المسلسل الكوميدي العراقي ، ثقافة الاحذية والشتائم

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

حسن عبد الرزاق

 

في البيئات الشعبية ثمة شخصيات  تدفعها رغبات التميز والشهرة السهلة الى لعب دور القرقوزات ، فتجدها تجهد نفسها في كل تجمع ما ،  ان تكون المركز الذي يستقطب الانظار ويجتذب الاسماع  ، وهذا الهدف  يتطلب منها ان ترتجل النكتة اللسانية  او تبتكر الحركة او الاشارة  الجسدية  انيا .

 لكنها عندما تفشل احيانا في اثارة الضحك بسبب سماجة حركاتها وسطحية كلامها  او بسبب رصانة من يشاهدونها وجديتهم ، تهرع الى محاولة  انتزاعه من الصدور بواسطة وسيلة مبتذلة رخيصة تتمثل بخلع الملابس واظهار المؤخرات وطرحها امام الاعين  .

وفي المسلسلات الكوميدية العراقية ، المسلسلات التي لايكتب اغلبها  مؤلف ولايخرجها مخرج ، تلك التي لاتحتاج الا الى مصور وكاميرا ، نفذت كل النكات والطلعات والحركات .

نفذت للسبب اعلاه حيث لانص مكتوب ولاموهبة تأليفية ولاعقلية اخراجية  ناجحة ،  ولهذا ذهب الممثلون  الى سوق اللنكات الاخلاقية واختاروا منه اعتق الشتائم واسخفها  ، والى سوق النساء الجنوبيات  وانتقوا منه ماسئمنا منه من ردحات و(كولات) ولطميات ،   ثم عرجوا على سوق الاحذية  واختاروا من قنادره  جديدها وقديمها ، ومروا على سوق السياسة واخذوا منه شائعها ومألوفها من الهموم  ، بعدها خلطوا الجميع في شريط تلفزيوني ثم قدموه لنا طبقا رمضانيا يحتوي على كافة اصناف القرف  ( سباب . ضرب  بالاحذية . ركل بالاقدام . صفعات عشوائية . هموم ماعاد بعضها موجودا )  لعلنا نضحك عليهم لامنهم  لأن الضوابط الفضائية حاليا لاتسمح لهم بالقيام ماتقوم  به قرقوزات الشوارع  عندما  يكتب لها الفشل في اضحاك المتفرجين  .

ترى لماذا يبذخ الباذخون من اصحاب بعض الفضائيات على هراءات كهذه  ولماذا يعاودون تشجيعها  ومساندتها في كل  رمضان ؟

الم يروا ويعلموا ان كل الذي يقدم سنويا لاعلاقة له بفن الكوميديا ، هذا الفن الراقي والصعب والمؤثر في ان واحد ؟

وهل من اجل شتم فئة سياسية محددة يقومون بكل هذا التخريب التام للذائقة والفكر والثقافة الاجتماعية التي هي الرأسمال الاخلاقي للمجتمعات ؟

لقد انتبهت بعض الفضائيات وراجعت نفسها فحذفت من بثها في هذا العام فقرة (كوميديا الزعاطيط ) واستبدلتها باخرى اكثر جمالية وتهذيبا ، لكن فضئيات اخرى لاتزال مصرة على تخريب  ذائقة  الناس من خلال تشجيع وتبني المسلسلات الفارغة كفراغ  عقول اصحابها 

Facebook
Twitter