أعطى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، تفاصيل جديدة حول المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الخاصة بالمصالحة الوطنية العراقية.
وشدد الفيصل في أكثر من موقف على حرص بلاده، بألا تتعرض اجتماعات المصالحة العراقية المرتقبة لأي أمر قد يحسب على أنه تدخل فيها، حتى أنه قال إن «التركيز سيكون بشكل دقيق ومرهف الحساسية لاستقلالية العمل والجهد العراقي في هذه الاجتماعات، ولن تكون هناك رائحة لأي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية».
وفي الإطار ذاته، نفى وزير الخارجية السعودي، بشكل قاطع، أن يكون هناك نية لإشراك أي أطراف إقليمية أو دولية في اجتماعات المصالحة العراقية، وذلك في رده على سؤال حول إمكانية أن تشارك طهران في اجتماعات الرياض بصفة مراقب.
وعقد الأمير سعود الفيصل، الاحد الماضي مؤتمرا صحافيا خصصه للحديث عن مبادرة العاهل السعودي تجاه العراق، مجددا التأكيد على مواقف الرياض تجاه العراقيين، والنظر إليهم جميعا «بعين المساواة».
وأكد الفيصل على أن المبادرة لا تخضع لأي شروط مسبقة من أي دولة كانت بما فيها السعودية
وجاء في البيان الافتتاحي الذي تلاه الأمير سعود الفيصل قبل بدء المؤتمر الصحافي: «تأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعاية المملكة للمصالحة الوطنية العراقية، من منطلق استشعار المملكة لمسؤولياتها العربية والإسلامية تجاه العراق الشقيق».
وأضاف البيان «تؤكد المملكة أنها تنظر إلى جميع العراقيين بعين المساواة، وتتعامل معهم من هذا المنطلق، وعلى أساس أنهم عراقيون أولا وأخيرا، وأشقاء وأعزاء للشعب السعودي تكن لهم المملكة – حكومة وشعبا – كل خير ومحبة، وتتطلع إلى مساعدتهم بما يعزز أمنهم واستقرارهم، ويحقق ازدهارهم».
وأكد الفيصل في البيان أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تستند إلى قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، والعراق عضو فيها، وتؤكد المملكة العربية السعودية على التالي:
أولا: احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق، والحفاظ على هويته العربية والإسلامية، مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف كان، وكذلك احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي لما فيه استقرار وأمن العراق.
ثانيا: إن هذه المبادرة لا تخضع لأي شروط مسبقة من أي دولة كانت بما فيها المملكة، بل تأتي دعما للإرادة المستقلة للقيادات العراقية وشعب العراق في تحقيق الطريق الأنسب لتقرير مستقبل العراق السياسي، وهو ما دأبت عليه المملكة في كل مبادراتها السابقة.
ثالثا: خادم الحرمين الشريفين يتمنى أن تثمر المشاورات التي تشمل كافة القيادات العراقية عن نتائج إيجابية تخرج العراق الشقيق من أزمته السياسية في تشكيل الحكومة وفي تحقيق الاستقرار في العراق الشقيق، والمملكة بذلك ستؤيد أي حل يتوصل إليه الأشقاء بكافة أطيافهم، فما يهم المملكة العربية السعودية هو الوصول للحل الذي يرضي جميع الأطراف ويحقق الأهداف الوطنية لعراقنا الأبي. ومن خلال ذلك كله تؤكد المملكة مرة أخرى تأييدها التام لمبادرة رئيس إقليم كردستان وتتمنى لها النجاح.
وفي ختام البيان قال الفيصل إن السعودية «تدعو في الوقت ذاته، كل من يهمه أمن واستقرار العراق ووحدته ورخاؤه وازدهاره، إلى دعم ومساندة الإخوة العراقيين في مسعاهم لإيجاد حل للأزمة السياسية، حتى تصل إلى مبتغاها في دفع جهود العراقيين، وحشد طاقاتهم لتحقيق المصالحة والوفاق الوطني المنشود».