قال رئيس إئتلاف دولة القانون نوري المالكي من طهران حيث ادى زيارة سياسية مهمة ، أن حزب الدعوة سيشارك بشخصيات مؤثرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن ذلك لا يعني أنه سيكون من المرشحين لرئاسة الوزراء.
ويسعى حزب الدعوة لتحسين سمعته المنحدرة منذ تولي المالكي رئاسة الحكومة دورتين شهدت سقوط بعض المحافظات العراقية على يد داعش .
وأضاف المالكي خلال مقابلة له مع وكالة “قدسنا” الإيرانية للأنباء، إن “حزب الدعوة الإسلامية سيشارك في الانتخابات العراقية المقبلة”، لافتا الى أن الحزب “سيشارك بقائمة تتضمن شخصيات مؤثرة وذات ثقل سياسي، لكن هذا لا يعني بأني سأكون من ضمن المرشحين لرئاسة الوزراء”.
وبحسب مصادر ايرانية في بيروت فإن المالكي يريد حسم مسألة العداء التي يتعرض لها من الجمهور في جنوب العراق وخاصة من التيار الصدري ، وانه في سبيل طلب العون من ايران للضغط على التيار الصدري وبعض المناوئين وهو مستعد للتعهد بتقديم اية تنازلات تقتضيها اعادة ضخه الى الواجهة السياسية ببغداد مرة اخرى .
وقالت المصادر ان المالكي لا يزال يرى ان العقبة الاساسية امامه هو حيدر العبادي رئيس الحكومة الحالية المتمتع بدعم واشنطن .
و قال المالكي الذي لم يبد يائساً كما بدا في طهران بحسب وكالة تسنيم الايرانية “لا أحد يشك بأن إسرائيل، وبالتعاون مع اميركا وبعض حلفائها من الدول العربية، تدعم المنظمات التكفيرية في المنطقة”، مشيرا الى أن “بعض الدول العربية، كالسعودية، أصبحت اداة اسرائيل من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة”.
وأوضح المالكي، أن “صناعة المنظمات الإرهابية كداعش والقاعدة كانت أحد مشاريع الاميركيين والاسرائيليين من أجل ضرب أمن الدول الاسلامية وزعزعة استقرارها وتفكيكها، والسعودية تقوم بدور المنفذ لهذه المخططات والمؤامرات”، مشيرا الى أن “اميركا واسرائيل بعد ان حاكوا مؤامراتهم تجاه العالم الاسلامي، أوكلوا بعض المهام لبعض الدول العربية والاسلامية كالسعودية وقطر وتركيا، وكل هذه الاجراءات تأتي من أجل ضمان أمن اسرائيل وإبعاد الخطر عن هذا الكيان المحتل”.
ويبدو ان زعيم ائتلاف دولة القانون، ونائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، قد “ورط” حزب الدعوة الإسلامية، الذي يشغل منصب “امينه العام”، بعد تصريحه في طهران، حين أكد صراحة، بأنه لن يشرح في الانتخابات المقبلة، ليدخل حزبه “الإنذار ج” ويخرجون بتصريحات الى وسائل الاعلام ليواروا ما قاله المالكي، الذي اذا ما اثبت فعلا ولم يرشح فأنها ستكون “ضربة موجعة وقاصمة” لحلفائه الذين يعتمدون على “جماهيريته” في الحصول على مقاعد اكبر بالانتخابات البرلمانية او حتى انتخابات مجالس المحافظات.
موجة “اختلال” كبيرة ادخل بها المالكي أنصاره في حزب الدعوة، بعد “المفاجئة” التي اطلقها من ايران، وهي حتما لا تسرهم ابدا، ذلك لان ائتلاف دولة القانون ومناصري المالكي في الدعوة، يعتمدون بشكل كبير على “ضجيجه” في اللقاءات التلفزيونية، واستغلال “عواطف” الجماهير لصالحهم، من خلال اللعب على أوتار الطائفية، والتذكير في كل لقاءاته بـ”المؤامرة ” التي تهدم كل الاعمار والأمان الذي صنعه هو وحزبه في العراق منذ توليه رئاسة الوزراء الى ان “سلم” ثلثي ارض العراق لتنظيم داعش في أسوأ الاحداث التاريخية التي مر بها العراق على مر العصور!
لم يعرف أنصار المالكي في حزب الدعوة كيف “يؤلون” تصريحه ويحرفونه لصالحهم، فبدا عليهم السكوت في البداية، ليخططوا بعد ذلك، بالتعاون مع جيوشهم الالكترونية، على القول بأن المالكي لم يكن يقصد بأنه ترك الترشيح على رئاسة الوزراء بل تركه “خيارا للشعب”، فماذا يعني ذلك تحديدا.. هل يعني انه سيخرج في الأيام المقبلة ويقول للمواطنين “هل تريدوني ان أرشح لأكون رئيس حكومتكم مرة أخرى؟”، فلم يعرف “عرابو المالكي” غير هذا “التبرير الساذج”.
خرج القيادي في حزب الدعوة جاسم البياتي، بتصريح صحفي، قال فيه ان “تصريحات الأمين العام نوري المالكي، ومحاولته بدفع شخصيات مؤثرة في المشهد السياسي، خلال الانتخابات المقبلة، تعتبر حجر أساس لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية خلال المرحلة القادمة”.
وأضاف ان “المالكي لن يعزف عن الترشح للانتخابات وإنما جعل الخيار للمواطنين”، مستدركا ان “حزب الدعوة الإسلامية، وضع إستراتيجية خاصة بعملية الاقتراع المقبلة تتضمن الزج بشخصيات مؤثرة في المحافظات الجنوبية، مثل البصرة وكربلاء، ومعظمهم من العلماء والأكاديميين”.
لن نرى المالكي في الانتخابات المقبلة، وهذا ما تشير له الاحداث الراهنة، وهو حين ادلى بتصريحه من إيران انما بين انه سيخرج منها “نهائيا”، بعد ان فضح القاصي والداني “فشله الذريع” في ادارة البلاد، من خلال الشخصيات التي سلمها مناصب مهمة لتقوم بنهب الأموال بشكل “فضيع” دون ان يردعهم!.