقالت “افرين”: “نعمل مع مستشارين أمنيين محليين لتنفيذ انسحاب تدريجي للموظفين الميدانيين غير الأساسيين من ميدان باردا راش”، “ومن المتوقع أن نعود إلى العمليات الميدانية في أقرب وقت “.

مع اخذ هذه المعلومات في الاعتبار، فإنه قد يصبح أكثر وضوحا -لأولئك الذين لا يستطيعون فهم السبب في تدخل الولايات المتحدة والبدء بالحملة العسكرية بوقت قصير-.

الحقيقة هي أن القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى لها صلة بفيلق وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في المنطقة العربية. وهي تستخدمه لإضعاف وإسقاط الحكومات، وليكون بمثابة البعبع المستمر للسكان، بحيث يتم التضحية بالحريات المدنية والحقوق الدستورية عن طيب خاطر للحصول على الأمن.

عندما تبدأ تلك المنظمات التي تعمل بالوكالة بتهديد إنتاج النفط أو أي مشروع ، يتم القضاء عليها وعلى التهديد الذي تشكله.

براندون تروبيفيل هو ناشظ اميركي ينتم التداول بمقالته في مواقع بارزة مثل الغلوبال ريسيرتش والانفورميشين كليرينغ هاوس

ترجمة: وكالة اخبار الشرق الجديد-ناديا حمدان

Facebook
Twitter