دعا صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض السبت إلى تدخل دولي لإحباط التوجه الإسرائيلي بطرح إقرار مشروع قانون يعرف مدينة القدس “عاصمة الشعب اليهودي”. وطالب عريقات، في بيان صحفي عقب لقائه عددا من المسؤولين الدوليين في رام الله، بينهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام روبرت سيري، بالتدخل الفوري لوقف “الإملاءات الإسرائيلية وفرض الحقائق على الأرض”. وحذر عريقات من أن تنفيذ هذه السياسات “سيعني فعليا أن الحكومة الإسرائيلية قد أنهت عملية السلام والاتفاقات الموقعة وأنها تعتمد سياسة فرض الحقائق على الأرض والاملاءات، وذلك بهدف تكريس الاحتلال وتعميق المستوطنات”. وعلى صعيد الموقف الفلسطيني، أكد عريقات رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية لخيار الدولة ذات الحدود المؤقتة وأي حل انتقالي أو مرحلي. كما جدد التأكيد على أن مفتاح المحادثات المباشرة يتمثل بوقف كافة النشاطات الاستيطانية بما يشمل القدس الشرقية، وأن “الوقت قد حان لاتخاذ القرارات وخاصة فيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. كان حاتم عبد القادر، مسؤول لجنة القدس بحركة فتح، ندد السبت بطرح إسرائيل بحث إقرار مشروع قانون جديد لتعريف مدينة القدس على أنها “عاصمة الشعب اليهودي”. وقال عبد القادر، في تصريحات إذاعية، إن القانون المذكور”خطير ويتناقض مع القانون الدولي ويهدف إلى تكريس القدس، ليس عاصمة سياسية لإسرائيل وإنما عاصمة دينية للكيان الإسرائيلي”. واعتبر عبد القادر، الذي شغل منصب وزير القدس في السلطة الفلسطينية سابقا، أن هذا التوجه “يكشف أبعاد المخططات الإسرائيلية ذات البعد الديني في مدينة القدس بما يتساوق مع إعلان إسرائيل رغبتها اعتراف الفلسطينيين بها كدولة يهودية “. وشدد على أن القانون وغيره بخصوص القدس “لا ينشئ حقا، لا لليهود ولا للإسرائيليين في مدينة القدس على حساب الحقوق الإسلامية والفلسطينية وبالتالي نعتبر هذه القوانين تعبير عن عدم ثقة اليهود في مستقبل احتلالهم للمدينة المقدسة”. وأضاف أن هذا القانون “يعد سطوا مسلحا على الأديان وحقوق المسلمين والمسيحيين في القدس، وهو تحد وإعلان حرب دينية علي الديانة الإسلامية والمسيحية ما يتطلب موقف دولي واضح وحازم ورادع لمنعه”. كانت مصادر إسرائيلية قالت إن اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون التشريع ستبحث خلال الأسبوع الحالي مشروع قانون تقدم به عضو الكنيست زبولون اورليف يقضي بتغيير القانون الإسرائيلي الأساسي بحيث يتم تعريف مدينة القدس على أنها “عاصمة الشعب اليهودي”. يأتي السعي لإقرار قانون القدس بعد أيام من إقرار الكنيست الإسرائيلي نهائيا مشروع قانون يفرض تنظيم استفتاء قبل أي انسحاب من هضبة الجولان السورية والقدس الشرقية وهو ما قوبل بتنديد فلسطيني واسع.
وتعتزم الحكومة الإسرائيلية تنفيذ خطوات من شأنها تعميق أزمة عملية السلام مع الفلسطينيين من خلال سن قانون يعرف القدس، بشطريها الغربي والشرقي، ليس “كعاصمة إسرائيل” فقط وإنما “كعاصمة الشعب اليهودي”، كما تخطط وزارة المواصلات إلى مد سكة حديد من وسط إسرائيل إلى مستوطنة “أريئيل” الواقعة في عمق الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة معاريف اليوم الجمعة إن اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون سن القوانين ستبحث في اجتماعها الأسبوعي يوم الأحد المقبل في مشروع قانون طرحه عضو الكنيست زبولون أورليف من كتلة “البيت اليهودي” اليمينية المتطرفة ويهدف إلى توسيع “قانون أساس – القدس” بتحويل المدينة إلى “عاصمة الشعب اليهودي”.
وكانت الهيئة العامة للكنيست في دورتها الماضية قد أقرت مشروع القانون بالقراءة التمهيدية، لكن في شهر أيار/مايو الماضي قررت اللجنة الوزارية الطلب من أورليف عدم طرح مشروع القانون على جدول أعمال الكنيست وأنه في حال طرحه على الكنيست ستعارضه الحكومة.
لكن بارليف أعلن مؤخرا أنه يعتزم طرح مشروع القانون على جدول أعمال الكنيست بادعاء أنه “على ضوء صعود القدس إلى العناوين الرئيسية في الفترة الأخيرة على خلفية تعامل الإدارة الأميركية وعملية نزع الشرعية التي يمارسها العالم الإسلامي في محاولة لتقويض العلاقة بين الشعب اليهودي والقدس، فإنه يجب سن قانون يغير الوضع الذي فيه القدس هي فقط عاصمة إسرائيل والتوضيح أنها عاصمة الشعب اليهودي أيضا”.
من جهة ثانية ذكرت معاريف أن وزارة المواصلات الإسرائيلية تخطط لمد سكة حديد جديدة توصل بين مدينة راس العين في وسط إسرائيل ومستوطنة “أريئيل” الواقعة جنوب مدينة نابلس وأنه تم رصد ميزانية كبيرة لتنفيذ هذا المشروع.
ووضعت سلطات التخطيط وسلطة القطارات الإسرائيلية عدة احتمالات لمسار سكة الحديد كما أن وزارة الدفاع الإسرائيلية بدأت تبلور موقفها من المشروع. وكان وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس من حزب الليكود قد زار مستوطنة “تبواح” القريبة من “أريئيل” قبل حوال ستة شهور ووعد بأن يصل خط للقطار في المستقبل حتى نابلس.
ووفقا للمرحلة من المخطط فإن خط القطار سيخرج من راس العين ويتوقف في مستوطنة “بركان” ومن ثم يتابع سيره إلى محطة أخيرة في “أريئيل” وفي مرحلة لاحقة ستصل سكة الحديد إلى مستوطنات أخرى وحتى مشارف مدينة نابلس
- info@alarabiya-news.com