دارت أحداث الموسم الخامس من المسلسل الامريكي الشهير Prison Break في سجن تسفيرات الرصافة، حيث انتهى مؤخرا تصوير كواليسه في إحدى زنازين السجن المحصن.هذا الموسم انتقلت الأحداث من الولايات المتحدة إلى العراق، ويعرض المسلسل في جزئه الجديد مجموعة من النزلاء ضخماء الجثث ومن ذوي الأصوات الغليظة وهم يتحكمون بالسجناء ويفرضون الإتاوات، ومن ثم يفكرون بعملية هروب جديدة، بعد أن كانوا قد فشلوا في المرة السابقة.وفي سجن الرصافة رقم (12) يقوم احد السجناء البارعين في رسم الخطط، وإخبار زملائه بتفاصيل الهروب الجديد، حيث يقومون بحفر نفق تحت الأرض بامتداد أفقي يصل إلى 23 مترا ونصف المتر، على شرط أن تنفذ العملية في وقت حدوث موجة الغبار الكثيف التي ستضرب العاصمة، مستغلين انشغال الحرس باللجوء إلى داخل السجن هربا من العاصفة الترابية. السجناء قاموا بالتخطيط لهذه العملية بعيدا عن أنظار الحراس والمسؤولين في السجن عبر حفر فتحة تحت قاعدة المرافق الصحية ونقل مخلفاتها في أكياس وإخراجها في أوقات تشميس النزلاء ووضعها على المسقفات لأغراض تثبيت الأغطية الخارجية، من اجل عدم لفت الأنظار إلى أكوام الأتربة المستخرجة من النفق.وتستمر الخطة بشروع السجناء بالحفر والخروج من الزنزانة، إلا أن حراس الأبراج لمحوا تحركاً خارج السياج الأول، وتم أطلاق عيارات نارية في الهواء بهدف إعلان حالة الإنذار المشددة، ووجهوا الأنوار الكاشفة وتم تطويق السجناء الهاربين من قبل حراس الأبراج والوجبات الخافرة الموجودين ضمن المنطقة المحصورة بين السورين الأمنيين الأول والثاني، ومن ثم القي القبض عليهم.المسلسل انتهى بإلقاء القبض عليهم، ويتحدث مسؤول السجن في النهاية قائلا “أنهم أسرعوا بتنفيذ عملية الهروب قبل بلوغ المرحلة النهائية من عملية حفر النفق إلى خارج الأسوار النهائية”.
عن انتقال مشاهد المسلسل إلى العراق يرى عضو لجنة الأمن والدفاع شوان محمد طه وجود عدة عوامل والتي من بينها تواطؤ بعض عناصر القوات الأمنية المشرفة على السجن، فضلا عن وجود بعض السجناء ليس لديهم أمل بالخروج مما يجعلهم البحث عن أية وسيلة للخروج من السجن ومهما كانت النتيجة.وأضاف طه وهو نائب عن ائتلاف القوى الكردستانية أن حالات الهروب تختلف بين مكان وآخر، غير انه أكد في الوقت نفسه أن الوضع الأمني المتردي يلقي بظلاله على امن السجون التي طالما شهدت حالات هروب كثيرة.ويتابع النائب الكردستاني “على الحكومة أن تعيد النظر بالمنظومة الأمنية كاملة وبصورة أساسية بسبب وجود نكسات كبيرة في الشارع العراقي”. وعن الطريقة التي حاول بها المعتقلون الهروب نفى طه وجود استخدام الأفكار الغريبة في الهروب، مشككا في الوقت نفسه بإمكانية حفر هذه المسافة، قائلا لو صحت هذه المعلومات لاستطاعت الحكومة القيام بهكذا حفر من اجل تقديم الخدمات للمواطن العراقي.بيد أن عضو اللجنة الآخر، حامد المطلك دافع عن أبطال المسلسل، لما تعرضوا له من حالات تعذيب وبقاء طويل الأمد رغم صدور أوامر الإفراج بحقهم، مضيفا أن البعض سئم من الانتظار طويلا وبدأ يفكر بطرق قد تبدو غريبة من سبيل الخلاص من حال المعتقلات الذي وصفه المطلك بالمزري.يبدو أن مخرج الـ Prison Break لن يستطيع النجاح في تصوير الموسم السادس داخل العراق بعد أن كشف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد عن وجود رؤية جديدة لمحاربة جميع حالات الهروب وإنهاء مواسم المسلسل.ويقول عبد الكريم ذرب إن هنالك أماكن جديدة سينقل إليها السجناء تحتوي على كاميرات وأسوار عالية ومركز للمراقبة.وحذر ذرب أبطال الـ Prison Break من الرجوع بهم إلى سجن ابوغريب بعد إجراء التعديلات عليه أو نقلهم إلى سجون أخرى كون تسفيرات الرصافة مكاناً للانتظار”.