المرجع الخالصي يدعو إلى عقد مؤتمر يضم مئة شخصية لترسم الطريق لوحدة هذه الأمّة

تقرير: الشيخ عبد الجليل النداوي

متابعة: علي التميمي

تصوير: مرتضى الشمري وعلي التميمي

دعا المرجع الديني الكبير الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) إلى عقد مؤتمر يضم “مئة شخصية عراقية” يتفق فيها المجتمعون على ثلاثة أشياء: “وحدة العراق، وإستقلال العراق، وهوية العراق”، وأن لا يتحكم في مصير العراق “قرار مجهول”، لافتاً انه قد دخل السرور إلى قلبه لما سمع بذكر “فلسطين”، لأن البعض لا يُريد ان تُذكر فلسطين، مشيراً إلى الذكرى المئوية “لوعد بلفور” قائلاً: أننا في ذكرى وعد بلفور وإتفاقية سايكس بيكو، والذكرى المئوية لحركة العلماء الذين قادوا الجهاد في الجنوب، وهذه المئويّات تشكل “منطلقاً” لنا لكي نفكر أو نعمل.

وقال المرجع الخالصي (دام ظله) خلال كلمته في المؤتمر السنوي الرابع “السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عنوان الوحدة الإسلامية” برعاية حجة الإسلام والمسلمين السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) ، ان “هذا المؤتمر أيها الأخوة والدعوة الكريمة يمكن أن تكون منطلقاً رائعاً لإيجاد الحلول لأزمتنا المُعاصرة في العراق، ويمكن أن يُشكّل محطةً مهمة، لكي ننتقل من حالة التباعد وسوء الظن التي يخترقها العدو في كل حين ـ وأقصد هنا بالعدو أولاً الصهيونية العالمية ومن يدعم الصهيونية العالمية”.

ولفت المرجع الخالصي (دام ظله) “أنا سُررت بذكر فلسطين لأن البعض لا يُريد أن تُذكر فلسطين”. مشيراً إلى الذكرى المئويّة لوعد بلفور “أننا في ذكرى وعد بلفور ـ فالوعد كان في 1917 ونحن في سنة 2017 ـ في السنة الماضية كانت الذكرى السنوية لاتفاقية سايكس بيكو، قبلها في سنة 2015 كانت الذكرى المئوية لحركة العلماء الذين قادوا الجهاد في الجنوب، دفاعاً عن العراق وعن الدولة العثمانية، لأنها كانت تمثل في ظاهرها الإسلام مع كل الملاحظات التي كانت عليها، فنحن في مئويّات متعاقبة، وهذه المئويّات تشكل منطلقاً لنا لكي نفكر أو نعمل”.

وتساءل المرجع الخالصي (دام ظله) “لماذا فاطمة (سلام الله عليها) عنوان الوحدة الإسلاميّة؟ لأنها بنت محمد (ص) ورسول الله (ص) هو منقذ البشريّة، وقائد الإنسانية، ومعلم الأمّة، وهاديها إلى السراط المستقيم، لكن هذه البنت ليست بنتاً فقط هي أيضا أم أبيها، فإذا كانت أم محمد (ص) فهي ستكون أم الأمّة”.

ودعا المرجع الخالصي (دام ظله) إلى “ان يخرج المؤتمرون جميعاً بلقاء متواصل، يلتقون في مؤتمر لمئة شخصيّة عراقيّة، في مدينة النجف، أو في بغداد، أو في الرمادي، أوفي الموصل إن شاء الله تعالى بعد أن ينتهي هذا الخطر الماحق الذي صنعه المحتلون وروّجوه عبر أجهزتهم، فحين يعقد هذا المؤتمر نتفق فيه على ان نضع برنامجا من خطوتين أو ثلاث” مؤكداً “أن يكون هدف المؤتمر القادم والمؤتمرون ثلاثة أشياء: وحدة العراق، وإستقلال العراق، وهوية العراق، وان يكون هناك لقاء عملي، وأن لا يتحكم في مصير العراق قرار مجهول، هذه النقطة الخطيرة”.

وطلب المرجع الخالصي (دام ظله) من اللجنة التحضيرية للمؤتمر ” تدوين إسم مئة شخصية ليحضروا إلى هذا المؤتمر القادم”، مباركاً عمل اللجنة التحضيرية واصفاً جهودهاً بـ “القيّمة”. داعياً ” ان يكون الوقف وقفاً إسلامياً إن شاء الله لا سنياً ولا شيعياً ” .

وأضاف المرجع الخالصي (دام ظله) “عندنا أزمة في العملية السياسيّة، أنا شخصياً تعلمون ان رأيي سلبي في العملية السياسية منذ البداية، لكن لسنا الآن في مرحلة الصراع، نحن الآن أيها الأخوة في مرحلة فحص الأمور وتفكيك الأحداث لإيجاد الحلول”. .

وأكد المرجع الخالصي (دام ظله) ” إننا إذا اجتمعنا بنية صادقة، نستطيع أن نجد الحلول، وسيكون العراق هو المنطلق الذي يعطي النموذج لوحدة الأمّة، وإذا اجتمعت الكاظمية والأعظمية اجتمعت بغداد، وإذا اجتمعت بغداد قام العراق، وكردستان في القلب لا نريدها أن تنفصل عن العراق، حتى يقوم العراق بدوره هذا، ولكي تنهض الأمّة من جديد”. وأشار المرجع الخالصي (دام ظله) “إذا خرجنا من المؤتمر بهذه النتيجة، فهذه عملية عظيمة إن شاء الله لكي نرسم الطريق لوحدة هذه الأمّة، وإذا تفرقنا ـ ثقوا ـ لا الشيعة يتّحدون على جنب، ولا السنة يتّحدون، الشيعة سيختلفون مع الشيعة، والسنة سيختلفون مع السنة، والكورد سيختلفون مع الكورد، ونبقى في دوامة الفتنة إلى ما لا نهاية”. نسأل الله أن يوحد صفوفنا ببركة فاطمة بنت محمد (ص) وبدعواتها وبدعوات أبيها رسول الله (ص) الذي يريد البعض أن يُبعدنا عنه هذه الأيام، فيقول الأحزاب الإسلامية فشلت فالإسلام فاشل، وهؤلاء واهمون فالحل هو في الإسلام، والإسلام هو المنقذ، إذا فهمناه على وجهه الصحيح.

Facebook
Twitter