رعية بلاد ما بين القهرين ، تخرج متظاهرة معترضة على رواتب وتقاعدات وامتيازات البرلمانيين والبرلمانيات ، والرئاسات الثلاث القائمات . ألحكومة ألحيّالة فرحانة وتطقُّ اصبعتين ، ووزير شرطتها والأمين ، يوزعون أذونات التظاهر بسلاسة وأريحية أسهل من شربة رشفة ماء . ألمؤسسة الدينية القوية المؤثرة الآمرة الناهية ، المسموع كلامها وخطابها ظهيرات الجُمَعْ ، تفعل ما تفعله الحكومة لتصير مسألة الرواتب ، شاغل الناس الأعظم وأُم المصائب والأحزان . طبعاً المسألة سهلة جداً ، فلدينا ثلاثمائة وخمسة وعشرون عضواً وعضوة ، ومن العدل والحقّ إضافتهم إلى ملايين الموظفين القائمين في العمل حتى الآن ، والذاهبين إلى التقاعد اليوم أو غداً ، ومن دون تمييزهم عن أشباههم من موظفي وعمال وعاملات البلاد ، وغطاؤهم الديناريّ سيكون قطرة ببحر ميزانية هائجة بالدولار القويّ . ألحكومة ومن والاها وظاهرها وجمّل وجهها القبيح ، وخدّرَ الرعية وأسكتها بالخرافة وبالتضليل ، يريدون من هذا الفلم السخيف ، إخفاء الجرائم العظمى والنهب الممنهج ، والقتل والطائفية والكذب والدجل والإفك ، والبلاد التي بيعت وذبحت وأُمرِضتْ ، بالمزاد العلنيّ وأيضاً بالمزاد السريّ ، الذي لا يعلمهُ إلّا من كان حراميّاً أصلياً وقاتلاً محترفاً ، تخرّجَ في مدرسة الغزاة الأوغاد من فوائض الأرض ، حتى اندقَّ العراقُ بمسمار عملاق ، على دكة أشهر الفاسدين على أرض الله الوسيعة .
لدينا كمٌّ هائل ومذهل من خطب الجمعة ، أُضيف إليها خطاب أربعاء الرئيس نوري ، وما بين هذه وتلك ، نحن بلد فاشل ومريض
ومفكك ، يكاد يأكلُ بعضهُ البعضُ ، وتكاد الرشوة تصيح لتصبح ثقافة شعبية غير مخجلة.
وبما أنني الليلةَ القائمة في مفتتحها ، مزكومٌ وفلاونزتي تضرب بالعظم ، وأعطس تسعطعش عطسة بالثانية الواحدة ، فسوف أكتفي أيها الأحبة والحبيبات ، بهذه الوصلة من مكتوب اليوم ، وأتدثّر وأتمترس خلف شائعة كتابية مريبة تقول خير المكاتيب ، ما قلّتْ ودلّتْ ووقعتْ حوافرها على نوافرها . شكراً . ألمخلص علّوكي