بين (حانة) و( مانة) يا شعب ضاعت لحانا

نادية العبيدي

لا يهمني ان كانت الارجنتين خرجت من النهائيات ومارادونا انهارت اعصابه .. ولا اهتم ان كان (ميسي) قد لعب بصورة رائعة او انه تقهقر … ولا آبه بان الوزير الفلاني قد احيل على التقاعد ام استبدلوه بوزير آخر … ولا اشعر باي تغيير اذا ما تظاهر شيوعيو حميد مجيد موسى في ساحة التحرير مطالبين ورافعين اصواتهم عالياً بعدم الغاء البطاقة التموينية التي تمثل قوت الفقير … ولا يهزون مشاعري وهم يرتدون تيشيرتات سوداء تحمل صورة جيفارا لان جيفارا قاوم الاحتلال والاستعمار في بلاده وغير بلاده حتى اخر رمق فيه بينما انخرط الشيوعيون في تمرير الاحتلال الاميركي لوطننا وشرعنته ومازالوا جزءا من الحكومة التي تبحث الغاء البطاقة التموينية… انهم اذن ينافقون!! دعهم ينافقون!!!.
ما يهمني حقيقة هو التشكيل الحكومة الذي اصبح على المحك .. والذي اسقن الشعب ان الدجاجة التي لديهم لا تبيض ذهب كما هي الاسطورة …
كتبت الزميلة السيدة نرمين المفتي مقالا تحت عنوان (نادمون)!!! فهل حقاً اصبح كل من شارك في الانتخابات نادما؟
سؤال يحيرني فرغم ان حبر الانتخابات لم يفارق الاصابع بعد فان امل الشعب قد خاب ليس لتأخر تشكيل الحكومة وتسمية رئيس الوزراء وانما لعدم قدرة السياسيين على اتخاذ قرار يحل الازمة المترتبة على خلفية الانتخابات ..
قبيل الانتخابات كان المرشحون يعدون الشعب بانهار من لبن .. وملبس من حرير وتلال من اموال ستهبط عليهم من السماء .. وبكل تأكيد لم يصدق الشعب هذه الترهات الا بعض من الناس.. بعضهم ذهب الى الانتخابات بغية التماس العذر لانفسهم لان الصبر لديهم قد نفد او اعتبروها مسالة تحد مع الغير .. واما القسم الآخر فهم الذين لديهم مصالح لاتمام هذه العملية وجعلها قائمة على قدم وساق ولكن ايضاً للاسف اكتشفوا الوقوع بالخطأ لكن هذه المرة بعد فوات الاوان .. مسالة رئاسة الوزراء هي مسألة مبدأ .. فأن كان رئيس الوزراء يريد خدمة العراق واهل العراق وانه على قدر من الثقة التي منحه لها الشعب وانه على مستوى من المسؤولية التي اقسم عليها امام الشعب فأنه حتماً سيتنازل عن بعض الامور التي هي ليست في صالح شعبه بل وانها تؤدي الى حدوث تصدعات بين الرئيس وبين الشعب …
وليس من حق الرئيس الغير منتخب والذي يفرض نفسه فرضا على الشعب ان يقوم بتعديلات لصالحه في سبيل الوصول الى مآربه الخبيئة كرفع الصلاحيات من هذا المنصب .. وتحويلها الى  ذلك المنصب .. ولا اعتقد ان هذه الازمة ستمر مرور الكرام دون ان تعلم في ذاكرة الشعب العراقي سوء اختياراتهم وقد يحركون ساكنا ، لكن السكوت على هذا الوضع الذي يعيشونه تحت مظلة الاحتلال لا يمكن ان يصل الى نقطة محددة. افيعقل ان نقوم بأستيراد رأي من الخارج كي نستأنس به ويكون هو السبب في حل مشكلة اساساً لاوجود لها وانما ابتدعت لتحقيق اغراض ومصالح لا حدود لها … كان الله في عون العراقيين الذين اصبح هدر ارواحهم من اسهل ما يكون

Facebook
Twitter