امانة بغداد تطلق اسم الشاعرة (الخنساء) على مشروع لمجاري المياه القذرة

يحتج عراقيون على تسمية مشروع لمياه المجاري باسم الخنساء سليلة امرئ القيس وشاعرة الرثاء في ديوان العرب، فيما يعتبرونه استهانة بالرموز التاريخية او جهلا بدلالة التسمية. والخنساء واسمها تماضر بنت عمرو السلمية، صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية.
ويتساءل العراقيون عن سر تسمية مشروع مجاري مياه الصرف الصحي الذي طال انتظاره باسم الشاعرة التي امتدحها كبار الشعراء ووصفوها بالحكمة والصبر والشجاعة. واعتبر مثقفون عراقيون ان هذه التسمية تقلل من شان الشاعرة في بلد وسم تاريخه بالثقافة والادب وحب الشعر والشعراء.
يذكر أن أمانة بغداد أعلنت في عام 2008، عن البدء بمشروع الخط الرئيس الشمالي الشرقي، المعروف باسم (الخنساء)، الممتد من محطة الحبيبية، شرقي بغداد، إلى مشروع معالجة مياه المجاري في الرستمية، بكلفة 105 مليارات دينار، وبسقف زمني مدته ثلاث سنوات، لخدمة المناطق الواقعة ضمن بلديتي بغداد الجديدة والغدير.
ويقول مختصون عراقيون ان المشروع من شأنه أن يخدم اربعة ملايين مواطن في حال انجازه فضلا عن انه سيحل مشكلة الفيضانات في حال حدوثها، الا ان اختيار الامانة لاسم المشروع والذي اطلقت عليه “مشروع الخنساء لمياه المجاري” يدل على جهل كبير واسفاف في اختيار مسميات في غير محلها.
ويقول احد المعلقين الاعلاميين ان الخنساء حفيدة امرؤ القيس ومن سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم، فكيف ارتضى لنفسه من سمى مشروعاً لمياه الصرف الصحي والمجاري ان يرتبط اسم مثل هكذا صحابية جليلة بمشروع من هذا النوع؟
ويعود ذلك كما يرى مثقفون عراقيون الى ان الجهلة تمكنوا من مفاصل عمل المؤسسات الحكومية اي كانت خدمية ام ادارية.
ويؤكد احد المعلقين على موقع التويتر “ان القاء التسميات جزافا ودون دراسة يعد استهانة بالرموز الحضارية والا بم نفسر تسمية خط للصرف الصحي داخل بغداد ايضا بخط القدس عروسة العرب وموطن المسجد الاقصى”.
ويضيف ان “الخنساء اسم تستحقه مكتبة او جامعة او معهد ثانوي او مركز ثقافي لا مشروع صرف صحي او كتيبة جهاديات كما اطلق اخير على مجموعة من النساء المتشددات في سوريا”.
وتعاني بغداد من مشاكل الصرف الصحي كما تعاني من اهمال في السياسة وسوء الادارة التي اصبح يديرها موظفون اتوا بالواسطة والمحسوبية وهم بعيدون كل البعد عن الكفاءة.
وكشفت امانة بغداد، الاربعاء، عن تغيير مسار خط مشروع الخنساء لمياه المجاري بسبب مشكلة المتجاوزين، وفيما بينت ان التغيير سيكلفها وقتا يقدر بعام ونصف العام لانجازه وأموالا إضافية اخرى تضاف الى الـ 500 مليار التي تم دفعها للمتجاوزين على الخط، اكدت الاستفادة من الخطوط القديمة التي تم اكتمالها في المشروع الاصلي وربطه بالخطوط الجديدة للمشروع.
وقال مدير عام دائرة العلاقات والاعلام في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة ان “الخطوط القديمة للمشروع تم الاستفادة منها بالاضافة الى تكملة المسار الجديد لخط الخنساء لدرء الفيضانات المحتملة في الموسم الشتوي، وهي (الخط العمودي المنجز والقادم من العبيدي والكمالية والمرتبط بمسار خط الخساء فضلا عن الخط الاخر والذي يبدأ من منطقة 83 ويصل الى الحبيبية او ما يعرف بخط القدس

Facebook
Twitter