بعد داعش الارهابية: بنو سعود يقودون (داعش النفطية) لتدمير العراق

 توحي تصريحات وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا الأسبوع الماضي، بأن معركة المنظمة من أجل الحفاظ على حصتها من السوق حققت نجاحا كاملا وأن أسعار النفط ثابتة تماما الآن في موقعها الحالي. 

وفي سياق علاقة السياسة بالنفط، تشير الوقائع والاستنتاجات الى ان المملكة العربية السعودية تتعمد تخفيض اسعار النفط ، للأضرار بالعراق وايران بدرجة رئيسية، لان الاول مشغول بحربه على الارهاب التي تتطلب ميزانية ضخمة ، والثاني يتأثر كثير بانخفاض اسعار النفط بسبب العقوبات المفروضة عليه.وتعمد دول الخليج، لاسما السعودية الى النفط كسلاح سياسي ضد خصومها ، فقد خفّضت هذه الدول من اسعار النفط بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية في ثمانينات القرن الماضي، للإضرار بالاقتصاد العراقي، ما جعل خبراء يرون ان ذلك كان احد اسباب الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن الماضي.

ويبدو ان اغراق الاسواق بالنفط، ومناطق النزاع بالارهابيين، بات معادلة تركن اليها دول مثل السعودية وقطر .

 وكان وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، وزملائه من الوزراء “الاستراتيجية تحرز نجاحا، ستستغرق الأسواق وقتا لاستعادة التوازن”. 

ومع ذلك فقد أصبح فهم ما يجري في أسواق النفط أقل سهولة على الأرجح الآن مما كان عليه في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي، عندما أطلقت أوبك استراتيجيتها المفاجئة التي تقوم على زيادة المعروض النفطي في السوق المتخمة بالفعل، بالإمدادات على أمل استعادة حصة من السوق من المنتجين أصحاب تكاليف الانتاج المرتفعة مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وقد زادت قائمة العوامل الغامضة التي يمكن أن تجذب أسعار النفط في أي من الاتجاهين بعيد عن النطاق المفضل حاليا لدى أوبك ويتراوح بين 60 و70 دولارا للبرميل. 

ومن هذه العوامل أداء صناعة النفط الامريكية، وعودة ايران إلى أسواق النفط، ونمو الطلب في الصين وقلة طاقة الانتاج غير المستغلة في السعودية وأخيرا إمكانية عودة علاوة المخاطر السياسية مثلما برز في هجوم صاروخي على السعودية في مطلع الأسبوع. 

وقال جايمي وبستر المدير في آي.اتش.إس انرجي وأحد متابعي شؤون أوبك منذ فترة طويلة انه “إذا عادت الأسعار إلى 70 دولارا للبرميل يعود الانتاج الأمريكي. من ناحية أخرى إذا تباطأت وتيرة التخزين في الصين سنفاجأ جميعا بسوق يزيد فيها العرض بشدة على الطلب”. 

وشهدت أعداد منصات الحفر في الولايات المتحدة انخفاضا كبيرا في الأشهر السابقة مع اتجاه الشركات لخفض استثماراتها. لكن هذا لم يترجم حتى الآن إلى هبوط شديد في الانتاج. 

وتتراوح التنبؤات بأداء الانتاج الأمريكي مستقبلا من التشاؤم الشديد من جانب توني هيوارد الرئيس السابق لشركة بي.بي إلى رسالة من رايان لانس رئيس شركة كونوكو فيليبس مفادها أن النفط الصخري الأمريكي “جاء ليبقى” نقلها لانس بنفسه لأوبك الأسبوع الماضي خلال ندوة استمرت يومين في فيينا. 

وقالت ماريا فان در هوفن رئيس وكالة الطاقة الدولية في ندوة أوبك الأسبوع الماضي “عليكم أن تدركوا تمام الإدراك أن هذه التكنولوجيا (استخراج النفط الصخري) سيتكرر استخدامها في مختلف أنحاء العالم”.

رغم بعد احتمالات بدء الصين في انتاج كميات ضخمة من النفط الصخري من أراضيها فإن التقديرات تقلل بشكل مبالغ فيه من احتمالات حدوث مفاجأة على صعيد الطلب الصيني سواء بالزيادة أو النقصان هذا العام. 

وتعتقد السعودية أن استراتيجيتها تحقق نجاحا بفضل عوامل على رأسها نمو كبير في الطلب على النفط يمكن أن يعيد التوازن للسوق. 

وقال وبستر اننا “نحن بحاجة لفهم معضلة الطلب الخفي في الصين حيث يوجد نوعان من الطلب — الطلب العادي والتخزين الاستراتيجي. والأخير لن يستمر إلى الأبد”. 

وقد ازداد الطلب في الولايات المتحدة وأوروبا على غير المتوقع وشهدت أوروبا زيادة كبيرة في الطلب على الديزل بلغت سبعة في المئة في الربع الأول. لكن من غير الواضح مدى استمرار هذه الزيادة. 

وقال ديفيد فايف رئيس الأبحاث في جنفور التجارية إن “اقتراب الاتفاق النووي بين الغرب وايران هو أكثر العوامل غموضا على الأرجح بالنسبة لأوبك”. 

وتتراوح تقديرات المعروض الاضافي من النفط الايراني في العام المقبل بين الصفر، وما يصل إلى مليون برميل يوميا وهذا قد يدفع بأوبك إلى فترة أخرى من الأسعار المنخفضة قد لا تتحملها الدول الأفقر من بين أعضاء المنظمة. 

وأضاف فايف انه “سيتعين على أوبك أن تبدأ التطلع للالتزام بمستويات الانتاج مرة أخرى” .

وقال جاري روس أحد المتابعين المخضرمين لشؤون أوبك ومؤسس بيرا للأبحاث إنه يعتقد أن “السوق تتحرك في صالح أوبك لأن تباطؤ وتيرة الاستثمار سيؤدي إلى تقييد المعروض”. 

وأضاف روس ان “السوق متصدع. فليس فقط أن الأسعار قصيرة الأجل منخفضة جدا، بل أسعار الأجل الطويل أيضا، وهي تشير إلى أن السوق لا يحتاج لمزيد من العرض. وبمرور الوقت سيقل العرض في السوق”. 

وقال اندي هول رئيس استنبيك كابيتال وأحد أشهر المضاربين على صعود أسواق النفط في رسالة إلى المستثمرين إنه يعتقد أن “نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام سيقارب على الارجح مليوني برميل يوميا، بدلا من المليون برميل يوميا التي تنبأت بها وكالات التوقعات الرئيسية”. 

وقال هول إنه “مع زيادة استخدامات النفط الخام في السوق المحلية في السعودية لتلبية الطلب الذي يبلغ ذروته في فصل الصيف بفضل استخدامات تكييف الهواء فإن طاقتها الانتاجية غير المستغلة ستنخفض في الأساس إلى الصفر”، متابعا انه “ومع ذلك فإن علاوة المخاطر الجيوسياسية في سعر النفط اليوم صفر في أفضل الأحوال”.

Facebook
Twitter