اربيل عاصمة الاقليم الساعي إلى تمزيق العراق وتفتيته خدمة لإسرائيل ومخططها في المنطقة
عمـر عبـدالهـادي
المـلف الشـعبي العـراقي
لا نعتقد ان المدرسة الخالصية بحاجة إلى من يدافع عنها، وان مواقفها بحاجة إلى توضيح من طرف من الاطراف فهي التي عانت من استبداد وظلم النظام السابق، كبقية ابناء العراق ورفضت ممارساته ودوافعها الخارجية والداخلية، كما انها وقفت دون ادنى تردد في مواجهة الهجمة الامريكية على العراق، ورفضت مخطط الاحتلال المرفوع علناً تحت عنوان التحرير والديمقراطية والرفاهية، والمنفَّذ همساً تحت دعاوى الطائفية البغيضة، وقد دفعت هذه المدرسة في المرحلتين ثمناً باهظاً خصوصاً في مواجهة العملاء الطائفيين كان آخره العدوان الارهابي من العملاء على يد العناصر الجاهلة المغرر بهم في يوم عيد الاضحى المبارك واثناء اداء الصلاة.
نعم المدرسة لا يحتاج موقفها الى تبيين ودفاع ولكن الاستفادة من العرض لتوضيح الصورة امرٌ مطلوب، وللرد على الشبهات التي قد تنطلي على بعض الابرياء البعيدين، فإن من يده في النار كما يقال ليس كمن يده في الماء، وإن من يعيش في مواجهة الأزمة الخطيرة داخل البلد ليس كمن يعيش في الغرف المرفهة والفنادق الفخمة خارج العراق في تركيا وغيرها من دول العالم الاسلامي أو العالم الغربي، ولذلك تصدر بعض الاثارات التي نستفيد من مناقشتها لزيادة الحق وضوحاً، لا لان الموقف الوطني ورجاله بحاجة إلى دفاع وتبيين، كما يستفاد من هذه المحطات لكشف متكاثف لحقيقة الصراع والفتنة الطائفية والمتحالفين على التقسيم والعاملين لعودة المشروع الامريكي وقيوده بشكل مباشر إلى العراق، الذي قام شعبه بطردهم وتكذيب احدوثتهم عبر المقاومة الباسلة، وليس عبر العملية السياسية والمفاوض الحكومي. ولهذا رأينا انه من المناسب ان نعلق على اثارة موقع معروف نسبياً اسمه (وجهات نظر) يتحدث عن (مشاركة المدرسة الخالصية في القتال بالمحافظات السنية وتنعي احد قادتها) كما ورد في عنوان المقالة الموزعة على مواقع البريد الالكتروني لكثير من القراء وذلك استناداً إلى تأبين المدرسة الخالصية للأخ المجاهد الشهيد الحاج علي ناظم الأسدي، والذي استشهد في احد محاور القتال على يد جماعات تكفيرية او جهات مندسة، ولقد استهدفت المقالة بشكل واضح انفتاح أغلب ابناء شعبنا على موقف المدرسة الوحدوي، للتشكيك فيه فيكون هذا حصاراً لدورها عند أهل السنة ويشكل استكمالاً لمحاصرة دورها في الوسط الشيعي والذي يشاع فيه ان المدرسة الخالصية بدعواتها إلى الوحدة انما تنحاز إلى اهل السنة، وليس إلى الأمة ومصيرها، بل وأن الخالصية اصبحوا خارج المذهب وصاروا من أهل السنة زيادة في التعمية على السذج والمغفلين، وهذا بالضبط ما استغل لمحاربة الدور التصحيحي والنهضوي والوحدوي للمدرسة الخالصية وعلمائها الاعلام في كل المراحل وصولاً إلى المرحلة الحالية والعدوان عليها وخصوصاً عند وقوفها مع المظلومين حتى تجلى ذلك في متابعات عديدة عند زيارة وفد المدرسة الى ساحات الاعتصام وإلقاء البيان الرسمي الذي دعا الى مصالحة حقيقية ووحدة وطنية صادقة تقوم على اساس المساواة والعدالة واحقاق الحقوق الكاملة لكل أبناء العراق وهو ما دعا البعض الى تصعيد الهجوم واعتقال بعض ابناء المدرسة لهذه الاسباب. ولو تم هذا الامر لما وصلنا الى الحرب الحالية والهجمة الداعشية والتهجير والدمار وتصعيد التوتر بين ابناء العراق ضمن هذا المشهد المأساوي والكارثي الفظيع، فأرادوا مهاجمتها بالاشاعات وعلى رجالها بالقمع والاجرام، من اجل ان يحاصروها في الساحة العراقية عند الشيعة بالاسلوب المعهود، وهذه المرة عند السنة بتشويه موقفها التاريخي بهذه الحجة وبهذا العنوان، وللتوضيح فإن الشهيد الكبير الحاج علي ناظم، من ابناء المدرسة الخالصية القدماء، مع اسرته المجاهدة المؤمنة، وكان من اوائل العاملين في المدرسة بعد استعادتها من المصادرة الحاقدة في ظل النظام السابق، واشتغل في الحماية الخاصة لرموز المدرسة الخالصية، ولما اراد الاستجابة للفتوى الشرعية بوجوب مقاومة الاحتلال واذنابه، تحرك بسرعة وشجاعة لأداء هذا الواجب وقرر من باب التحرف للقتال، ان يبتعد عن المدرسة لأداء دوره خارجها وبشكل خاص وبمسؤولية عالية، ونقول للذين يدّعون المقاومة ولم يعيشوها، فإن هذا الشهيد الكبير كان من المنظمين للمقاومين واعمالهم في شمال بغداد وفي مناطق اخرى من العراق حتى اقّر قائد امريكي كبير بذلك امام بعض المسؤولين والمشايخ من بعض الجهات المعروفة ونسب افعاله إلى المدرسة الخالصية، وهو ما اقلق هؤلاء المستمعين وسعوا إلى نفي هذه التهمة (المشرفة)، دفاعاً عن المدرسة وخوفاً عليها.
واستطاع هذا المجاهد ان يقوم بأعمال مجيدة وان يطور انواعاً من الاسلحة التي استخدمت في المقاومة الحقيقية، وليس مقاومة الاعلام والانترنت والفنادق الضخمة والقصور المترفة.
ولما جاءت فتنة التكفير الطائفية وقف إلى جانب المشروع الجهادي الوحدوي، وعارض الظلم والفساد الذي تمارسه جهات طائفية معروفة وبعض الفاسدين باسم المقاومة او مكافحة الارهاب، وظل يواجه الجهات السيئة التي تظلم الناس وتحاربهم وتنهبهم من الميلشيات المنفلتة، كما كان يجابه القوى التكفيرية التهجيرية الوافدة وعلى اساس المشروع الوطني الموحد الذي ثبتته وتتنباه المدرسة الخالصية، رغم عدم ارتباطه العملي معها في هذا العمل، إلا انه كان يمارس دوره بشكل صحيح حتى انه دخل في مواجهة قاسية مع بعض الادعياء والدخلاء والسراق العاملين تحت عنوان محاربة الارهاب، وفي مواجهة النهب والسلب الذي يمارس ضد ابناء العراق من السنة والشيعة، وقد لقيناه اخيراً غاضباً من سلوك هؤلاء وخطر هذا السلوك على وحدة العراق ومستقبله الكبير، وهنا رزق الشهادة وهو يؤدي هذا الدور للدفاع عن العراق على أيدي الجهات التكفيرية العميلة او العناصر المندسة تحت عنوان محاربتهم. فهل يكون تأبين ومكافأة مثل هذا الرجل خطأ يشوه الموقف التاريخي ام انه تأكيد المسيرة التاريخية المعروفة، ونحن هنا نسأل الجهة الناشرة، والسيد الصحفي المشرف عليها، لماذا لم تدينوا تحالف القوى العميلة مع مقسمي العراق والمشرفين عليها، بل بادرتم إلى مديحهم وتأييدهم خصوصاً بعد حادثة الموصل الخطيرة، ولما سئل الصحفي المذكور شخصياً عن ذلك ودور بقايا النظام السابق وتحالفهم مع التكفيرين والانفصاليين الذين يسمونهم في الماضي سلالة الخيانة والانفصال، فلم يجد جواباً ولا تفسيراً على هذا الموقف العجيب الذي جمع داعش مع البيشمركة والبقايا المذكورة، فقال لا أعرف جواباً إلا انني اعتقد ان القيادة الحزبية لابد وان لها رأياً ومبرراً، فهل هنالك تعصب، وتجاهل للحقيقة أكثر من ذلك، وهل هذا هو استمرار لموقف العبودية امام الاستبداد الموروث من سنين الذل والخنوع واعجاب الضحية بالجلاد، وهوسه بطغيان معذبيه وقاتليه، طبعاً هذا كله قبل ان تعود داعش فتنقلب على البيشمركة، وتقتل من بقي من البعثيين المتحالفين معها، وآخرهم هو الدكتور سيف الدين المشهداني، الذي أبنه حزب البعث وهو كان يتعامل مع التكفيرين ويسكن في اربيل وهي عاصمة الاقليم الساعي إلى تمزيق العراق وتفتيته خدمة لإسرائيل ومخططها في المنطقة، فماذا كان يصنع في اربيل ، ولماذا تعاون مع التكفيريين الذين يشكلون غطاء المشروع الامريكي التقسيمي التفتيتي من خلال تصعيد الصراع الطائفي، الذي يدفع الشيعة إلى ردود افعال خطيرة بعد استهدافهم المباشر، والدعوة إلى ابادتهم وممارسة ذلك على الأرض، وباستهداف السنة تحت عنوان عدم البيعة لهم والتعاون مع الرافضة، فهل المطلوب من هذا الاعلان المشوه ان يهدم الجسر الأهم الرابط بين ابناء العراق، خدمة لمخطط التقسيم الذي شاركوا فيه مع داعش والبيشمركة ام ان هنالك خططاً أخرى لا نعرفها حتى الآن.