كشفت مصادر موثوقة إن رئيس الوزراء حيدر العبادي إشتكى لدى السفير الامريكي في العراق من محاولات سلفه نوري المالكي اسقاط الحكومة وتقويض الحرب ضد ‘داعش’.
وأوضحت المصادر إن العبادي أوضح للسفير الأمريكي أن المالكي إستغل نفوذه في القضاء العراقي لإستصدار حكم بإعدام النائب العراقي السابق عن محافظة الانبار احمد العلواني.
وأكدت المصادر إن العبادي أكد للسفير الأمريكي إن نفوذ المالكي داخل القضاء صار يمثل تهديدا حقيقيا للعملية السياسية في العراق، مشيرا الى أنه (العبادي) اتصل بالسلطة القضائية قبل يوم واحد من صدور قرار حكم الإعدام على العلواني وطلب منهم تأجيل البت في الحكم الذي قد يقوض الجهود الحكومية لمقاتلة ‘داعش’، خصوصا وإن عشيرة ألبوعلوان التي ينتمي لها النائب السابق تعد من العشائر الكبيرة المناهضة لداعش والمشاركة في الحرب ضد الإرهاب في الأنبار.
وأوضحت المصادر نفسها إن العبادي طلب دعما سياسيا كاملا من السفير الأمريكي لفتح ملفات الفساد ضد المالكي بغية تطويقه وتحجيمه تمهيدا لسجنه او ابعاده عن العراق.
والمعروف إن المالكي يملك نفوذا واسعا داخل القضاء العراقي، ولاسيما تأثيره المباشر على رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود، فضلا عن قضاة آخرين قيل إنهم كانوا ينفذون طلبات المالكي في إستصدار أوامر الإعتقال ضد خصومه السياسيين.
كما كشفت مصادر عراقية خاصة أن التغييرات التي أجراها القائد العام للقوات العراقية المسلّحة، رئيس الوزراء حيدر العبادي في قيادة الجيش العراقي، جاءت بعد نصيحة أميركية تفادياً لمحاولة انقلاب كان هؤلاء القادة يحضّرون لها، وهي مشابهة للانقلاب الذي قام به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر.
ووصف المستشارون الأميركيون التغييرات التي أجراها العبادي بالخطوة الجريئة لتنقية المؤسسة العسكرية من العناصر التي تسبّبت بتسليم عدد من مدن البلاد لتنظيم ‘الدولة الإسلامية’ (داعش)، وهي عناصر قد تشكّل خطراً على نظام الحكم الحالي في المرحلة المقبلة.
وكشف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع العراقية أن الأميركيين أكدوا خلال لقائهم بكبار ضباط وزارتي الداخلية والدفاع أنهم أشاروا على القائد العام للقوات المسلّحة لاستبدال قادة الجيش، بعد ورود معلومات استخبارية عن نية بعضهم القيام بانقلاب على الشرعية مماثل لما حدث في مصر، قبل مرور عام على الحكومة العراقية التي يترأسها العبادي، موضحاً أن هؤلاء القادة العسكريين العراقيين حاولوا استنساخ التجربة المصرية في العراق، بالتعاون مع قيادات الحكومة العراقية السابقة.
وتُعدّ محاولة التخطيط للانقلاب هذه، الثانية في العراق منذ تولي العبادي رئاسة الحكومة، وكانت تقارير صحافية كشفت في وقت سابق عن تفاصيل محاولة انقلاب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الفاشلة على الحكومة الجديدة، التي قضت بأن يتجمهر الملايين من المؤيدين للمالكي في شوارع بغداد والمحافظات الجنوبية، ويقطعون الطرق ليتحوّل الاحتجاج إلى عصيان مدني ضد حكومة العبادي، ومطالبته بالرحيل والعمل وفقاً للاستحقاقات الدستورية التي تمنح المالكي ولاية ثالثة، بحسب رأيهم.