يعيش نازحون عراقيون أوضاعا صعبة في مخيم خارز قرب مدينة اربيل ويفتقدون للماء البارد ويعتمدون في الافطار الرمضاني على ما يقدمه الناس لهم، فيما يعاني الأطفال من الأمراض دون توفر العلاج اللازم.
ولم يتوقع اياد نافع شيت ان تمنعه الاوضاع الصعبة في مخيم خارز للاجئين الواقع قرب مدينة اربيل والمخصص للفارين من مدينة الموصل، من ان يصوم في شهر رمضان.
ووصل شيت مع اولاده الخمسة قبل اسبوع الى المخيم بعيد سقوط الموصل مركز محافظة نينوى في ايدي اهابيي تنظيم “الدولة الاسلامية”.
وقال شيت وهو يجلس قرب خيمته التي حملت شعار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ويستمع عبر جهاز هاتفه النقال الى ايات من القران ان “اكثر الناس لا يستطيعون الصوم لانه لا يوجد اي ماء بارد، ولا سحور، والموجود هو الفطور الذي ياتي من اهل الخير، فكيف لنا ان نصوم”.
واضاف لوكالة فرانس برس ان “الوضع متعب جدا ولا توجد خدمات ولا كهرباء وليس لدينا اي اموال حتى نشتري الثلج، والكثير من الاطفال اصيبوا بالاسهال من شدة الحر ولا يوجد اي علاج لهم. لا ندري ماذا نفعل”.
وفي خيمة اخرى قريبة، يجلس محمد حامد جمعة (41 سنة) مع زوجته واطفاله الستة وقد لف رأسه بمنشفة مبللة. ورغم درجات الحرارة العالية التي تصل الى الخمسين درجة مئوية، قال جمعة “المخيم حار جدا من دون مبردة لتبريد الخيمة والاجواء ترابية والصوم صعب ولكن مع هذا نصوم. اليوم هنا بسنة كاملة”. وتابع “نستيقظ عند الساعة السادسة (03,00 تغ) من شدة الحر”.
وتشير احصائيات الحكومة المحلية في اقليم كردستان الى ان نحو 300 الف شخص نزحوا الى الاقليم منذ التاسع من شهر حزيران/يونيو، بعد سقوط الموصل ومدن اخرى في ايدي المسلحين، حيث اقيمت لهم اربعة مخيمات، ثلاثة منها في محافظة دهوك، وواحد قرب اربيل.
ويقول المسؤولون في حكومة الاقليم ان قطع ميزانية الاقليم من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد اثر بشكل كبير على عدم تقديم المساعدات بشكل جيد للنازحين.
واوضح ديندار زيباري نائب مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة اقليم كردستان العراق لشؤون المنظمات الدولية ان السلطات الكردية شكلت غرفة عمليات لاغاثة النازحين، مطالبا الحكومة المركزية في بغداد بتحويل رواتب هؤلاء النازحين ونقل بطاقاتهم التموينية.
واضاف ان “المنظمات تقدم مساعداتها ولكن حكومة الاقليم حاليا اوضاعها المالية صعبة، ومجالس المحافظات لا يوجد لديها الاموال الكافية لدعم النازحين، ولهذا نطالب الحكومة العراقية بتحويل رواتبهم لان اغلبهم من الموظفين ونقل بطاقاتهم التموينية”.
وفي المخيم الذي تعصف به الاتربة ويقوم على راض جرداء، يبدو واضحا نقص المساعدات التي تقدم للنازحين.
وتقول شوقية فرحات خلف (58 سنة) وهي ارملة تعيش مع اطفالها الستة في احدى الخيم “انا اعيش على راتبي من الرعاية الاجتماعية بالاضافة الى عملي في مدرسة كعاملة تنظيف ولكن كل مواردي المالية راحت”.
واضافت “عندما جئنا اول مرة كانت المساعدات افضل، والان اصبحت في بعض الايام جيدة، وفي ايام اخرى سيئة جدا”.
وتابعت خلف “عشت في الموصل 46 سنة. اتمنى ان تتحسن الاوضاع واعود الى مدينتي لانها مدينة عزيزة. واذا تحسن الوضع هناك، ولو قليلا، فسنذهب. لماذا نبقى هنا نواجه اتربة لا تنفك تصفعنا على وجوهنا؟
- info@alarabiya-news.com