تعرض ائتلاف دولة القانون العراقي بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الى انشقاق جديد هو الثاني من نوعه منذ انشقاق حيدر العبادي وكتلة حزب الدعوة الاسلامية عنه الذي افضى الى تولي الاخير رئاسة الحكومة الجديدة.
فقد أعلنت النائبة حنان الفتلاوي، انسحابها من ائتلاف دولة القانون وتشكيل (حركة إرادة)، مؤكدة أن الهدف من تشكيل الحركة هو “الدفاع عن حقوق المظلومين والمسلوبة ثرواتهم”، وفيما بينت أن الحركة تضم وجوها غير تلك التي استهلكت من “الانبطاح”، تعهدت بعدم التراجع والتهاون، عادة أن خذلان الجماهير “خطيئة كبرى”.
وخاطبت الفتلاوي التي تعد من صقور الائتلاف غير المهادنة وابرز المدافعين عن المالكي، في بيان تلته خلال مؤتمر صحافي عقدته في قاعة الفنانين وسط الحلة مركز محافظة بابل “المسلوبة حقوقهم والمهدورة ثرواتهم والذين حلموا بالتنمية وانتظروها، والذين تم التفريط بحقوقهم والذين يذبحون على الهوية ويتم غض الطرف عنهم والأغلبية التي تم تحويلها إلى أقلية سواء في صنع القرار أو توزيع الثروات والبناء والأعمار بذريعة التوازن والشراكة، والذين يستكثر عليهم البعض إعلان هويتهم”، بالقول “نعلن عن تشكيل حركة (إرادة) والانسحاب من ائتلاف دولة القانون”.
وأضافت الفتلاوي، أن “حركة (إرادة) تضم كل الأصوات الشجاعة التي لا تساوم على حساب حقوق ناخبيها ولا تتردد في إعلان هويتها”، مبينة أن “الحركة تضم وجوها شابة جديدة غير تلك التي لم تحقق طموح العراقيين والتي استهلكت من كثرة الانبطاح والتنازل والمجاملة”.
وأشارت الفتلاوي، إلى أن “مشروع الحركة يحمل عناوين ثلاثة هي (حقوق، ثروات، تنمية) ويسعى لتحقيق هذه الأهداف من خلال المشاركة الايجابية في العملية الديمقراطية في كل المحافظات على المستوى المحلي والاتحادي”، لافتة الى أن “(إرادة) ولدت بقاموس سياسي لا يتضمن مفردة الحياد ولا يعتمد مبدأ الوقوف على التل والاعتكاز على اليافطات والشعارات والمنشور السياسي”.
وأكدت الفتلاوي، أن “(إرادة) لم تكن وليدة الصدفة بل هي حالة ملحة وضرورية وواقعية واستجابة لمناشدات الشباب والمثقفين الباحثين عن حركة سياسية قادرة على حمل الهموم”، مشيرة إلى أن “الحركة لن تتنازل عن ثوابتنا في دعم مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية، ودعم جهود الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية”.
وبينت الفتلاوي، أن “الحركة ستعمل على صيانة حقوق العراقيين وعدم التفريط بحقوق الأغلبية ورفض سياسة الانبطاح، وعدم السماح بمصادرة إرادة الجماهير وتغيرها”، مؤكدة على ضرورة “التوزيع العادل للثروات واستثمارها بالشكل الأمثل لتحقيق التنمية على مستوى الفرد والمجتمع”.
وتابعت الفتلاوي “نعترف إننا وضعنا أنفسنا وإياكم في موضع الخيار الصعب، لكن آثرنا القبول بخياركم مع التضحيات الجسام، في الوقت الذي لا نسمح لأنفسنا من التراجع فخذلان الجماهير خطيئة كبرى”، متعهدة بـ “عدم التراجع والانكسار والتهاون وعدم ادخار جهد”.
وكانت النائبة حنان الفتلاوي قد حصلت على أكثر من 90 ألف صوت من أصل أكثر من 230 ألف صوت حصل عليها ائتلاف دولة القانون في محافظة بابل خلال الانتخابات النيابية السابقة بفارق كبير عن اقرب المنافسين لها داخل الكتلة، وهي واحدة من ست نائبات حصلن على موقع نيابية من خلال اصوات ناخبيهن في حين نالت النائبات الاخريات (حوالي 30 نائبة) مقاعدهن من خلال نسبة (الكوتا ) النسوية التي تلزم ان يكون 24 بالمئة من اعضاء البرلمان العراقي من النساء وفقا لدستور العراق.