العرب اونلاين: صفوان صيداوي: مع التهديدات الأمنية ونذر الحرب، يحضر المعطى الاقتصادي بقوة في خلفية الاستفتاء على مصير جنوب السودان والمقرر لشهر يناير القادم ويرجح بقوة أن يفضي إلى تقسيم البلد.
واستباقا لتبعات عملية التقسيم بدأ مسؤولون سودانيون يحذّرون من خسائر اقتصادية جسيمة، بينما يوحي بعض الخطاب السياسي بطرح معادلة جديدة تتمثل بقبول التقسيم بما ينطوي عليه من خسائر مقابل مراجعة الديون الثقيلة للبلد.
ودعا علي محمود وزير المالية السوداني شعب بلاده إلى ضرورة العودة إلى استخدام المنتجات المحلية والاعتماد على الذات بعد أن ارتفعت فاتورة الاستيراد إلى تسعة مليارات دولار، مؤكدا خلال زيارته لواشنطن لحضور الدورة السنوية لاجتماعات البنك الدولي أن الشمال سيفقد 70 بالمئة من نصيبه في احتياطي النفط و50 في المائة من عائدات البترول حال انفصال الجنوب، ومشيرا إلى أن وزارته أعلنت سياسات لخفض الواردات وزيادة الضرائب وترشيد الصرف الحكومي.
وقال وزير المالية “إن البنك الدولي ولأول مرة منذ سنوات طويلة يبدي مشاعر إيجابية تجاه السودان وذلك بسبب مبادرات أمريكية هي الأولى من نوعها”، مؤكدا أن البنك الدولي وعد بتقديم مساعدات إلى كل السودان وليس للجنوب وحده كما وعد بمناقشة ديون السودان الخارجية التي وصلت حوالي 40 مليار دولار حسب أرقام صندوق النقد العالمي.
يأتي ذلك مترافقا مع موجة غير مسبوقة من التحذيرات من حرب طاحنة في حال فشل الاستفتاء على مصير السودان.
وانتقد مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل تحذيرات الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي كان قد صرح بأنه يخشى سقوط “ملايين القتلى” في حال فشل الاستفتاء.
وقال اسماعيل خلال مؤتمر صحفي في الدوحة إن “أوباما يتلقى تقارير من جهات لا تعرف ماذا يجري في السودان”. وأضاف “هي ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها اوباما عن السودان بهذه الطريقة ولن يكون آخر تصريح، فهو يسمع لمجموعات الضغط فيدلي بهذه التصريحات”.
كذلك انتقد المسؤول السوداني موقف الولايات المتحدة حيال وحدة السودان. وقال “الولايات المتحدة كانت في البداية تقول إنها تريد للسودان أن يبقى موحدا، ثم تحركت قليلا للقول إن ما يريده الجنوبيون تقبل به، واليوم ارتفع صوت حديثها عن ان الانفصال سيكون حتميا”.
واضاف “هذا يظهر أن هناك مجموعات ضغط أمريكية مرتبطة بإسرائيل هي التي تتحدث وتدفع لذلك”.
من جانب آخر عارض متحدث باسم الجيش السوداني خطط الأمم المتحدة لنشر قوات حفظ سلام على الحد الفاصل بين شمال السودان وجنوبه، في إطار الاستعدادات لإجراء الاستفتاء.
ونقلت صحيفة “تريبيون” السودانية عن المقدم الصوارمي خالد سعد قوله إن مهام بعثة الأمم المتحدة في السودان لا تشمل نشر القوات على خط ترسيم الحدود لإقليم جنوب السودان الذي يحظى باستقلال جزئي.
وأضاف أن الجيش السوداني يستطيع ضمان الأمن في البلاد بمفرده.
وكان ألان لي روي قائد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام أعلن خطط نشر القوات، قائلا إن الهدف من نشر القوات هو الحيلولة دون نشوب أحداث عنف في بؤر التوتر خلال استفتاء التاسع من جانفي-يناير المقبل، بشأن استقلال الجنوب عن باقي البلاد