ترامب: إدارة أوباما خلقت داعش وعام 2017 غير منصف لي بسبب تركة اوباما اميركا ترفض الكشف عن ممولي داعش بسبب ارتباطهم بها

 

دولة المنطقة ستتجه نحو موسكو بعد فشل اميركا

 

اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارة باراك أوباما بخلق تنظيم “داعش”، داعيا للتعاون مع روسيا للقضاء على التنظيم.
ونفى ترامب في أول مؤتمر صحفي عقده بعد انتخابه رئيسا للبلاد، أن تكون روسيا قد حاولت ممارسة ضغوط عليه، منتقدا وسائل الإعلام التي زعمت أن موسكو جمعت معلومات للإضرار به.
وأضاف “إذا كانت الاستخبارات الأمريكية متورطة في نشر معلومات مفبركة فذلك محرج لسمعتها”، مؤكدا أنها ستتحمل عواقب تسريبها لمعلومات مختلقة وكاذبة.
وقال “كل المعلومات حول وجود اتصالات خاصة لي مع الرئيس الروسي مفبركة”.
وتابع: “احترم ما قالته روسيا بنفيها القيام بأعمال قرصنة”، مضيفا أن الولايات المتحدة تتعرض للقرصنة الإلكترونية من جميع الدول بما في ذلك الصين.
وأعلن أن العام 2017 سيكون سيئا وغير منصف بسبب تركة إدارة الرئيس أوباما.

من جهة اخرى أكدت مصادر بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لصحفيين في واشنطن هوية أحد القتلى في غارة الأحد الاسبق في دير الزور على أنه “وزير مالية داعش” أبو أنس العراقي، وذلك بعد أيام من التكهنات بشأن القتلى في الغارة الأميركية عددا وهوية.
وكان فريق من قوات “دلتا” تم إنزاله بأربع مروحيات ترافقها طائرتان حربيتان في صحراء دير الزور لقطع طريق موكب قيادي داعش في طريقه إلى الرقة.
وقالت مصادر صحفية إن العشرات من مسلحي داعش قتلوا خلال الغارة، لكن الأميركيين أكدوا مقتل اثنين في تبادل لإطلاق النار حيث كان الهدف المعلن لعملية الإنزال هو اعتقال العراقي حيا.
وكالعادة في مثل تلك العمليات تحدثت المصادر الأميركية عن الحصول على “كنز معلوماتي” في الغارة، دون أي إفصاح عن تلك المعلومات، وأغلبها بالطبع له علاقة بنشاط الهدف: التمويل.
وليست تلك الغارة الأولى للأميركيين التي تستهدف مسؤولي المال والتمويل في داعش، ففي غارة على الرقة مطلع الشهر الحالي قتل محمود العيساوي، الذي وصفه الأميركيون بأنه مسؤول الإعلام والاتصال والمعلومات والتمويل في الفلوجة، قبل انتقاله إلى الرقة.
وفي مارس الماضي، شن الأميركيون غارة قالوا إنهم قتلوا خلالها عبد الرحمن مصطفى القادولي (الحاج إمام) نائب زعيم داعش  المجرم أبو بكر البغدادي.
وفي مايس قبل الماضي أسفرت غارة أميركية في سوريا عن قتل أبو سياف التونسي الذي وصف بأنه “وزير نفط داعش” وأسر زوجته والحصول على “كنز آخر” من المعلومات والوثائق.
ولم يكشف على الإطلاق عن أي من تلك الوثائق والمعلومات، التي يفترض أنها تتعلق بالتعاملات المالية لداعش مع الخارج، ومصادر التمويل المباشرة وغير المباشرة والتبادل التجاري في الداخل والخارج، وأيضا استثمارات التنظيم الإرهابي وطرق تغطيتها.
ولم يحدث منذ 2014، حين بدأت تلك الغارات التي تستهدف قادة ماليين وإعلاميين (ضباط اتصال) في داعش، أن أجهضت الولايات المتحدة مصدر تمويل ضخم، أو علاقات تجارية كبرى لداعش استنادا إلى تلك المعلومات.
ويفسر خبراء غربيون أن سبب عدم الكشف عن مصادر تمويل داعش وعلاقاتها التجارية والاستثمارية الخارجية يعود الى ان بعض تلك المصادر “صديقة لواشنطن” أو مرتبطة بجهات أميركية أصلا.
في سياق مقارب حذرت المخابرات الأمريكية بتقريرها الجديد حول رؤيتها للسياسات الدولية ومستقبل العالم خلال الأعوام المقبلة من توجه منطقة الشرق الأوسط إلى المزيد من التشظي والتفجير بسبب الصراعات الدولية وتراجع الاقتصاد وتردي بنية الدولة ومؤسساتها، معتبرة أن التنظيمات الارهابية باتت تحل محل الدولة في حين قد تتوجه المزيد من الدول نحو التحالف مع موسكو.

وبحسب فقرات التقرير المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن المنطقة برمتها تتجه “باتجاه خاطئ” مع تزايد العنف وغياب الإصلاحات السياسية والاقتصادية. ويلفت التقرير إلى أن أسعار النفط لن تعود على الأرجح إلى مستويات الطفرة النفطية السابقة، ما سيدفع الحكومات أكثر فأكثر إلى الحد من الإنفاق ومن سياسات الدعم.

ويضيف التقرير أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت منصة رئيسية وجديدة لإظهار الإحباط في حين بدأت منظمات دينية مثل جماعة الإخوان المسلمين والمقربين منها وكذلك الحركات القومية مثل القوى الكردية، تظهر على أنها البديل الرئيسي للحكومات الفاشلة في المنطقة، لافتا إلى أن تلك التنظيمات تعتمد على توفير الخدمات الاجتماعية للناس بطريقة أفضل من الحكومة كما أن سياستها المحافظة تتلاءم مع توجهات الجمهور.

وحذر التقرير من أن التوجهات الحالية للأمور بحال استمرارها تهدد بالمزيد من التفتت في المنطقة، مشيرا إلى أن تأثير المتطرفين سيتزايد بمقابل تراجع التسامح مع الأقليات الدينية بما يفتح الباب أمام موجات هجرات جديدة لها.

ويرى التقرير أن عواصم الشرق الأوسط فقدت ثقتها بقوة التأثير الأمريكي وباتت ترى في واشنطن شريكا لا يمكن الاعتماد عليه، ما فتح الباب أمام دخول روسيا وربما الصين على مسرح الأحداث. أما أسباب تراجع الثقة بواشنطن – وفقا للتقرير – فترتبط بفشلها بفرض خطوطها الحمراء في سوريا وتخليها عن نظام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك وتقاربها المزعوم مع إيران بعيدا عن الحلفاء التقليديين من العرب السنة وإسرائيل.

ويتوقع التقرير تزايدا في قوة إسرائيل وإيران وتركيا على حساب دول أخرى في المنطقة على أن يظل التنافر قائما بين الدول الثلاث. كما يرى أن تراجع الرخاء الاقتصادي سيترتب عليه المزيد من التوترات بسبب ضغط المؤسسات. ويعرب التقرير عن خشيته من تحديات أمنية تواجه دولا مثل إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل ومصر تفتح الباب لتدخلات أكثر من الصين وروسيا وأمريكا.

ويرى التقرير أن التراجع في أسعار النفط وتردي الخدمات وفرص العمل سيكون على مستوى الشرق الأوسط تأثيرات سلبية قد تضعف الدولة المركزية لصالح إعادة ظهور أدوار أكبر للأفراد وكذلك للقبائل على شكل تنسيقيات وهيئات للإدارة المحلية كما حصل في سوريا وليبيا.

وخلص التقرير إلى استبعاد حل مشاكل المنطقة خلال السنوات المقبلة ما يمهد للمزيد من الإشكالات. كما توقع عودة سياسة الصراع بين القوى الدولية على المنطقة بسبب الدخول الروسي القوي إلى الشرق الأوسط والدعم الذي وفره للرئيس السوري، بشار الأسد، ما قد يدفع المزيد من الدول التي كانت متحالفة مع الاتحاد السوفيتي السابق إلى التقارب مع موسكو، مثل العراق ومصر.

 

 

 

Facebook
Twitter