احمد مطر
في يقظتي يقفز حولي الرعبْ …
في غفوتي يصحو بقلبي الرعبْ …
يحيط بي في منزلي
يرصدني في عملي
يتبعني في الدربْ …
ففي بلاد العرب
كلّ خيالٍ بدعةٌ
و كل فكرٍ جنحةٌ
و كل صوت ذنبْ …
هربت للصحراء من مدينتي
و في الفضاء الرحبْ …
صرخت ملء القلبْ …
إلطف بنا يا ربنا من عملاء الغربْ …
إلطف بنا يا ربْ …
سكتُّ… فارتد الصدى :
خسأت يا ابن الكلبْ
يحيا العدل
حبسوه
قبل أن يتهموه …
عذبوه
قبل أن يستجوبوه…
أطفأوا سيجارةً في مقلته
عرضوا بعض التصاوير عليه:
قل… لمن هذي الوجوه ؟
قال: لا أبصر…
قصوا شفتيه
طلبوا منه إعترافاً
حول من قد جندوه…
و لما عجزوا أن ينطقوه
شنقوه…
بعد شهرٍ… برّأوه…
أدركوا أن الفتى
ليس هو المطلوب أصلاً
بل أخوه…
و مضوا نحو الأخ الثاني
و لكن… وجدوه…
ميتاً من شدة الحزن
فلم يعتقلوه……