جدّد وفد الجمهورية العربية السورية تأكيد أن من يدَّع رغبته وقف العنف فعليه أن يقبل بمكافحة الإرهاب.
وشدّد الوفد الرسمي السوري في ختام الجولة الثانية لمؤتمر جنيف 2 على أنه لا يمكن لبند مكافحة الإرهاب أو غيره أن يطرح بساعتين وأن ننتقل إلى ما بعده دون الوصول إلى اتفاق وهذا ينطبق على جميع البنود، موضحاً أن كل حل سياسي يخدم مكافحة الإرهاب وسيادة سورية وإنقاذ شعبها هو جوهر وجودنا في جنيف لكن الطرف الآخر لا يملك قراراً مستقلاً.
وأشار وفد الجمهورية العربية السورية إلى أن تلويح أمريكا بالتصعيد العسكري شجّع وفد “الائتلاف” على التعنت وإفشال هذه الجولة.
وأبدى الوفد الرسمي السوري استعداده للعودة إلى جنيف بعد الاتفاق معنا على موعد الجولة القادمة إيماناً منّا بأهمية الحل السياسي.
وتابع الوفد الرسمي القول: جئنا من أجل الوصول إلى حل سياسي وفق “جنيف1” لكن لا يمكن لأي حل أن يبدأ والشعب السوري تحت الإرهاب.
إلى ذلك أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن كل ما صرح به بعض المسؤولين الغربيين عن فشل محادثات جنيف غير صحيح على الإطلاق ومبالغ فيه والدليل على ذلك ما قاله المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وكبير المفاوضين الدكتور بشار الجعفري حول أن البحث في المسار السياسي مستمر وأن هناك لواحق للجولة الثانية.
وقال الزعبي في اتصال مع التلفزيون العربي السوري: إن وفد الائتلاف أنكر دوماً وجود الإرهاب بالمجمل ورفض إدانته أو البحث في رؤية وطنية مشتركة لمكافحته بما يوحي أن وجوده في جنيف إلى جانب العديد من السفراء الغربيين وعشرات الخبراء من مختلف الاختصاصات وجيش من الإعلاميين لا يستهدف على الإطلاق تنفيذ بيان “جنيف 1” بل التركيز بشكل انتقائي على فقرة محددة فيه.
وأوضح الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء بتوجيهات واضحة وصريحة من الحكومة السورية ببحث بيان “جنيف1” ككل وبجدية ودون استثناء أي فقرة منه ولكن لا بد من التأسيس لقاعدة مشتركة أو لرؤية وطنية مشتركة لمسألة مكافحة الإرهاب وما هي المجموعات الإرهابية الموجودة في سورية ومن أين أتت ومن يمولها ويسلحها وغيرها من التفاصيل ثم الانطلاق إلى مناقشة بقية الموضوعات.
وبين الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية وافق في الجلسة الأخيرة على جدول الأعمال الذي قدمه الإبراهيمي بعد التشاور ولكن الوفد الآخر أخذ النقاش مباشرة إلى منحى آخر وتنكر لكل النقاش الذي دار ورفض مناقشة البند الأول المتعلق بنبذ العنف ومكافحة الإرهاب وأراد مباشرة أن يدخل في مناقشة البند الثامن كعادته.
ولفت الزعبي إلى أن هناك حملة إعلامية تضليلية كبيرة هدفها التهويل والتخويف موجودة على بعض القنوات ووكالات الأنباء المعتادة على مثل ذلك منذ بداية العدوان على سورية ويجب علينا الانتباه إليها ولكن مثل هذه الحملات لا تجدي ولا تفيد لأن الشعب السوري متماسك وجيشه الباسل موجود على الأرض ومؤسسات دولته قوية ومستمرة بالعمل.
وقال الزعبي: ربما تكون هناك جولة لاحقة سيتم التوافق حول موعدها معنا ومن ثم نذهب إلى البحث في جدول الأعمال ومن حق الإبراهيمي أن يطلع مرجعياته المختصة حول نتائج هذه الجولات وهو كان في مؤتمره الصحفي أمس واضحاً على خلاف ما يروج له من أنه حمل الوفد السوري مسؤولية عدم الخروج بنتائج.
وأضاف الزعبي: إن النقاش دار حول جدول الأعمال ونحن أول من وافق عليه حتى قبل الوفد الآخر الذي اعترض عليه وخرج ليطلق مجموعة من الاتهامات ضمن خطاب تحريضي يأتي في نفس سياق تصريحات السفير الأميركي روبرت فورد وما سرب عن لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الملك الأردني عبد الله الثاني وما يشاع في بعض وسائل الإعلام.
وأشار الزعبي إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية مستمر في المسار السياسي ومصر على الانفتاح على نقاش جاد يبدأ بالحديث عن نبذ العنف ومكافحة الإرهاب ثم ينطلق إلى بقية التفاصيل وليس لديه على الإطلاق أي حرج أو مشكلة في مناقشة أي بند حتى الحكومة الانتقالية وكل ما يقال غير ذلك هو محض افتراء وكذب وتضليل للرأي العام بما في ذلك الرأي العام في سورية.
وقال الزعبي: أتينا إلى جنيف ونحن نعرف معاناة كل شعبنا دون استثناء في كل المحافظات ونحن الذين ندرك تماماً على الأرض حجم هذه المعاناة وليس أولئك الذين يتحدثون كما يعلم الجميع من فنادقهم ومرجعياتهم المشبوهة التي توجه لهم التعليمات حرفاً بحرف وكلمة بكلمة.
وأضاف الزعبي: نؤكد لشعبنا في سورية أننا مستعدون لأن نذهب إلى آخر الدنيا من أجل أن ننجح المسار السياسي الذي يحقن دماء السوريين ويحفظ الثوابت الوطنية ويحمي مصالح الدولة العليا ونرفض أن تذهب دماء الشهداء هدراً ولن نتنازل عن ثوابتنا الوطنية ولا عن سيادتنا وسنبقى نرفض أي مس بالسيادة وأي تدخل خارجي بأي شكل من الأشكال ونعمل من أجل أن نقنع الطرف الآخر بأن ينضم إلينا كشريك في محاربة الإرهاب ونبذ العنف وأن يكون ذلك عملاً جدياً وحقيقياً ولا مشكلة لدينا على الإطلاق مع أي وطني يبحث عن حل سياسي.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة- عضو وفد الجمهورية العربية السورية إلى “جنيف” الدكتور بشار الجعفري أكد أن الوفد الرسمي السوري وافق في بداية جلسة أمس على مشروع جدول الأعمال الذي قدمه الإبراهيمي إلا أن هذه الموافقة أثارت حفيظة الطرف الآخر الذي كان يتوقع ألا نوافق عليه فبدأ يثير تأويلاته وتفسيراته الانتقائية حول تطبيق جدول الأعمال.ش
- info@alarabiya-news.com