طفت على السطح أجندة الصراع المخفي طوال الفترة الماضية بين رئيس أمناء شبكة الاعلام العراقي علي الشلاه، ورئيس شبكة الاعلام محمد الشبوط، في إطار الصراع على المناصب والاستحواذ على مقدرات الشبكة.
فبعد فترة من التنسيق الظاهري الذي يغلف الخلافات العميقة بين الشبوط والشلاه، نشر موقع sng الإخباري التابع لمدير عام شبكة الاعلام العراقي محمد عبد الجبار الشبوط والذي يموله بصورة غير شرعية من أموال الشبكة، تقريرا خبريا يدعو فيه الى حل مجلس الأمناء في شبكة الاعلام العراقي بعد يومين على قيام المجلس بتجديد تكليفه بإدارة الشبكة مرة أخرى.
وفي حين اتّهم التقرير مجلس الأمناء بالتفكير بمصالحهم الخاصة بعيدا عن مصلحة الشبكة، اتهم أيضا احد مستشاري رئيس الوزراء بالتدخل في عمل الشبكة.
ولا ينشر هذا الموقع الأخبار الا بعد اطلاع وموافقة الشبوط عليها، ما يعني انها تمثل آراءه ووجهات نظره.
وتهجّم الشبوط من خلال الموقع الذي يموله على مستشار رئيس الوزراء حيدر العبادي، وليد الحلي، الذي يدعم علي الشلاه، ما يوضح حجم هوة الخلافات بينهما.
وشبّه التقرير تدخل الحلي في مفاصل الشبكة بانه يشبه تدخل علي الموسوي، مستشار المالكي الاعلامي في الحكومة الماضية.
وتتزامن هذه الاتهامات بعد سريان تمرير قانون الشبكة الجديد لينقلب الشبوط بشكل مبكّر على رئيس مجلس الأمناء وأعضائه وعلى مستشار العبادي، وليد الحلي.
وبحسب مصدر مطلع، فان الشبوط بعدما صار أمر رحيله عن المسؤولية في حكم المؤكد، قرر اتباع سياسية “عليّ وعلى أعدائي”، مطالبا بحل مجلس الأمناء.
وكانت متظاهرون رفعوا في خلال تظاهرات الجمع الماضية، شعارات تطلب برحيل كل من الشلاه والشبوط عن إدارة شؤون شبكة الاعلام، فيما رد الشبوط على المتظاهرين واصفا التظاهرات بـ”الرخوة” وشعاراتها لا علاقة لها بـ”الإصلاح”.
وأطلق متظاهرون في ساحة التحرير في بغداد، الجمعة الماضي، شعارات تدعو إلى إيقاف “ماكنة الفساد” التي تدور بلا هوادة في شبكة الاعلام العراقي.
ورفع المحتجون في وسط العاصمة، شعارات اعتبرت الشبوط، “رمزاً” للفساد.
وكانت تقارير عن الفساد في أروقة شبكة الاعلام العراقي، قد أزالت “الضبابية”، حول عمليات الفساد المالي والأخلاقي والإداري، الذي أبدع فيه مدير عام شبكة الاعلام العراقي، محمد الشبوط، وأسّس له بصورة “بشعة” داخل مفاصل هذه المؤسسة الإعلامية المهمة.
وتأتي هذه الدعوات إلى إقالة المسؤولين في شبكة الاعلام على هامش تظاهرات شعبية واسعة شهدتها بغداد والمحافظات، ودعت إلى إقالة المسؤولين الفاسدين، وإطلاق عمليات إصلاح واسعة في مرافق الدولة ومؤسساتها.
ورفع أحد المتظاهرين لوحة حملت صورة محمد الشبوط، كُتب تحتها “فاسد ارحل”، فيما قال احد منظمي التظاهرات الداعية إلى كشف فساد شبكة الاعلام إن “الشبوط بات احد رموز الفساد في المجتمع ويتوجب أقالته اليوم قبل الغد ” داعيا الجهات ذات العلاقة إلى “سرعة حسم إقالته عن إدارة الشبكة”.
وتابع “جثم الشبوط كثيرا على صدر شبكة الاعلام التي عانت من فساده المالي، وسلوكياته الأخلاقية المشينة”.
وقال “كتبت وسائل الاعلام كثيرا عن فساد الشبوط، وكانت الجماهير تترقب محاسبته، وها هي اليوم تجدد مطالبها”.
وتفاعلت شعارات تدعو الى إقالة المسؤولين في الشبكة، مع الدعوات الى إقالة الوزراء والمسؤولين الفاسدين والفاشلين، بل إن إعلاميا عراقيا شارك في التظاهرات، قال إن “خطورة الفساد في شبكة الاعلام لا يقل خطورة عن الفساد في وزارة الكهرباء” داعيا إلى “محاسبة الشبوط وإجباره على كشف ما بحوزته من أموال اختلسها من عمولات ومشاريع فاسدة طوال سنوات عمله، مديراً لشبكة الاعلام”.a