نادية العبيدي
منذ ان دس ناب الارهاب نفسه في الديار السورية الشقيقة واضرمت النفس الامارة بالموت والشر نارها في مزارع الياسمين على اكتاف بردى انتفضت جريدتنا (العربية) وقطعت على نفسها عهداً وتمترست بعروبتها وايمانها بان العروبة كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، واتخذت هيأة التحرير قرارا بافراد صفحتين من صفحاتها لمواجهة المؤامرة الكبرى التي يراد بها اذلال امتنا وتحويلها الى قطيع من البهائم يتبع راعي البقر التكساسي .. وشمرنا عن سواعدنا وبدأ المشغل الاسبوعي يتقحم الحقائق ليوصل في مظانها ويقدمها للناس كما نزلت على الارض دونما ميل الى هذا او مجاملة لذاك…
و لان سورية هي الشقيقة التوأم للعراق مذ تكورت البسيطة وكان الانسان، ولدرء مخاطر المؤامرة الكبرى التي تستهدف سورية ارضاً وشعباً وموقفاً ودوراً قومياً مقاوماً وممانعاً وباعتبارها الحاضنة والملاذ الامن والاخير للمقاومة والدرع الحصين لها .. لم يكن في حسباننا ان نكون مع هذا الطرف او ذاك انما مع العروبة في افضل تجلياتها ومع الشعب السوري في اسمى خياراته، ولان الشعب قد اعلناها حقيقة لا مراء فيها ولا زيف بانه مع الاصلاح ومسيرته التي اعلن عنها الرئيس بشار الاسد، ولان مشغلنا في دمشق كان قريبا من نبض الناس وسمع هذا النبض يؤكد اصراره على الاصلاح ونبذ التدخل الاجنبي ومقاومة العصابات الارهابية التي ارادت ان تحول ديار الياسمين الى مذبح على الهواء الطلق كما حدث تماما في بلاد النخيل، فالتحمنا مع اهلنا في سورية دفاعا عن ارادتهم لا ارادة الموت والنار والقتل الطائفي والعمالة والخيانة، وقلنا صريحة وواضحة اننا حين ندافع عن ذلك انما ندافع عن وجود امتنا الذي حفظته سورية حين كانت ومازالت الحاضنة الاوحد للمقاومات العربية ودريئتها وبيتها، ونقاتل نظاما رسميا عربيا شاء ان يكون ذيلا للغرب وبيدقا على رقعة شطرنجه ، نظاما رسميا كان احد النتائج القذرة لاتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، نظاما متآمرا على امته وعلى بعضه، نظام قردة وديناصورات جاهلة امية لا تفقه غير فلسفة انماء الكروش والارصدة والحريم وتسخير موارد امتنا لخدمة الاعداء في عدواناتهم ضد اي شاخص قومي ممانع ومقاوم. وكنا نطمح ان نكون بموقع المؤمن الذي اذا رأى منكرا يغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وكان لساننا نذيرا بتحذير من ان تتكرر مأساة العراق في سوريا كما تكررت من قبل في ليبيا، لكن يبدو ان البعض لم يفهم رسالتنا على جوهرها واسلم نفسه للظنون والقشور ولم يتورع عن مهاجمتنا وشتمنا.
هذا البعض هو من تتحكم في ارائه ابواق الاعلام المبرمج والته الضخمة الصهيونية والاميركية والغربية التي سخرت ومازالت تسخر كل امكاناتها للحط من العرب والعروبة وتدمير اوطانهم وسلبهم ارادتهم وثرواتهم وتحويلهم الى اباعر هائمة في براريهم.
هذا البعض هو المستهلك الاول الذي تستهدفه تلك الالة لان عدته الفكرية ووعيه وبصيرته اقصر وادنى من ان ترى الحقائق على ماهي عليه، فكانوا اقل من يفرقوا بين الامة مكونا والامة ارادة، وبين شعب يطالب ببعض حقوق وعصابات تستحل الموت والدمار، فكان ماذهبوا اليه باطلا صراحا رغم محاولاتهم تغليفه بقشور حق مراء به.
نحن لا نريد ان تكون سورية العزيزة عراقا آخر .. ولا نريدها ان تكون منقسمة على نفسها كما انقسم العراق على نفسه وتكاثرت الفتن به انشطارياً .. سورية هي القلعة الاخيرة للعرب … سورية هي الدريئة العربية اليتيمة القوية المكابرة.. سورية هي البيت العراقي مثلما العراق هو البيت السوري .. سورية هي التي اهملت جراحها وتناستها واعتمرت العقال وقالت للعراقيين تعالوا .. هلموا الي فأنا الام البديل لكم … تعالوا كي امسح الدمع عن الوجنات .. وامنحكم الامن والمسرة والسلام.