في جلسة استجواب برلمانية لوزيرة الصحة رفع احد النواب فردة حذاء بلاستيكي طبي يلبسه الاطباء عادة في غرف العمليات،وكشف ان وزارة الصحة تعاقدت لشراء 26 الف حذاء بمبلغ 900 مليون دولار اي ما يزيد عن تريليون دينار عراقي وهو ما اثار اصداء واسعة في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي..وسواء كانت هناك حاجة طبية ملحة لشراء الحذاء ام انه من الكماليات فإن المبلغ المعلن مرعب في ظل ما تعانيه وزارات الدولة كلها من شحة في الميزانيات وقلة الأموال،ولعل وارة الصحة من الاقرب الى معاناة الناس وكان يتوجب ان يصرف هذا المبلغ الهائل من ميزانية التقشف لشراء اجهزة ومعدات طبية وعلاجات منقذة للحياة وليس توفير حذاء للطبيب يمكن ان يشتريه من السوق بمبلغ زهيد!
من الاجهزة التي كان ينبغي ان تسبق الحذاء في الشراء جهاز بيتسكان لاشعة الامراض السرطانية،فالعراق ربما يكون البلد الوحيد الذي لايتوفر فيه الجهاز المذكور الذي بدأ تصنيعه في المانيا قبل نحو عشر سنوات وانتشر استخدامه في كل الدول المجاورة للعراق، وهو ما يجعل المواطن العراقي المريض يتحمل نفقات السفر والسكن والاشعة التي تصل الى الاف الدولارات!
وزارة الصحة اعلنت في نهاية عام 2015 في خبر منشور على النت انها تعاقدت مع احدى الشركات لشراء اجهزة بيتسكان،ثم اختفى الموضوع والعقد،في دهاليز البيروقراطية والفسادقراطية، ونتمنى على البرلمان ان يطرح استفسارا على وزارة الصحة:هل الحذاء الطبي اهم من انقاذ حياة الاف العراقيين المصابين بالمرض الخبيث عافاكم الله وحفظكم!
كم سيارة اسعاف حديثة مجهزة كان يمكن ان نشتري بمبلغ يقارب المليار دولار،وكم عيادة فحص ومختبرا وكم طنا من الادوية التي يحتاجها المواطن فضلا عن المقاتل الشجاع الجريح في جبهات الحرب ضد الارهاب؟!
كم مستشفى متهالكا كان يمكن ترميم مرافقه الصحية القذرة ولا نقول ردهاته لان ذلك صار من الاحلام!
كم سريرا كان يمكن ان نوفر لمرضى يتمددون على البلاط في ممرات المستشفيات؟!
ليت النائب الذي رفع الحذاء الشهير في البرلمان قد طرح هذه الاسئلة لكي تعرف الجواب، ويعرف المواطن المسكين كيف تسرق حياته قبل امواله مع الاسف؟!
وفي السياق ذاته كشف صاحب شركة لتوريد المستلزمات الطبية ان ارقى نوعية من تلك ( النعالات) متوفرة في بعض دول الجوار بمبلغ لا يزيد عن السبعة دولارات.
واضاف: هذا يعني ان حصة الفساد في الصفقة بلغت 20 دولارا للزوج الواحد مما يعني ان المبلغ الذي التهمه الفاسدون بلغ 650 مليون دينار عند معادلة الدولار الاميركي ب 1250 دينارا عراقيا..