بينما تسعى الادارة الاميركية الى تقسيم العراق طائفيا وعرقيا وتحويله الى دويلات لامراء الطوائف لاتهش ولا تبش، اكد وقائع الاسبوع الماضي ومنها المؤتمر الصحفي الاول لرئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي ان الحكومة المقبلة منكبة على مناخيرها امام الغول الاميركي حتى قبل ان تبدأ مهماتها.
ففي اول مؤتمر صحفي بعد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة اعلن حيدر العبادي عن عزمه على تأسيس جيوش محلية خاصة بالمحافظات، وتمثل فكرة تشكيل هذه الجيوش البند الثاني في مشروع بايدن لتقسيم العراق.
فقد قال نائب الرئيس الامريكي جو بايدن إن الجماعة الإرهابية المعروفة داخل الحكومة الأميركية باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تمكنت على مدى الأشهر الأخيرة، من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق، مستغلة الانقسامات الطائفية وأزمة عدم الثقة السياسية التي استنزفت قوات الأمن العراقية.
واضاف بايدن في مقالة نشرت على صحيفة واشنطن بوست، إن “داعش” سيسعى إلى تمزيق العراق إربا في سبيل سعيها لإنشاء دولة الخلافة، بيد أن الطوائف العراقية بدأت تتوحد من أجل التصدي لهذا التنظيم.
واكد انه ونظرا لقيام أكثر من 13 مليون عراقي بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي انعقدت في نيسان، رغم تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية بقتل أي شخص يُدلي بصوته، تمكن العراق من تشكيل برلمان جديد، واختيار رئيس له، جنبا إلى جنب تعيين رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي وتكليفه بتشكيل حكومة جديدة.
وتابع هناك مغزى وراء هذه الخطوات المتخذة لأنها توضح أن العراقيين بدأوا يدركون أنه يتعين عليهم تنحية خلافاتهم جانبا، وبالتالي يتمكنون من توحيد بلادهم، وإلحاق الهزيمة بـ”داعش”.
وشدد بايدن بالقول لا تفاوض مع هذا التنظيم. لقد رأينا جرائم القتل المروعة التي ارتكبوها بحق الصحافي الأميركي جيمس فولي، وغيره عدد لا يحصى من الأبرياء، ورأينا مدى وحشيتهم وتعصبهم.
واستدرك بالقول، لكن حتى في حال عدم وجود “داعش”، لا يزال بقاء العراق يعتمد على قدرة العراقيين على تنحية خلافاتهم جانبا. لا يزال يعتمد أمن العراق على معالجة الشعور بالغربة الذي يؤجج الحركات المتطرفة، وإقناع العراقيين أنه يمكن تلبية مطالبهم من خلال العملية السياسية وليس من خلال اللجوء لأعمال العنف.
وتابع، قد تحدث الرئيس أوباما، على مدى الأسابيع القليلة الماضية، مع العبادي، كما قمتُ بالتحدث مع كل من القادة العراقيين القادمين والمغادرين. وأدركنا أنهم يسلمون بضرورة إنهاء سنوات الجمود السياسي والخلافات؛ حيث كتب العبادي منذ بضعة أيام الآتي: “نحن نواجه تحديات هائلة، ولكننا سنتغلب عليها بتوحدنا. قد تواجهنا في الطليعة عواصف شديدة، ولكننا سنواجهها معا كأمة واحدة”.
واشار نائب الرئيس الامريكي الى أن نجاح العراق سيتطلب تسوية حقيقية من جانب كافة الأطراف، وتشكيل حكومة جديدة في بغداد تكون قادرة على تلبية مطالب كافة الطوائف العراقية. وبالطبع يتوق العراقيون إلى تحقيق ذلك. وإذا لم يستطع العراق القيام بذلك، فلن تكون أي تدخلات خارجية مجدية، ولن تستمر هذه التدخلات إلى ما لا نهاية.
وأكد انه لهذا السبب يعد تشكيل الحكومة أمرا حاسما للغاية؛ حيث يعمل العبادي، على المضي في تشكيل الحكومة ووضع خارطة طريق تحدد أجندة الحكومة العراقية الجديدة. نحن نشجع القادة العراقيين على استكمال هذه المسيرة بأسرع وقت ممكن، ونأمل أن تؤدي خارطة الطريق، التي يقرها البرلمان العراقي، إلى رسم رؤية من أجل تسخير موارد الدولة بما يعود بالنفع على كافة الطوائف، والعمل على مواجهة تنظيم “داعش”.
ودعا بايدن جيران العراق الى الامتناع عن تأجيج الانقسامات الطائفية، التي من شأنها فقط أن تصب في صالح “داعش”، وأن يقوموا بدلا من ذلك بالتعامل مع هذا التحدي المشترك باعتباره فرصة لبدء صفحة جديدة في علاقاتهم مع العراق، ومع بعضهم البعض.
واضاف بايدن ثمة نهج آخر يكمن في إقامة “نظام فيدرالي فعال”، بموجب الدستور العراقي، من شأنه أن يسمح بتقاسم عادل للعائدات بين كل الأقاليم بالدولة، وإقامة هياكل أمنية متمركزة محليا، وذلك من أجل حماية السكان في المدن والأحياء وعدم ترك الساحة خالية أمام “داعش”، بالإضافة إلى حماية ووحدة الأراضي العراقية. وستكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديم التدريب وغيره من أشكال المساعدة بموجب الاتفاق الاستراتيجي الأمني المبرم مع العراق للمساعدة على إنجاح مثل هذا النموذج. في نهاية المطاف، يرجع الأمر للعراقيين في تحديد مصيرهم في ظل دستور خاص بهم، ولكننا نؤيد هذا النقاش الجاد الذي بدأ في العراق بشأن المستقبل. وبينما يواصل العراقيون إحراز تقدم، فإننا على استعداد لتعزيز دعمنا لمساعدة العراق في حربه ضد “داعش”، وسندعو المجتمع الدولي لأن يحذو حذو كندا وأستراليا وحلفائنا الأوروبيين للقيام بالشيء ذاته.
وبحسب بايدن فان من الممكن قهر “داعش”؛ حيث إن معظم العراقيين يرفضون آيديولوجيته. إنه يفرض أوامره على أساس الخوف وليس القبول؛ حيث دمر الأماكن الدينية القديمة، واستعبد النساء، وأعدم العديد من السُنة الذين يزعم أنه يدافع عنهم. وكما رأينا في سد الموصل، عندما تآكلت قوته القتالية، تمكنت القوات المحلية من التغلب عليه دون مساعدة القوات البرية الأميركية.
وشدد بالقول هذه هي المعركة التي يمكن ويجب على العراق – بمساعدة الولايات المتحدة والعالم أجمع – تحقيق النصر فيها. من مصلحتنا جميعا تمكين المعتدلين في العراق لمنع إقامة دولة إرهابية تترسخ جذورها في قلب الشرق الأوسط. وبالتأكيد لا يقتصر التهديد الذي يشكله هذا التنظيم على العراق فحسب، وبالتالي يتطلب التصدي له أيضا تقديم الدعم المتواصل لشركائنا في الأردن ولبنان والمعارضة السورية وغيرها، من أجل مواجهة «داعش»، والتصدي لتدفق المقاتلين الأجانب من وإلى ساحة المعركة.
أبدى نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي تأييد بلاده والمجتمع الدولي الكامل لتشكيل الحكومة.
وذكر بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء المكلف، ان “العبادي بحث مع بايدن الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة”.
واكد العبادي خلال المكالمة الهاتفية “حرصه على تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع وقادرة على محاربة الارهاب وحل المشاكل العالقة وقيادة البلاد بأتجاه تحقيق امن المواطنين ورفاهية الشعب”.بحسب البيان.
وأشار البيان الى ان “بايدن أبدى تأييد الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الكامل لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بتشكيل حكومته”.
واضاف بايدن ان “التأييد العالمي للعراق مازال قويا وان الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون لاخذ دور اساسي بدعم العراق في محاربة الارهاب”، مشيرا الى ان “الولايات المتحدة مع وحدة العراق وسيادته وسلامة اراضيه، وان الشعب الامريكي والادارة الامريكية متفائلة بنجاح العراق في التغلب على الارهاب وتمكن رئيس الوزراء المكلف من تشكيل حكومة ناجحة”.
كما أكد وزير الخارجية الامريكي جون كيري باتصال هاتفي اجراه مع وزير الخارجية هوشيار زيباري تأييد الولايات المتحدة لتشكيل أكبر تحالف دولي لمواجهة دولة داعش الارهابية ومشاركة القوى المناهضة للإرهاب في الإقليم ودول جوار العراق كافة.
وعبر كيري خلال الاتصال ايضا، بحسب بيان لوزارة الخارجية اليوم عن “دعم الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وكذلك استمرار الدعم والمساندة العسكرية لقوات حرس الإقليم البيشمركة، ودعم قدراتها في مواجهاتها اليومية ضد دولة داعش الإرهابية ، مرحبا بالتعاون بين قوات البيشمركة وقوات الأمن العراقية “.
وأكد حرص الولايات المتحدة الأميركية على “تشكيل الحكومة الجديدة على أسس من التمثيل الوطني الشامل لأنها الطريقة المثالية لمواجهة ومكافحة إرهاب داعش “.
وطالب كيري جميع الأطراف المتفاوضة بـ”تسريع عملية المفاوضات وتشكيل الحكومة ضمن برنامج ومنهاج حكوميين واضحين يلبيان مطالب وحقوق جميع الأطراف ” معربا عن استعداد أميركا لدعم هذا الاتفاق”
ومن سياق ما مر نكتشف ان اوباما يواظب طيلة اسبوعين على الاتصال بالعبادي وكذلك بايدن وكيري، ومن الاتصالات تتواصل الفرمانات الاميركية، ويواصل العبادي الانبطاح حتى قبل تشكيل حكومته.