عبد الرضا الحميد
مساء الثلاثاء الماضية وبينما كنت ابحلق في مانشيتات الفضائيات العراقية، من انفجار في الديوانية الى انفجار في المسيب، الى معارك في مدينة الصدر، الى اغتيال ضابط معني بملاحقة الفساد، الى مصرع ضابط اخر بكاتم صوت عابر للسيطرات، الى انفجار عبوة هنا وعبوة هناك، رأيت الوطن يتحول الى مسبح هائل من دم وبارود، وعلى اكتافه يتبادل اقطاب العملية السياسية الانخاب والنكات، ساخرين من الشعب الغارق في الدم حد الحزام، ومن الاعلام الذي يسوق اكاذيب خلافاتهم واباطيل جعجعاتهم.
وكدت اصرخ(ياالهي الى متى يبقى شعبنا مستمرئا مسبح الدم هذا وهو يعرف بحدسه وفراسته من هم صانعوه؟ الى متى يبقى الشباب وحدهم يصارعون حيتان الموت باضالع رخوة وصدور عارية؟؟)
في عمود سابق تحدثت عن بعض العراقيين الذين سولت لهم غيبوبات وعيهم، أو شطحات الأمل المنكسر عندهم، الهروب إلى أنواع من الافتئات على الوقائع، أو اللجوء إلى الحلم المحال، فأشاعوا، ربما بحسن طوية أو بضدها، حكايات رقصت على أكتاف الجهل والأمية ضاربتي الأطناب في المجتمع العراقي أيام ذاك ، وأظهرت صورا للزعيم عبد الكريم قاسم على وجه القمر أو بين السحاب أو فوق المآذن أو في صنابير المياه، وكان في يقيني أن هكذا غيبوبات عن الوعي ما عاد لها مقام في مجتمعنا إلا مقام السخرية، لكن ، رسالة من صديق عزيز، تضمنت مقالا للكاتب جابر حبيب حمزة، هزتني بعنف، بل أخرجتني عن طوري تماما، وجعلتني اصرخ ( إلى أي برمودا تسير سفينة العراق يا الهي).
وللأصدقاء القراء الأفاضل اقتطف جزءا من مقال (كرامات سيد نوري المالكي) لكاتبه حمزة كما أرسله لي صديقي:
يقول حمزة: لي صديق يحب دولة رئيس الوزراء حبا جما فهو قيادي في حزب الدعوة في البصرة اسمه رحيم، وفي كل يوم يزداد حبه وتعظيمه له الى أن قال يوما : هل تعلم أن سيد نوري ( يشّــور ) انتظر العذاب الذي سينزله الله على رؤوس المتظاهرين !!!!! ألا يعلمون أنه ( سيد ) وأبن رسول الله وله كرامات مشهودة؟
قلت له : هل لك ان تذكر أحدى هذه الكرامات؟
قال لي : في أحدى ليالي الشتاء الماضي تمرض ولدي ، فأخذته بسيارتي الخاصة الى المستشفى التعليمي في البصرة ، وتمت معالجته من قبل الاطباء الخفر ، وعند عودتنا الى البيت تعطلت سيارتي وكانت الساعة تقترب من الثانية فجرا ، فنزلت وفتحت غطاء المحرك وفحصت كل شيء في المحرك وكان سليما ، وعجزت عن تحديد العطل ، التفت يمنة ويسرة فلا يوجد أحد في الشارع ينقذني ، عندها أستدرت نحو القبلة ورفعت كلتا يدي وقلت : اللهم بجاه سيد نوري عندك أرسل لي في هذه الساعة من يعلمني سبب عطل السيارة ، فلم أكد أنزل يدي ، وأذا بطائر أبيض اللون يمر مسرعا من فوق رأسي وهو يصيح : فيت بمب … فيت بمب .