بيان جبر ، بيان جبر صولاغ ، بيان الزبيدي ، باقر جبر صولاغ : هذه الاسماء لشخص واحد ، لكنه متعدد. موهوب بالتعدد . تجاوز فكرة الهوية الفلسفية (1=1 ) ، فهو يمتلك هوية ما بعد حداثوية : المتعدد في واحد ، والواحد في المتعدد .
ليس هذا ما يقوله الآخرون عنه حسداًأو استفهاماً أو استنكاراً، فهو من أذاع سر تعدديته التي هي في أصلها مواهب ترعرعت معه منذ أن تفتحت عيناه على العالم .
في قضية تعدد الأسماء نعرف أنه تلقى العديد من الاسماء الحركية أيام كان يناضل ضد حكم صدام ، لكن الغريب أنه كشفها على إيقاع السياسة ، على ايقاع رسوخه في العلم والسياسة ، على ايقاع الاتهامات التي توجه إليه ، فهو ، على سبيل المثال ، عربي من عشيرة الزبيد بعد أن وصمه اعداؤه أنه فارسي !
أما مواهبه ، فحدّث ولا حرج ، فالمواقع القيادية التي احتلها لم تمنح له جزافاً ، فهو من هو ، يدعي أنه مهندس مدني ، لكن بإمكانه أن يكون مهندساً كهربائياً ، أو معماريا ، وهذا دليل أنه اختير وزيراً للإعمار والإسكان في حكومة علاوي ، عملاً بالرجل المناسب في المكان المناسب ، اي أنه يعرف بالبناء ومواد البناء والكهرباء وتمديدات الماء والمجاري .
عندما اختير وزيرا للداخلية سيقول إنه خبير في مكافحة الإرهاب ، بدليل أنه اختير لمنصب سيادي تقني ، وبدليل أن في عهده حدثت مصيبة تفجير سامراء وبدء حروب التصفيات ، ومعروف أنه قيادي في المجلس الإسلامي الأعلى ، وهو القائل إن كل الاحزاب الإسلامية لها مليشيا . الواقع أن دوره في الداخلية بات فضبحة عندما قامت قوات الإحتلال الأمريكي بكشف سجن سرّي في منطقة الجادرية ببغداد تشرف عليه وزارته، يتم فيه احتجازالمخطوفين وتعذيبهم. كما أنه عيّن في وزارته جماعته في المجلس الأعلى بمناصبعالية بصرف النظر عن كفاءتهم .
تصريحاته تتصف بالواقعية التي تصيب الهدف ، أي أنه واقعي مرتين ، مرة عندما يفضح الفساد وهو جزء منه ، ومرة لأنه ومجموعته الاسلامية اسهموا في صناعة واقع يتصف بالفجاجة والرثاثة .. فلماذا ستختلف كلماته عن هذه الصناعة في العراق الذي بلا صناعة غيرها! .
وعندما اختبر وزبرا للمالية في حكومة المالكي أشار إلى ان هذا المنصب ليس غريبا عن خبرته بوصفه رجل سوق ، تاجر من عائلة اشتغلت بالتجارة ، القماش والذهب وغيره . إن هذا التقدير واقعي هو الآخر ، فالوزارات دكاكين ، فإذا ماكنت تعمل حفار قبور فأنت تعرف عن الحفر واكتشاف المعادن ، وهكذا تصلح وزيرا للمعادن في جمهورية تصنيع الواقع على قدر مواهب الوزراء ، أو توزيعهم حسب اعمالهم السابقة.
ودعونا لا ننسى أنه أيام النضال كان مديرإعلام مكتب المجاهدين ، ورئيس تحريرمجلة الأضواء ، ومؤسس لصحيفة نداء الرافدين الدولية في بيروت عام1990 ، وبالطبع عضوالمكتب السياسي لحركة المجاهدين ، وممثل المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في سوريا ولبنان ، أي انه يمتلك خبرة تنظيمية وثقافية تصلح أن يكون منسقا ما بين الوزارات كخبير في التنظيم ومؤهلات الإعلام التي لم نعرف منهما في الداخل سوى توصيفاتها الوظيفية ، فهو لم يكتب مقالا واحدا ، والمناصب التي احتلها لم تبرر نفسها بأي إنجاز ، لكنه حريص على الظهور في التلفزيون وقيامه بتصريحات تتصف بالتهكم والنقد ! .
إما أن يكون وزيرا للنقل ، فهذا لا نعرف حقيقة مواهبه سوى الإشاعة التي تقول إنه مهندس مدني ، وهذا يصلح ولا يصلح ، حسب رسوخه في علم الهندسة . بيد إننا لا نظن أنه بعد كل هذه الأدوار السياسية يستطيع أن يتذكر شيئا من علم الهندسة .
لكن ما هو موثوق منه ، والمؤكد حقا ، أن في عهده وصلت سمعة الخطوط الجوية العراقية الى الحضيض ، وأن طائرات الخطوط منعت من النزول في المطارات الأوربية بسبب عدم توفر عوامل السلامة والأمان فيها و”لقذارتها” .
ويقال ان كتلة المواطن التي يترأسها امتلكت شركة طيران باسم “فلاي بغداد” تدر ملايين الدولارات .. فلتذهب الخطوط الجوية العراقية إلى الجحيم إذن !
في كل المواقع المتقدمة التي شغلها بيان جبر في الوزارات ، والتي يفاخر بخبرتها فيها ، متحدثا عن نفسه كشخص منح مواهب عديدة ، لم يتحقق أي إنجاز . إنها مواقع استحقها عن طريق المحاصصة لا الموهبة .
المثال الذي يقدمه بيان جبر هو قدرته على إبطال المثل القائل (سبع صنايع والبخت ضايع) . إنه صاحب بخت جالس ركبة ونصف على “بوري ” خيرات العراق. . والعراق وحده صاحب البخت الضائع!.