تجار السياسة وثوار الفنادق يتآمرون على سلخ الانبار من العراق

مع تواصل الاستعدادات لتحرير محافظة الانبار من تنظيم داعش الإرهابي، تبرز على هامش الفعاليات العسكرية والسياسية والإعلامية العراقية التي تدعو الى التعجيل في التحرير واشراك الحشد الشعبي تحرير المحافظة، محاور “متضادة” تسعى الى استثمار الازمة لصالحها عبر السعي الى تدويلها “إقليميا” بالاستعانة بتدخلات دول مجاورة مثل الأردن، وحتى السعودية عبر الدعوة الى “عاصفة حزم”، تتدخل في الشأن العراقي.

وفي حين تتربّص شخصيات سياسية وعشائرية في داخل العراق وخارجه حيث تقيم العاصمة الأردنية عمان، بتطورات الأوضاع، فان سرعة الحسم العراقي ستحول دون تحقيق أيا من اهداف هؤلاء المقيم اغلبهم في عمان من نخب من كبار رجال الاعمال وقادة عشائر الأنبار الاثرياء أصحاب الأموال والنشاطات المالية والتجارية والاستثمارية الذين يدعون الى تسليح ابناء العشائر من قبل جهات سنية إقليمية لابعاد الحشد الشعبي والأطراف السياسية والعشائرية الانبارية المؤيدة للحكومة العراقية عن اجندة تحرير الانبار.

وتدرك الأطراف السياسية والعشائرية المقيمة في الأردن، ان طرد داعش من الانبار على ايدي القوات الأمنية من جيش وحشد شعبي سوف يقضي نهائيا على نفوذها السياسي، ولهذا راحت تضخم “تحسّسها” من مشاركة الحشد الشعبي، وتضخيم المخاوف عبر الدعوة الى الدول الإقليمية الى الضغط على حكومة العبادي لابعاد الحشد الشعبي عن المشاركة في تحرير الانبار.

 ولعل هذا ما جعل “كتائب حزب الله”، التي هي فصيل مهم من فصائل الحشد الشعبي تتساءل عن سر تأخير الحكومة العراقية في الإعلان عن الموافقة على مشاركة الحشد في تحرير الانبار، وفيما اذا ستستجيب للضغوط الداخلية والخارجية في منعه عن المشاركة في التحرير.

ومقابل هذا الجدل، حول مشاركة الحشد تقول الانباء من عمان، ان سياسيي وشيوخ الفنادق، يسعون الى عزل الأنبار عن سياق الدولة العراقية سياسيا، عبر الإيحاء للأردن والدول الاقليمية بان نفوذ ايران سيتمركز في الرمادي وهو ما سيؤثر على الوضع في سوريا ويجعل من طهران مجاورة الى عمان والرياض ودمشق على حد زعمهم.

لكن مصادر من عمان تقول بان الكرنفال الطائفي في هذه العاصمة العربية، لن ينجح في اقناع الأردن الذي بدا مرتاحا لسياسات العبادي، وسعيه الى الشراكة السياسية الحقيقية.

وكان كلام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، واضحا في هذا الصد حين أشار الى ان عمان تسعى لان يتولى أبناء عشائر الأنبار مسؤولية التصدي للإرهاب، لكن عبر نافذة الحكومة العراقية.

جدير ذكره، ان نخب الأنبار العشائرية والسياسية تستعد الى عقد جولة جديدة من الاجتماعات في العاصمة عمان في سعيها الى تأكيد دورها في تحرير الانبار وهو دور ينحسر امام مشاركة الحشد الشعبي والعشائر المؤيدة لتدخله في الانبار.

ويعتبر الكاتب حسنين علي من محافظة بابل ،جنوبي بغداد، ان “على الحكومة استعجال حسم مشاركة الحشد الشعبي لان ذلك سوف ينهي الجدل الذي يسعى البعض الى استغلاله في التشكيك في مستقبل الانبار ، بحجج واهية.

 

Facebook
Twitter