بغداد/المسلة: يقارن عراقيون بين دفاع رئيس حركة “الحل” جمال الكربولي عن مرشح كتلته النائب حيدر الملا، واعتبار استبعاده من الانتخابات مخالفا للدستور، وبين تورط الكربولي في قضايا فساد، لا تؤهله لان يتراس كتلة سياسية تسعى الى تمثيل شريحة من الشعب العراقي.
وفيما اعتبر الكربولي استبعاد حيدر الملا من الانتخابات خرقاً واضحاً للمادة 19 من الدستور العراقي، قال ناشط سياسي رفض الكشف عن اسمه لـ”المسلة”، ان “النظر الى الاتهامات الموجهة الى الكربولي تحتم ابعاده هو ايضا عن العملية السياسية برمتها، بالنظر الى كونه احد رموز الفساد”، داعيا الجمهور الى “عزل كل رموز الفساد عبر عدم التصويت لهم في الانتخابات المقبلة”.
ويسعى الكربولي عبر موقع “الاخبارية” الذي يموّله، الى تلميع صورته، وتسويق كتلة “الحل” التي يترأسها بانها البديل للتحالفات السياسية التقليدية ، في وقت كشفت فيه مصادر امنية في شرطة البتاوين ببغداد، في بداية اذار/مارس 2014 عن “مصادرة اقراص مدمجة، تحتوي على مقاطع جنسية لبرلمانيين ومسؤولين عراقيين بحوزة جمال الكربولي”.
وقال المصدر انه “اثناء عملية إلقاء القبض على جمال الكربولي بتهمة سرقة أموال الهلال الأحمر العراقي بناء على مذكرة صادرة من قبل النيابة العامة، عُثر داخل مكتبه على مجموعه من الاقراص المدمجة، التي تحتوي على مقاطع جنسية فاضحة لمسؤولين وبرلمانيين عراقيين”.
وبحسب المصدر الأمني فإن الكربولي “يستخدم هذه الاقراص المدمجة لابتزاز المسؤولين الذين وجدت مقاطع جنسية لهم بداخلها، وذلك لتمرير صفقات فساده وتسخير مناصبهم القيادية لمصالحه الخاصة”.
وكان تقرير سري، افاد “باستخدام الكربولي لعدد من بائعات الهوى لإسقاط مسؤولين وتصويرهم بأوضاع جنسية فاضحة”.
وعُرف عن الكربولي باعتباره متّهماً في سرقات مالية لجمعية الهلال الاحمر العراقي، اذ كشف مستشار رئيس الوزراء العراقي المالكي لشؤون الاعلام علي الموسوي في حزيران/ يونيو 2013، عن “طلب من مكتب رئاسة الوزراء، يتضمن كافة تفاصيل السرقات التي تمت في جمعية الهلال الاحمر العراقي التي كان يتولاها الكربولي، رئيس كتلة (الحل)”، مضيفاً ان “الملف الخاص بالموضوع سيتم احالته الى لجنة النزاهة للتحقيق فيه”.
وتداولت مواقع النت والصحف افادة لناشط مدني، هو هادي ناصر سعيد، يقول فيها انه “عمل مع الكربولي في جمعية الهلال الاحمر العراقية، ويمتلك تفاصيل صفقات الفساد والسرقات التي ارتكبها الكربولي”.
وتابع القول “رئيس كتلة (الحل) مطلوب في سبع قضايا، صدر الحكم في واحدة منها بسبع سنوات، فيما تنتظر الست الأخرى أحكاما تصل إلى المؤبد”، مشيرا الى ان “براءته من هذه التهم بسبب نقل جميع القضايا من مكان الاختصاص في بغداد وهو مكان وقوع الجرائم، الى محافظة الأنبار، حيث تمت إجراءات قضائية شكلية بحماية ورعاية بعض السياسيين ورجال الأعمال وأصحاب المنافع وعاقدي الصفقات”.
وفي تفاصيل تهم الفساد التي ارتكبها، قال سعيد ان “الكربولي سرق تبرعات لجمعية الهلال الأحمر والاستيلاء على أدوية للمرضى ومعدات وأغذية للأطفال وسرقة ثماني سيارات مهداة من الهلال الأحمر السعودي إلى جمعية الهلال الأحمر العراقي “، مشيرا الى ان “قيمة المواد والأموال المسروقة تقدر بنحو خمسين مليون دولار أمريكي من ضمنها التبرعات التي قدمتها المنظمات الدولية نقدا خارج العراق في عمان”.
وبحسب سعيد، فان التهم تتضمن “حالات قتل لموظف في الجمعية على خلفية كشفه لقضايا الاختلاس والفساد، وتمت تصفيته بعد ثلاثة أيام فقط من مجاهرته بوجود سرقة، وهو رضوان الساعدي الذي جرى ترضية عائلته آنذاك بـ (الفصل العشائري)، ودفع مبلغ عشرين ألف دولار لذويه مقابل السكوت وعدم ملاحقة الكربولي وبعض أقاربه”.
وكانت انباء تحدثت عن ان الهلال الاحمر العراقي تعرض الى سرقة نحو 150 مليون دولار من ارصدته، وصدر وقتها حكم بالسجن على الكربولي لفترة(14)سنة، وظل مطلوبا حتى للشرطة الدولية الانتربول بذلك، الا انه بقي حراً طليقاً وأسس حركة “الإصلاح والتنمية”، بحسب المصادر الاعلامية.
الى ذلك اشارت مصادر الى ان قناة “الشرقية” الفضائية اوقفت حملتها الاعلامية ضد جمال الكربولي مقابل خمسة ملايين دولار كعمولة مقابل التوقف عن الحملة الاعلامية ضده وتلميع صورته فيمت بعد.
وكانت منظمة رابطة “الشفافية” في العراق كشفت عن تورط رئيس كتلة “الحل” جمال الكربولي بعقود مريبة لمشاريع كهرباء، تضمنت عمولات بلغت 70 مليون دولار، بحسب تقرير نشرته قناة “الشرقية”.
وشددت “الشفافية” على ان “اكبر عملية سرقة تمت من قبل رئيس كتلة (الحل) في وزارة الصناعة التي يتولاها شقيقه، ووزارة الكهرباء التي يتولاها وزيرٌ يخضع لضغوطه”، بحسب بيان الرابطة.