بن حلي :إرسال قوات عربية خيار مطروح شرط الا تكون تحت قيادة اميركية

قال مسؤول في جامعة الدول العربية، إن خيار إرسال قوات عربية إلى العراق لا يزال مطروحا، وذلك على خلفية بدء الولايات المتحدة الأميركية في سحب جيشها من هناك.
واكد أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على هامش مشاركته في اجتماع إقليمي عن أمن العراق الأسبوع الماضي، بأن هناك حرصا عربيا لعدم عودة العراقيين إلى المربع الأول، أو كما قال بـ”ألا تحدث انتكاسة في الوضع العراقي بعد سحب واشنطن لجيشها من هناك”.
ونفى بن حلي أن يكون اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق، الذي اختتم أعماله في العاصمة البحرينية المنامة الأسبوع الماضي، قد ناقش موضوع إرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق.
غير أنه قال: “لكن كل الخيارات تبقى مطروحة لأن الكل الآن قلبه على العراق ويريد ألا تكون هناك ردة أو انتكاسة على المسار السياسي وعلى مسار المصالحة الذي قطعه العراق”.
وجدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، التأكيد على شرطي إرسال أي قوات عربية إلى العراق، بـ”ألا تكون تلك القوات تحت القيادة الأميركية أو التحالف، وأن تكون بطلب من العراقيين أنفسهم”، مضيفا أن “كل الخيارات تبقى مطروحة، ولم لا؟”.
وسيطر موضوع العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، على اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق في دورته السابعة، الذي اختتم أعماله في البحرين يوم الأربعاء الماضي.
وكان بن حلي قد ألقى كلمة عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، دعا فيها دول جوار العراق إلى عدم التدخل في مسألة تشكيل الحكومة العراقية لناحية التأثير على مجريات الأمور والتركيبة السياسية والتشكيلة الحكومية وتركها للعراقيين.
وقال بن حلي أمام ذلك: “إن كان هناك شيء ممكن أن تقدمه دول جوار العراق للعراق فهو الدفع لتسريع تشكيل الحكومة وليس بمحاولة التأثير على شكلها”، مؤكدا أن الانتخابات التشريعية الأخيرة “أفرزت خريطة سياسية مغايرة لما كان في السابق، خريطة إلى حد ما فيها نوع من التوازن على المستوى الوطني والابتعاد عن الاصطفاف الطائفي أو المحاصصة الطائفية”.
ولا تزال القوائم والكتل العراقية الفائزة بالانتخابات التشريعية، تقف دون التوصل إلى اتفاق ضامن لتشكيل حكومة جديدة في العراق.
وعن موقف جامعة الدول العربية من الأطراف التي تعرقل الوصول إلى توافق على الحكومة العراقية، قال بن حلي “أعتقد أن التداول في مسألة تشكيل الحكومة القائم في العراق حاليا هو أمر إيجابي إذا لم يخرج عن إطار التحاور بالطريقة السلمية والمصلحة الوطنية، وإذا لم يطل”.
ودعا الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية العراقيين إلى أن “يحسموا أمرهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب فرصة لكي لا يكون هناك فراغ سياسي”. وفي وقت قررت فيه القمة العربية الماضية التي عقدت في مدينة سرت الليبية، حق بغداد في استضافة القمة العربية المقبلة في عام 2011، أكد بن حلي أن الجامعة العربية ملتزمة بمنطوق قرار قمة سرت الماضية لناحية استضافة العراق للقمة المقبلة.
وقال: “نحن في جامعة الدول العربية ملتزمون بقمة سرت التي أصدرت القرار الخاص بأن العراق سيترأس القمة العربية في 2011، وأن من حق العراق أن يستضيف هذه القمة في بلده. هناك فريق شكل في الأمانة العامة، ويتحاور مع فريق من وزارة الخارجية العراقية وبعض الوزارات الأخرى المعنية بالتحضيرات اللوجستية والتنظيمية، وكان هناك اجتماع على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي، وسيكون هناك لقاء آخر في الجامعة العربية، وقد ينتقل وفد من الجامعة إلى بغداد”.
واتهم أحمد بن حلي أطرافا إقليمية بعرقلة الوجود العربي في العراق، خلال فترة ماضية، في وقت كانت الدول العربية تتلقى فيه انتقادات من ساسة عراقيين لغياب الدور العربي الذي أدى إلى صعود نجم إيران في العراق.
لكن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية وصف الحضور العربي في العراق هذا العام بأنه أفضل من السنة الماضية، بدليل عودة عدد من رؤساء البعثات العربية إلى العراق.
وتحدث عن الدور العربي في العراق قائلا: “هناك الآن نوع من عدم الإعاقة للدور العربي، في السابق كان هناك نوع من الإعاقة، الآن أزيل هذا العائق”.
ودلل بن حلي على وجود أطراف إقليمية تعرقل الوجود العربي في العراق بمؤتمر الوفاق الذي عقدته الجامعة العربية سابقا لإجراء مصالحة داخل العراق، مؤكدا أن ما صدر عن ذلك المؤتمر من عناصر واقتراحات عملية، وقفت ضدها أطراف خارجية غير عربية، وأعاقت تنفيذها لأنها كانت ترى أن “الوجود العربي لا يتناسب مع أجندتها”.
غير أنه يرى أن الوجود العربي في العراق اليوم أفضل من سابقه، ليس على مستوى التمثيل السياسي فحسب، بل حتى على مستوى الجهود الخاصة بالتنمية وإعادة الإعمار

Facebook
Twitter