المدرسة الخالصية تحتفل بعيد تاسيسها المئوي

v:* {behavior:url(#default#VML);}
o:* {behavior:url(#default#VML);}
w:* {behavior:url(#default#VML);}
.shape {behavior:url(#default#VML);}

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

مئة عام والخالصيون عين على الاسلام وعين على الوطن والامة

 

 

رسالة ايمان وعلم وجهاد تتواصل من الاجداد الابطال الى الاحفاد الابطال

 

 

 

كتبت: نادية العبيدي:

 

احتفلت النخب الدينية والفكرية والاجتماعية الاسبوع الماضي بالعيد المئوي لتأسيس المدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية. واقيم مهرجان خطابي مهيب استذكر فيه المتحدثون مناقب الاسرة الخالصية الشريفة وجهادها الباسل ضد الاحتلال البريطاني من قبل والاحتلال الاميركي الان، حيث تواشجت بطولة الاجداد مع بطولة الاحفاد ، لتؤكد ان الرسالة الاسلامية المحمدية الطاهرة التي انجبت رهط المجاهدين الاوائل مازالت تنجب فعلا جهاديا يتواصل حتى تنتصر رسالة الاسلام انتصارا مبرما.

 اسس المدرسة المغفور له الامام المجاهد الشيخ اية الله العظمى محمد مهدي الخالصي الكبير(قدس) في مدينة الكاظمية عام 1327هـ الموافق 1911م وقد سماها يوم ذاك (المدرسة الزهراء) وكان يرمي الى ان تتوسع وتصبح جامعة تدرس فيها فروع العلوم الحديثة إضافة الى علوم الشريعة الاسلامية ولكنه رحمه الله لم يتمكن من اتمام هذا المشروع وذلك لنفيه خارج العراق عام 1923م وبعد ذلك وافته المنية في إيران وقد أثار موته المفاجئ من الانعكاسات حتى اعتبر الباحث العراقي الكبير الدكتور علي الوردي موته ما يشبه الأسطورة كما ورد ذلك في مذكراته ، وقد رثاه شعراء العراق البارزون انذاك ومنهم الآزري والرصافي والزهاوي والجواهري ، وغيرهم مشيرين إلى دوره في نهضة العراق والعالم الإسلامي ووحدة الأمة ، وأشاروا كذلك الى دوره العلمي الكبير ومشروعه الإصلاحي حيث يقول الجواهري في لاميته في رثاء الإمام الخالصي :       

 قومي البسي بغداد ثوب الآسى       ان الذين ترجينه غيبا

ان الذي كان سراج الحمى             يشع في غيهبه كوكبا

  بات على نهضة أوطانه                ما تهب الجمرة حتى خبا

قومي افتحي صدرك قبراً له           وطرزيه بورود الربى

خطي على صفحته هكذا (يرفع       من مات شهيد الاصوبا

ودرسي نشأك تاريخه                  فإن فيه المنهج الاصوبا

    ردوا إلى اوطانه نعشه                لا تدفنوا في (فارس)(يعربا)

شمس أضاءت هاهنا حقبة             وهي هنا أجدر أن تغربا

وقد درس فيها الكثير من العلماء والسياسين والأدباء كالمرجع الديني الكبير ابو القاسم الخوئي وآية الله العظمى السيد المرعشي النجفي كما نهل من علومها وتخرج فيها الكثير من السياسين امثال محمد مهدي كبّة زعيم حزب الاستقلال ورئيس مجلس السيادة بعد انهيار الحكم الملكي في العراق والدكتور محمد فاضل الجمالي رئيس الوزراء في العهد المذكور

            وقد انتقلت مهمة بناء هذا الصرح الثقافي وأهدافه الكبرى إلى نجله الكبر الإمام المجاهد الشيخ محمد الخالصي ، الذي عادَ من المنفى عام 1949م بعد 27 سنة من الجهاد المتواصل ، فبدأ يسعى لإعادة الحياة إلى مرافق المدرسة فقام ببنائها ووسع مساحتها وامر بتنظيم مكتبتها إلا إن متطلبات الدفاع عن الاسلام وما كان يثيره بعض الجهال ودسائس أعدائه كانت تأخذ قسطاً كبيراً من وقت سماحته ، وفي عام 1954م كتب وصيته في المستشفى اثر اغتياله بالسم ونص في إحدى فقراتها { وإني تركت المدرسة التي سميتها جامعة مدينة العلم رجاء أن تكون جامعة كبرى تشمل جميع العلوم المتداولة في هذه الايام إضافة الى العلوم الخاصة بالدين}

            وبعد وفاة الإمام الخالصي عام 1963م تبنى نجله الإمام المجاهد آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي الإشراف على المدرسة الزهراء ومشروعها العلمي والتوعوي والوحدوي ، ومهد خلال مشاركته الفاعلة في الدراسات والبحوث العلمية في المدرسة نفسها وخلال خطب صلاة الجمعة المعروفة بأنها كانت دروس فقه ووعي وجهاد وتمهيد اساسي وعلمي لقيام مجتمع عراقي إسلامي قوي وناهض ، مع استمرار الجهود لإنجاح المشروع العام بإشراف مباشر مستمر منذ ذلك التاريخ حتى الآن ، وفي عام 2004م خرج هذا المشروع إلى النور على يد نجل الإمام الخالصي سماحة اية الله الشيخ المجاهد جواد الخالصي الذي يقوم بدور نائب المشرف العام على المدرسة الزهراء ، ومشروعها العلمي الكبير الذي هو( كلية مدينة العلم الجامعة) وهي إحدى الكليات الأهلية في العراق وهي ثمرة من ثمار جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير وقد قام عدد من الأساتذة الاكاديميين بالمساعدة الفاعلة لإنشاء الجامعة كما قام عدد من أهل الخير متبنين تهيئة بناية الجامعة التي كانت مصادرة من قبل النظام السابق ومهملة مدة 23 سنة . 

أما بخصوص الاقسام التي تقوم بتدريسها حالياً هي الاختصاصات الآتية :-

هندسة تقنيات الحاسبات

– علوم هندسة البرامجيات 

علوم الحياة بيولوجي التحليلات المرضية

القانون  

5 – قسم المحاسبة

ومن ثمار الجامعة ايضاً مركز الحياة الانساني التابع لجامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير(قدس) في الكاظمية المقدسة حيث ان مهمة هذا المركز هو تقديم المساعدات الانسانية للضحايا والمنكوبين جراء الحوادث التي تعصف ببلدنا الجريح وقد قام هذا المركز بعدة مهام ومن اهمها حملات التبرع بالدم للجرحى والمصابين اثر التفجيرات التي تحدث في البلد ، حملات الاغائة الانسانية للمحافظات المنكوبة ، تقديم المساعدات للعوائل المهجرة ودفن الجثث المجهولة الهوية بعد استلامها من دائرة الطب العدلي  ويدير هذا المركز سماحة الشيخ حسن طعيمة العبيدي أحد منتسبي الجامعة المذكورة .   

اما موقف الجامعة السياسي فانها تنظر الى السياسة على انها جزءٌ من احكام الدين في ادارة شؤون المسلمين وحياطة الدين وان اي محاولة لفصل الدين عن السياسة تعني تبعيض الدين ، وهذا ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله {اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة الدنيا ويوم القيامة يرد الى أشد العذاب} .

 

التأريخ الجهادي لمدرسة الإمام الخالصي

 

كان الامام الخالصي الكبير (قدس) يسهر الليالي ويتحمل الصعاب ويعرض نفسه للمكاره لأنقاذ بلاد المسلمين من ايدي الطامعين الغزاة ، وتحرير البلاد وانقاذ الامة من ربقة العبودية للمستعمر الكافر ، حريصاً على المسلمين شديد الغيرة على البلاد الاسلامية . فهو يسعى السعي الحثيث ويجمع الاموال لمساعدة الدولة العثمانية في حرب طرابلس الغرب والبلقان ويوصي بصرف الحقوق الشرعية لتقوية الجيش العثماني بوجه الروس والطليان .

ويوم دخل الانكليز العراق في الحرب العالمية الاولى شكل مجلساً من العلماء في الكاظمية لجمع المال والسلاح وجمع المتطوعين والمجاهدين للذهاب بهم الى جبهة القتال وقد استمر زهاء ثلاثة اشهر مشتغلاً بذلك . وقد اصطحب معه ولده الأكبر الامام المجاهد الشيخ محمد الخالصي (قدس) حيث كان على رأس المجاهدين وقائد جبهة الحويزة وكانت مواقفه تبعث في صدور المجاهدين قوة وحماسة .

وحين تمكن الانكليز من احتلال العراق كان الامام الخالصي احد اقطاب الثورة العراقية ومن أكبر زعمائها واحصفهم رأياً وأقواهم عزيمة وأشدهم شكيمة وأثبتهم جَناناً . حتى استطاع العراقيون حمل الانكليز على تشكيل حكومة عراقية وهنا كان له رحمه الله دور متميز بالمطالبة بسلطة منقطعة عن سلطة الغير وملكٍ مقيد بمجلس نيابي وبايع فيصلاً على هذا الاساس ولما لم يفِ الأخير بهذا الشرط أعلن الامام الخالصي (قدس) انه لا بيعة لفيصل في عنق العراقيين وان بيعته اصبحت لاغية لأخلاله بشروطها ، وحين حاولت بريطانيا اقرار معاهدة الانتداب وانتخاب مجلس تأسيسي للمصادقة عليها افتى بحرمة الانتخاب وحرض الناس على المقاطعة مما أدى بالانكليز الى ابعاده الى عدن ثم الى الحجاز فأيران . وقد تضامن مع الشيخ المراجع الدينيون في النجف وكربلاء وقرروا الخروج من العراق احتجاجاً على نفيه وكانت بريطانيا أقدمت على نفي ساعده الايمن في الجهاد ولده الامام المجاهد اية الله العظمى الشيخ محمد الخالصي قبله بعام . وفي أيران استمر في جهاده ضد صنائع الاستعمار ورفض العودة الى العراق مقابل اعطاء تعهد بعدم التدخل في السياسة ولام المراجع الذين قبلوا بأعطاء هذا التعهد ورأى ان ذلك لا يتناسب ومقامهم الديني الذي يتطلب منهم عدم الاستسلام لفيصل والانكليز والاقرار لهم بالطاعة . وبقي وحده في ايران مع ولده الأكبر حتى نال الشهادة مسموماً في منفاه بايران على يد جلاوزة الشاه العميل .

اما ولده الامام المجاهد اية الله العظمى الشيخ محمد الخالصي (قدس) فبعد جهادٍ مرير ضد الحكم الشاهنشاهي قام الحكم الشاهنشاهي بأبعادهِ الى العراق كي يتخلص منه ، فعاد الى العراق في أواخر الاربعينيات من القرن العشرين ليبدأ صفحة جديدة من الجهاد ضد الحكم الملكي وسياسته التغريبية وخدمة المصالح الاستعمارية والحكومية بغير ما انزل الله خلاف الاسلام عقيدة الامة ثم واجه المد الشيوعي في عهد عبد الكريم قاسم وقاد التظاهرات وأقام التجمعات لفضح جرائم الشيوعية وتفنيد افكارها وتزيف آرائها وتسفيه عقيدتها . حتى ان المرحوم جعفر الخليلي الآديب النجفي المعروف قال عنه ( انه كان غير هيابٍ في مواقفه السياسية والدليل على ذلك مواقفه من المدّ الشيوعي الاحمر التي لم يقفها غيره من العلماء ) .

تسلم قيادة المدرسة بعدها ولده الامام المجاهد اية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) فسار على نهج جده وأبيه واقتدى اثارهما في الدعوة الى وحدة المسلمين ومحاربة الافكار الشاذة والبدع والخرافات. فواجه الحكام الظالمين الذين يشيعون في الارض الفساد فسجن عدة مرات وتعرضت مدرسة الامام الخالصي الى هجمة شرسة أعدم فيها خيرة اساتذتها امثال آية الله العظمى الشيخ محمد العاملي وآية الله السيد عبد الصاحب عطيفة وحجة الاسلام والمسلمين الشيخ فرحان البغدادي وليث الخالصي واخته الشهيدة فردوس الخالصي  ومعهم العشرات من الطلبة وابناء المدرسة واعتقل الكثير منهم وهاجر آخرون بدينهم الى بلدان مجاورة .

هذا وكان النظام يخطط لأغتيال الامام اية الله المجاهد الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله) حسب وثيقة من مديرية الامن العامة تنص على ( وما نخطط له للقضاء على الخالصي ) وخرج مهاجراً بدينه الى خارج العراق عام 1979 . وفي الخارج ظل الامام الخالصي وفياً للأسلام ولمبادئه فتعرض الى عدة محاولات لأغتياله من قبل اعداء الاسلام وعملاء الاستعمار ولا يزال سماحته مكرساً جهده وموظفاً وقته لفضح دسائس الاستعمار عاملاً على بيان ما يعانيه العراقيون من اضطهاد من جراء الاحتلال البغيض وسياساته الاجرامية ومخلفاته البائسة . والمدرسة اليوم تواصل رسالتها بالثبات على مبادئ الاسلام الداعية الى وحدة المسلمين وتحقيق الاستقلال التام الناجز للعراق .

 

التمثيل السياسي للجامعة

 

إن المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي يمثل سياسات المدرسة الخالصية وموقفها من الاحتلال ومن اهم ثوابت المؤتمر هي ما يلي:

– المطالبة بخروج حقيقي لقوات الاحتلال وعدم وجود عناصر بديلة تمثل الاحتلال بما في ذلك الشركات الامنية وموظفي السفارة الامريكية .

– رفض كل القوانين والتشريعات التي شرعت تحت مظلة الاحتلال .

– الحفاظ على هوية العراق الاسلامية والعربية .

– الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً  .

 

الموقف من الفدرالية

 

الفدرالية المطروحة اليوم هو سعي للتجزئة الأمة وتفتيت البلد ليكون اجزاءاً متناحرة ، والمسلم يسعى دائماً ويعمل جاهداً من أجل وحدة المسلمين والبلاد الاسلامية جميعاً وهذا واجب شرعي على كل مسلم {وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون} وفي اية اخرى فاتقون وقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} . وختاماً كان للمدرسة الدور الرئيسي في كشف كل ما يخططه الاعداء من مكر وخداع للامة والسير بها الى جادة الصواب وعدم الانخداع بمخططات الاعداء وقدمت خيرة ابناء الاسلام من اتباعها البررة علماء وطلبة علوم دينية ومؤمنين افذاذ رجالاً ونساءاً شهداء بررة على هذا الطريق ، وكانت في كل المناسبات والاجتماعات التي تقام فيها تحث الناس على السعي الى تحقيق الاستقلال التام واكدت كما هو نهجها ان لا حياة للعراق الا بالاستقلال التام الناجز والذي اكده اية الله العظمى الامام المجاهد اية الله العظمى الشيخ محمد الخالصي (قدس سره) في خطاب اعلان ثورة العشرين في صحن الامام الحسين (عليه السلام) بتاريخ 21 حزيران 1920 عندما لخص مطلب العراقيين بقوله :(( مطلبنا  رضا الله واستقلال العراق ))

Facebook
Twitter