القذافي للعراقيين: تعيشون المجد لأنكم تقاومون طغاة العالم

التقى القائد الليبي معمر القذافي الأحد وفد فاعليات الشعب العراقي، الذي يضم شخصيات وطنية مرموقة سياسية وعسكرية وأكاديمية وقانونية وشيوخ عشائر وقبائل عراقية.

وقال القذافي لأعضاء الوفد العراقي إن اللقاء بهم مؤلم لأن العراق البلد الشقيق مكلوم ومحتل مؤكدا لهم أن قلوب الجميع في ليبيا تتمزق وتنزف كما يتمزق العراق وينزف.

وهون القائد الليبي على العراقيين مرارة الواقع العراقي قائلا: "إنكم رغم الآلام، تعيشون أياما مجيدة لأنكم تقاومون الطغاة والاستكبار الدولي والاستعمار العالمي، وبكل شجاعة تواجهون أعتى قوة فوق الأرض، وتقدمون بسخاء قوافل من الشهداء في كل يوم.

واعتبر القائد الليبي أن منجزات المقاومة العراقية فخر للعراقيين بقدر ماهي فخر لليبيا.

وقال "هذا فخر لكم ولنا، وهو مجد.. كل الناس تموت ولكن أنتم تموتون بشرف، فالمتخاذلون أو العملاء سيموتون ولكنهم يموتون بخزي وبعار.. فعلى سبيل المثال نحن هنا في بلدكم ليبيا، نحتفل بعد الثورة بإحياء معارك المقاومة الوطنية ضد الإحتلال الإيطالي، ونحن نعرف أن تلك الأيام كانت أيام صعبة وكانت مؤلمة لأبائنا وأجدادنا، لكن نحن الآن نحتفل بها بأعراس وبأناشيد لأننا نفخر بتلك الأيام التي عاشها أباؤنا وأجدادنا وهم يواجهون قوى كبرى في ذلك الوقت هي الإمبراطورية الإيطالية".

واكد أن مقاومة المحتل وتقديم التضحيات، لا تدعو إلى الحزن والأسى، بل تدعو إلى الفخر، وهذا ما تعيشونه أنتم الآن؛ أنتم تعيشون أيام المجد، وهذا يجعلكم تعتزون بأنفسكم وترفعون رأسكم، ولا تتأسوا أبدا".
وابرز أعضاء الوفد تقدير الشعب العراقي لمواقفه القومية ورؤيته الثاقبة للأمور ودفاعه عن الحق والعدل وقضايا الشعوب في مواجهة سياسات الحروب والعدوان والاحتلال والحصار. وأكدوا واعتزازهم بخطابه الأربعيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعرض أعضاء الوفد العراقي على القذافي في كلماتهم خلال هذا اللقاء، عددا من المقترحات الخاصة بوضع الشعب العراقي ومعاناته من الاحتلال والمؤكدة على تمسكه بحرية ووحدة وطنه وهويته العربية، وذلك من أجل طرحها على القمة العربية القادمة بليبيا

وقال صلاح عمر العلي عضو مجلس قيادة الثورة العراقية السابق إن العراقيين يطمحون من القائد القذافي "أن يتبنى أو أن يطرح على مؤسسة القمة العربية موضوعة الدفاع عن هوية العراق العربية مع الإعتراف والإقرار بيننا جميعاً بحقوق كل القوميات والأقليات العراقية المتواجدة والمتعايشة فيه".

وأضاف أنه يتمنى على القمة العربية أن تساعد مساعدة الشعب العراقي على استعادة سيادته إنفاذا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.. وإعادة النظر جذرياً بالدستور الذي أعلنه "بول بريمر" في العراق والذي مازال يتحكم بمصير ورقاب العراقيين.

وأشار عصام جلبي وهو وزير نفط عراقي سابق إلى عمليات النهب المنظمة لثروات العراق. وقال إن المحتل وحكوماته المتعاقبة حصلا "خلال هذه السنوات السبع، على ما يقرب من أكثر من "200" مئتي مليار دولار، ولم تحصل الحكومات السابقة خلال عشرات السنين على مثل هذا المبلغ" لكن لا تعرف إلى حد الآن وجهة هذه الثروات.

من جانبه هنأ محمد الدوري أستاذ القانون الدولي مندوب العراق السابق في الأمم المتحدة القائد الليبي معمر القذافي على موقفه البطولي والقيادي والمسؤول في كلمته الشهيرة أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة، وقال الدوري للقذافي إنك "حاكمت فيها المنظمة الدولية وحاكمت فيها القانون الدولي، وقدمت للمجتمع الدولي ما يجب أن يكون عليه الحال".

واعترف له بأن "هذه الوقفة لم يقفها أحد قبلك، فلقد كنت الأول، ومن خلال متابعتي كأستاذ للقانون الدولي طوال "30" عام وكسفير ممثل للعراق في الأمم المتحدة واطلاعي على تاريخ هذه المنظمة، لم اجد شخصا وقف هذه الوقفة البطولية القيادية بالرؤية الواسعة لما يجب أن يكون عالم الغد وليس عالم عام "1945.

وعبر الشيخ أرشد زيباري الوزير العراقي السابق أمين عام حزب العدالة الكردستاني بالعراق عن رغبة الأكراد في العيش ضد أفكار التجزئة والتقسيم والانفصال.

وقال إنهم يريدون فقط "أن يعيشوا بشكل أخوي ومحبة وسلام مع إخوانهم العرب، لأن لهم تاريخ مشترك في النضال منذ القديم ضد كل محتل وطامع في أرضه".

وتمنى عبدالحسين شعبان أن "تأخذ القمة بنظر الإعتبار موضوع الطائفية السياسية، وأن يجري الحديث عن وحدة العراق وهوية العراق، خصوصا الهوية الغالبة للشعب العراقي، أي عروبة العراق، التي أصبحت في ظل العراق مسألة مرذولة بل متهم "…" مع الحفاظ على حقوق الأقليات القومية والدينية وجميع المكونات التي يتكون منها الشعب العراقي.

وقال "إن هناك شاغل ربما تحدث عنه الإخوان الآخرين، يتعلق بحجم المعاناة الإنسانية خارج العراق، معاناة المهاجرين والمهجرين والمنفيين العراقيين، وهي لا حدود لها، ليس فقط بجانبها الإنساني والإجتماعي فحسب، وإنما تتعلق بالنشء الجديد، وتتعلق بالتربية وتتعلق بالتعليم، تتعلق بالصحة، تتعلق بوسائل الحياة، تتعلق بالهويات وأقصد جوازات السفر، والإقامة وهي معاناة لا حدود لها يعاني منها العراقيون خارج العراق، إضافة إلى معاناة من هم داخل العراق".

وألقى محمد بشار الفيضي عضو الأمانة العامة لهيئة علماء المسلمين بالعراق الناطق الرسمي بإسم الهيئة في هذا اللقاء بالقائد الليبي معمر القذافي كلمة قال فيها: "لايهمنا ماذا يقول المحتل، ففي العراق أبناء بررة يقدمون له الجواب على مقولته هذه على نحو ما قاله هارون الرشيد لكبير الروم "الأمر ما ترى، لا ما تسمع"".

وقال إن "ما يهمنا ماذا يقول العرب، نحن جزء من عالم عربي نرتبط وإياه بوشائج الدين والتاريخ والحياة والتقاليد، لماذا يصمت العرب على معاناتنا؟! لماذا يتخلون عن دعم قضيتنا ؟!. العرب نريد منهم أن ينظروا إلى قضية العراق على أنها قضية تحرر وطني تماما كما يحدث مع أي قطر يتعرض للاحتلال والعدوان".

وطالب الفيضي بأن يتخلى العرب "عن مسايرة المحتل في رسم سياساته للعراق، وأن يكفوا عن تسويغ مشاريعه البائسة لاسيما العمليات السياسية المتعاقبة التي فرضها عنوة على الشعب العراقي تحت شعار الديمقراطية، والذي وثق اليوم دوليا أن أقطابها متورطون في التطهير الطائفي والعرقي وفي الفساد الإداري وفي دفع العراق إلى الجانب الأسوأ.. إن رئاستكم أخانا القائد للقمة، تجدد فينا أملاً أن يحظى هذا الملف بإهتمام كبير".

واكد على أن العراقيين يطمحون "إلى دور عربي فعال عسى أن يكون ذلك قريبا، وعسى أن تكون البداية من هنا بما عُهد عنكم من شجاعة في الحوار مع قادة العالم فضلا عن قادة العرب".

وذكر الشيخ "جمعة الدوار" شيخ عمومة السادة البكاري في العراق والوطن العربي في كلمته بمعاناة العراقيين تحت حراب الاحتلال. وقال إنسجون الإحتلال وسجون الحكومة الحالية مليئة الآن بعشرات الآف المواطنين العراقيين الأبرياء وعلى رأسهم عوائل الرجال الأفذاذ المقاومين المجاهدين، معتقلين الآن يعانون الأمرين.

ورجا القائد الليبي أن يدفع القادة العرب إلى التأكيد على "موضوع وحدة العراق وعدم التفريط فيها وعدم قبول أي شي يدعو إلى الإنفصال أو الفيدرالية لأنه مرفوض من أبناء الشعب العراقي".

والتمس من القادة العرب، "أن لا يحضروا مؤتمر قمة في بغداد وهي تحت الاحتلال".

ورأى المحامي العراقي صباح المختار خبير القانون الدولي أن الدول العربية إن أرادت أن "تتخذ موقفا من إيران، فيجب أن يرتكز ذلك على أساس الدفاع عن عروبة العراق نتيجة للموقف الإيراني، بدلاً من إرتكازه على الأجندة الأمريكية القائمة على التخويف من السلاح النووي الإيراني".

وشرحت سهام النقيب الناشطة العراقية في مجال حقوق الانسان والمرأة، للقائد الليبي معمر القذافي وضع المراة العراقية في عهد الاحتلال.

وقالت إن "المرأة المجاهدة التي صبرت وتحملت سنين الحرب والحصار، والآن دُمر بلدها الآمن دون مسوغ قانوني وكان لها النصيب الأكبر من الدمار والخوف والجور والاضطهاد وذاقت الآمرين بين أن تحمي عائلتها وأطفالها من جور المحتل الغاشم، وبين واجبها الوطني الجهادي لبلدها".

وأضافت: "لا يخفى عليكم أن العراق الآن فيه مليون أرمله وخمسة ملايين طفل يتيم، يطالبوكم بوقفه عربية جادة تعيد للعراق وجهه العربي الأصيل وتستصرخكم وتستصرخ فيكم المروءة والنخوة والشجاعة وتقول لكم أعينونا على بلوانا ياشرفاء العالم، أعينونا يا عرب، أعينونا يا قادة العرب".

 

 

 

Facebook
Twitter