كشف عضو بارز في لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن واشنطن أرسلت عبر أجهزتها الاستخباراتية سلسلة من الإنذارات الى حكومة نوري المالكي, طلبت فيها على وجه السرعة إخلاء سجن بغداد المركزي المعروف باسم سجن أبو غريب, والذي تم الإعلان عن إخلائه، لأسباب أمنية.
وقال النائب العراقي إن الانذارات الإميركية تم إرسالها منذ منتصف شهر اذار الماضي, غير أن الأجهزة العراقية تجاهلت تلك الانذارات بتعليمات من المالكي, إلى أن جاء الانذار الرابع قبل ستة أيام بوجود خطة تقضي بالسيطرة على السجن وتحرير 17 ألف سجين بينهم أكثر من خمسة آلاف عنصر من تنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
وأوضح أن الخطة وفق المعلومات الاميركية استندت إلى وجود حشود كبيرة من الفصائل المسلحة المختلفة في مناطق محيطة بمدينة الفلوجة وبلدة الكرمة القريبتين من قضاء ابو غريب الواقع على الطريق من بغداد الى محافظة الانبار التي تشهد قتالاً متواصلاً بين قوات الجيش ومجموعات مسلحة منذ أمثر من 100 يوم.
كما أن الأجهزة الاميركية, وفق البرلماني العراقي “رصدت انتقال أعداد كبيرة من داعش من سورية باتجاه العراق وبالتحديد في المنطقة القريبة من ابو غريب, وتضمنت بعض الرسائل السرية بين قيادات “داعش” وبعض الفصائل المسلحة المحلية إشارات حاسمة بترتيب عمل كبير في سجن ابو غريب”.
وأضاف المصدر أن القادة الأمنيين العراقيين القريبين من المالكي تصرفوا بعدم مبالاة مع المعلومات الاميركية, ولذلك لجأت واشنطن في الإنذار الرابع الى التلميح بأن المالكي يريد ان يحدث شيئاً خطيراً في ابو غريب ما يؤدي الى هروب اعداد كبيرة من السجناء مع قتل أعداد منهم اثناء هروبهم وبعدها تكون جميع المناطق القريبة من بلدة أبو غريب التي تبعد 32 كم عن العاصمة العراقية مناطق قتال وبالتحديد أحياء الجامعة والعدل والوشاش, وهو التطور الذي كان سيعلن بعده المالكي وقف الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية الشهر الحالي لأسباب أمنية.
وبحسب معلومات النائب في لجنة الأمن والدفاع, فإن الإدارة الاميركية بعد الإنذار الرابع, تجاهلت المالكي وأبلغت الزعماء العراقيين الآخرين, وفي مقدمهم أسامة النجيفي ومسعود بارزاني وعمار الحكيم, بأن الأمر خطير في ابو غريب وأن رئيس الوزراء يتصرف بعدم جدية, ما دفع الزعماء الثلاثة الى التحرك لإرغام المالكي على اتخاذ الخطوة بأخلاء سجن ابو غريب, بدليل أن وزير العدل حسن الشمري تم استدعاؤه قبل أيام الى اجتماع للتحالف الوطني الذي يسيطر على الحكومة العراقية لمساءلته عن خطورة الوضع في ابو غريب ومخاطر هروب السجناء, وبسبب كل هذه المعطيات اتخذ قرار نقل السجناء الى سجون أخرى بعيداً عن مناطق الصراع العسكري بين القوات الحكومية وبين المسلحين السنة.