في الوقت الذي أكدت فيه مصادر سياسية أن رئيس إقليم العائلة في كردستان العراق مسعود بارزاني يعمل جاهدا خلال الفترة الحالية على كسب رضا تركيا والتي بدء تعكزه عليها في مناكفته المستمرة ومشاكله مع الحكومة الاتحادية وخاصة في موضوع تهريب النفط، أشارت مصادر كردية أن بارزاني كلف مقربون منه بالعمل على اجراء استبيانات خاصة ودقيقة بشأن ردة فعل الشارع الكردي في حال تقريره إعلان المصير من خلال استفتاء شعبي.
وقالت المصادر السياسية في حديث لـ”المسلة”، إن “بارزاني رضخ أمام الأطماع التركية في النفط العراقي والمستخرج من الإقليم وقد وقع مع أنقرة معاهدات مجحفة بحق سلب الثروات العراقية كان أخره ما اعلنه أبن أخيه الرئيس الصوري للحكومة في إقليم العائلة نيجرفان بارزاني بشأن توقيع عقود مع حكومة اردوغان في مجال الطاقة تصل إلى 50 عاما قابلة للتجديد”.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، أن “هذا المعلن من الاتفاقيات قليل جدا، فالمشكلة تكمن في أن هناك اتفاقيات أمنية باع فيها قادة في حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا وإعطاء مشروعات لرجال أعمال مقربين من ارودغان في الإقليم بتسهيلات كبيرة، بالإضافة إلى فتح أبواب الاستثمار اليهودي في الإقليم”.
وتابعت المصادر أن “هذا الذي فعله بارزاني كان العكازة التي يتكئ عليها في مناكفته للحكومة الاتحادية وخلق المشاكل معها بهدف ابراز عضلاته امام مواطني كردستان العراق بصفته حامي ثرواتهم التي هو يعمل على سرقتها من خلال تهريب النفط دون أن يعلم الشعب الكردي أين تذهب تلك الأموال”.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني قد أعلن، ان الاقليم ابرم مع تركيا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة تستمر لمدة 50 عاماً قابلة للتمديد.
وقال بارزاني في بيان بعد اجتماعه برئيس واعضاء برلمان الاقليم إن “إقليم كردستان أبرم مع تركيا اتفاقية تعاون في مجال الطاقة تستمر لمدة 50 عاما قابلة للتمديد”.
واضاف ان “الاتفاقية ليست سياسية ولا نعد محاولة لتقسيم العراق”.
وتابع بارزاني “أننا ندافع عن حقوقنا التي أقرتها الدستور العراقي”، موضحا أن “تصدير نفط الإقليم جاء لمعالجة مشكلة قطع رواتب الموظفين في الإقليم ومستحقاتهم المالية”.
إلى ذلك وعلى المستوى الكردي، كشف قيادي في حزب الرئيس طالباني أن بارزاني شرع بصورة جدية أكثر من أي وقت مضى بدراسة السيناريوهات الممكنة لبدء عملية تقرير مصير إقليم كردستان، في حال حصول المالكي على ولاية ثالثة.
وأوضح القيادي الكردي في حديث لصحيفة عربية أن “بارزاني سيطرح خيارات ثلاث أمام سكان اقليم كردستان العراق، أولها الانفصال التام وإعلان دولة كردية مستقلة أو الانفصال واعلان اتحاد كونفدرالي مع بغداد أو البقاء ضمن العراق الجغرافي والسياسي القائم، وهذا الخيار الأخير في حال نجاحه سيلزمه بالإذعان لشروط المالكي”.
وأشار إلى أن “بارزاني طلب من بعض مقربيه تقديم استطلاعات حقيقية للرأي العام الكردي في المحافظات الثلاث” اربيل ودهوك والسليمانية، إضافة الى حلبجة التي أصبحت محافظة، لأنه يريد التأكد من أن قطاعات واسعة من الاكراد تريد خيار الانفصال والاستقلال”.
وشدد القيادي الكردي المقرب من طالباني على أن “بارزاني قلق من خطوته نحو الاستقلال رداً على ولاية ثالثة محتملة للمالكي، لأنه يخشى أن تؤدي بالفعل الى تفكيك وحدة إقليم كردستان العراق”.
وكانت وزارة النفط الاتحادية قد جددت، في الأول من حزيران الحالي, تحذيرها للشركات والاسواق العالمية من شراء حمولة الناقلة “يونايتد ليدرشيب” المحملة بالنفط الخام المستخرج من حقول اقليم كردستان.
وكانت وزارة النفط العراقية قد أكدت، (في 28 آيار الماضي)، أن أي جهة يثبت شراؤها للنفط من إقليم كردستان العراق سوف تتعرض للمقاطعة من قبل الوزارة وسيتم ملاحقتها قضائيا.