الشريف علي بن الحسين كان اشد اميريكية من الاميركيين في فرض الحصار على العراق
نجح حيدر العبادي في سحب البساط من تحت اقدام المعتصمين ووضع الكرة في ملعب البرلمان العراقي محملا اياه مسؤولية ما ستؤول اليه امور العراق لاحقا.
ولعل ابرز الملاحظات على التشكيلة الوزارية الجديدة ان اعلانها كان مسرحية يراد منها إفراغ المسرح من الجمهور ليكون حكرا على المخرج و الممثلين و باقي كوادر المسرح التكميلية، وان هذه الحكومة ستكون أضعف من الحكومة السابقة لانها لا تملك مقومات التكنوقراط السياسي الذي يعد الشرط الأساسي في تولي أي منصب وزاري وستكون خاضعة للأحزاب أكثر من الوزارة السابقة لانها لا تملك عصبة حزبية تلوذ بها و تحتمي خصوصا نحن في دولة بلا تقاليد تكفل حماية صاحب المنصب ما بعد تركه المنصب مع اقتران ذلك بالفوضى و اختلال الأمن و النظام وستضطر تلك الشخصيات و بحساب المستقبل و الواقع أن تتوزع في ولاءاتها على الأحزاب المهيمنة على القرار و الا واجهت مشاكل لا حصر لها، وستخفق في صنع السياسة العامة الرشيدة و سينكفئ كل واحد منهم حول وزارته و كأنه موظف كبير لا دخل له بالسياسة العامة وستبقى السياسة العامة و آليات الحكم و مقاليد القوة السياسية بيد الأحزاب و ليس بيد الوزراء الجدد.
ولذلك من الصعب التفاؤل إذ سنصل إلى حالة الغليان و الإحباط بين حين و الآخر . إذ أن الأحزاب كسبت معركة و لكنها لم تكسب حربا فالميدان سيبقى مفتوحا أمام ثورة الجياع أو المغامر أو التدخل الخارجي . إنها متاهات سيضيع البلد في أتونها.
وفي هذا السياق كتب نصير المهدي حول اختيار الشريف علي بن الحسين وزيرا للخارجية مايلي:
أقام العراقيون كالعادة صنما جديدا وبدأ ضخ الأكاذيب وبناء الأوهام والأحلام .. ونسج البطولات ..
يعرف العراقيون المقيمون في الخارج بأن لم يكن هناك من هو أشد دعوة لتشديد الحصار على العراقيين واللغو الفارغ عن الأدلة التي يملكها حول أسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير جريمة الحصار التي شاركت فيها أطياف المعارضة العراقية التي جلست في أحضان بريمر كلها وبدون إستثناء .. ولكن الشريف علي بن الحسين المرشح لوزارة الخارجية العراقية كونه يتقن اللغة الانكليزية كان الأكثر حماسا واندفاعا في تبرير جرائم الاحتلال التي سبقت غزو العراق ..
زعم أحدهم بأن هذا الحجازي رفض الحصول على الجنسية البريطانية خلال إقامته في بريطانيا لأكثر من ثلاثين عاما ذلك لأنه يرفض القسم على الولاء لملكة بريطانيا .. المتجنسون الأجانب بالجنسية البريطانية يعرفون أيضا بأنه لا قسم ولاء تقتضيه الجنسية البريطانية سواء للملكة أو لبريطانيا نفسها قبل عام 2009 والتعديلات القانونية التي أجريت على قانون الجنسية البريطاني وهذا الموقف البطولي المزعوم لا أساس من الصحة له وربما للرجل عشر جنسيات أو أكثر كالأردنية والسعودية والمصرية تبعا لجنسية والديه والحصول على جنسية أخرى غير البريطانية ليس بالأمر الصعب .. أما أنه كما زعم المقرض في الخبر الذي نشرته جريدة العالم الجديد رفض ذلك إعتزازا بجنسيته العراقية وجوازه العراقي فهذه كذبة سخيفة جدا لأنه لا يحمل الجنسية العراقية قبل 2003 تماما كما هو حال زميله الوزير علي الأديب ولم يكن عراقيا بل كان أبوه لاجئا في العراق كما خاله عبد الاله الذي منح الجنسية العراقية استثناء رغم أقامته الطويلة في العراق بعد سقوط حكم والده الملك علي في الحجاز على يد عبد العزيز آل سعود وكان منح الجنسية لملء الفراغ الحاصل بوفاة الملك غازي وكي يتولى ولاية العهد والوصاية على الملك الصغير فيصل الثاني ..
كيف دخل علي بن الحسين على خط المعارضة العراقية .. عندما دخل الجيش العراقي الكويت يتذكر المتابعون أن الملك الأردني الراحل حسين أطال لحيته وصار يتبنى خطابا دينيا وتحدثت الصحافة عن طموحه في استرداد عرش الأسرة الضائع في الحجاز فقام الملك فهد باسترضاء والد علي بمنحه تعويضا قيمته مليار دولار باعتباره كان واليا على مكة أيام حكم الملك علي ” والد عبد الاله ” ومتزوج من واحدة من بنات الملك علي بن الحسين آخر ملوك الحجاز وبالطبع هو يستغل التشابه بين اسمه واسم ذلك الملك .. كاحتياطي لمواجهة دعوة الملك حسين وقد أحيا المبلغ الكبير الآمال عن أبيه بالوثوب على عرش العراق بعد الإطاحة بنظام صدام وقد زين كثيرون هذا الأمر لأبيه واستغلوا هذا الأمر على أفضل وجه فكانوا يأتون اليه بتوقيعات ورسائل بيعة على أساس أنها من عراقيي الداخل تؤكد الولاء له والترحيب به وقد عاش في ظل ما يبذله من أموال كثيرون وتولوا الدعاية له ومن بينهم حتى ضباط ممن شاركوا فعليا في 14 تموز 1958 وحينما عاد الى العراق فلم يجد واحدا من أنصاره المزعومين ولم يحصل حتى على مقعد نيابي واحد مع أنه رشح في قوائم مختلفة ..
وحتى الزعم بأنه وريث العائلة المالكة العراقية غير صحيح فهو وأبوه ليسوا من العائلة المالكة بل من أقربائها ولا يحمل لقب أو صفة الأمير والدستور الملكي العراقي يحصر الوراثة في أبناء فيصل الأول وفي خط الذكور ووفقا لذلك الدستور فإن الوريث الشرعي للعرش العراقي هو رعد بن زيد وأبناؤه المقيمون في الأردن وقد كان أبوه الأمير زيد سفيرا للعراق في بريطانيا إبان العهد الملكي .. كون والدة فيصل الثاني خالته لا يمنحه حق الوراثة وواحدة من بنات فيصل الأول تزوجت طباخا يونانيا كان يعمل في البلاد الملكي العراقي وأبناؤها لهم ما لعلي .
إستيزاره ” الإصلاحي ” هذا إن صح هو مكافأة أميركية لما قدمه لها من خدمات في الفترة السابقة وهذا ما فعلته مع كل المتعاقدين معها وفي الإنتظار بعض منهم في الفترات القادمة ومن كل لون بما يطيب للعراقيين ..