دمشق – سانا: أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الإعلام السوري يخوض معركة حقيقية في مواجهة الحرب الإرهابية التكفيرية التي تتعرض لها بلاده ويقوم بمهام كبيرة للتصدي لحملات التضليل والتزوير التي تقودها وسائل الإعلام المعادية رغم التحديات والمخاطر والصعوبات التي تفرضها الظروف الراهنة.
وخلال لقائه وفدا برلمانيا روسيا في دمشق قال الزعبي : “إن الإعلام السوري قدم عشرات الشهداء دفاعا عن وطنه” مبينا أن هذا الإعلام قام بدور بارز في توضيح أبعاد وأهداف ومكونات الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية في ظل ما يجري من متغيرات كبيرة ترافقها.
وأعرب الزعبي عن تقدير الشعب السوري لمواقف روسيا الداعمة لوطنه في مواجهة الأزمة وقال : “إن الموقف الروسي من سورية كان وما زال وسيبقى موقفا نبيلا يعكس روح المحبة والصداقة والاخوة بين البلدين والشعبين” داعيا إلى تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات بما يخدم مصلحة شعبيهما.
من جهته نوه رئيس الوفد سيرغي غافريلوف رئيس لجنة شؤون الملكية في مجلس الدوما الروسي بأداء الإعلام السوري في تغطيته لما يجري من أحداث وكشف التزوير والتضليل الذي يحاول الإعلام المعادي من خلاله تشويه حقيقة ما يجري مبينا أن “روسيا وسورية تتعرضان لحرب إعلامية ضخمة وشرسة جدا تستدعي تكثيف الجهود لمواجهتها على جميع الصعد”.
ولفت غافريلوف إلى تأييد الشعب الروسي للقرارات التي اتخذتها القيادة الروسية حيال سورية معتبرا ان الفضل في هذا الموقف يعود إلى جهود الاعلام السوري الحر الذي يقدم الحقيقة كما هي.
من جهتهم أعرب أعضاء الوفد عن أملهم في تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين مبينين أن الإعلاميين الروس يودون العمل إلى جانب الإعلاميين السوريين كما تقاتل القوات المسلحة الروسية إلى جانب القوات المسلحة السورية.
وفي تصريح للصحفيين أكد ديمتري سابلين عضو مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية الروسية أن اللقاء مع وزير الإعلام يهدف إلى رفع مستوى التنسيق مع مختلف وسائل الإعلام السورية الإلكترونية والمكتوبة والمرئية وذلك لخرق الحصار الاعلامي المفروض على سورية.
وكان الزعبي قد اكد أكد على أن سورية تخوض حربا ذات طبيعة كونية ضد الإرهاب والمعني بهذا الإرهاب ليس سورية فقط لافتا إلى أن التحرك العسكري الروسي المباشر جاء لأن المسألة تتعلق بقضايا تتجاوز حدود الجغرافيا السورية من ناحية وتمس الأمن الإقليمي بشكل عام بما فيه أمن روسيا الاتحادية وأمن المنطقة عموما.
وقال الزعبي في حوار مع قناة الإخبارية السورية “إن المعركة التي تخوضها سورية بين مشروع الإرهاب والمشروع الحضاري الإنساني” موضحا أن الروس والإيرانيين لديهم نفس الإرادة والقرار بالتعاون مع سورية في محاربة الإرهاب على كامل الجغرافيا السورية بغض النظر وبمعزل عن وجود “إسرائيل” مشيرا إلى وجود تنسيق وتكامل وتفاهم في الأدوار.
ونفى الزعبي انضمام دول مثل كوبا وكوريا الديمقراطية إلى التحالف السوري الإيراني الروسي في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لافتا إلى أن هذه الدول صديقة لسورية ولديها معهم علاقات وتاريخ واحترام متبادل وعندما تريد سورية أن تطلب من أصدقائها أو أشقائها فلن تخفي ذلك ولا تنتظر إذنا من أحد.
ورأى وزير الإعلام أن توسيع هذا التحالف مبني على المصالح الوطنية السورية وبطلب شرعي من الحكومة السورية مضيفا “إن وجود روسيا كاف ومعبر وداعم وشجاع”.
وجدد وزير الإعلام تأكيد أن صمود سورية بشعبها وجيشها وقيادتها فرض تحولات في المواقف السياسية لبعض الدول مبينا أن جزءا كبيرا من هذه التحولات مازال التعبير عنها خجولا لم ينضج بعد ولا يمكن الاستناد إليه على الإطلاق في العمل السياسي.
وأضاف الزعبي إن الدور الأمريكي في “محاربة الإرهاب” يختلف كثيرا عن الدور الروسي في أهدافه وأدواته وبنتائجه مشيرا إلى أن الأمريكيين تحدثوا عن “معارضة معتدلة” ودربوا عددا منهم تبين فيما بعد أنهم من “جبهة النصرة” الإرهابية وسلموا سلاحهم لها والأمريكيون يعرفون أن هؤلاء إرهابيون.
وأوضح وزير الإعلام انه ليس هناك شيء اسمه “معارضة معتدلة” إنما هي محاولة للتمويه على مجموعات لا نعلم لأي تنظيم إرهابي تتبع.
وأعاد الزعبي التذكير بأن “أي أحد يريد أن يقاتل “داعش” والإرهاب يجب أن ينسق مع الدولة السورية والجيش السوري ويفترض ألا يقبل أساسا بنتائج أو بعمليات التحالف الدولي في السماء السورية لأنها حتى هذه اللحظة عمليات حتى دون مستوى احتواء “داعش” بدليل أنها خلال عام كامل لم تقتل سوى 118 داعشيا فقط”.
وأشار الزعبي إلى أن ترحيب مصر بالدور الروسي في محاربة الإرهاب الدولي المباشر هو قراءة تنم عن فهم ليس سهلا للتطورات ولتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة ويعكس بعدا إيجابيا في قراءة كل المشهد السياسي في المنطقة لافتا إلى أن مصلحة سورية ومصر بأن تكون علاقاتهما ممتازة وهي كذلك مصلحة قومية.
وأوضح الزعبي أن التصريحات السعودية الأخيرة هي سلوك يعبر عن استمرار التسليح والتمويل والتنسيق مع التركي والقطري والتحريض وهو لم يتغير حتى هذه اللحظة لافتا إلى أنه عندما يتغير هذا السلوك بوضوح فستتم مناقشته في ضوء المصالح الوطنية العليا للدولة السورية ممثلة بسيادتها ومكانتها ودورها وقرارها.
وردا على سؤال حول دعوة كيري إلى مؤتمر دولي وتحالف رباعي حول سورية قال الزعبي “إنه لم تجر أحاديث جدية بهذا الشأن ولا مرتسمات لذلك على الأرض.. لكن هناك شيء غير منطقي بدعوة السعودية لهذا التحالف وهي القاتل في سورية” مبينا أنه عندما يناقش أمر سورية في غيابها فهذا شيء آخر لنا فيه كلام عندما يحدث.
وأوضح الزعبي إن بعض المعارضات في الخارج أقلقها وقض مضاجعها الدور والمشاركة الروسية لأنها تكشف يوميا مدى ضلوع بعض هذه المعارضات في العمل الإرهابي وذلك بالأدلة المثبتة لدى الأجهزة المختصة في سورية ويوجد معارضة مرتبكة سياسيا وتنتظر إيضاح الصورة أكثر ريثما تقبض مستحقاتها المالية من الممولين ثم تنقلب بمواقفها.
وأضاف الزعبي إن هناك جزءا من المعارضة وهم أفراد ضد الإرهاب لكنهم ليسوا مع الحكومة ولا مع القيادة وهؤلاء لا يوجد لدينا معهم مشكلة إضافة إلى وجود معارضات تأخذ النقيض ولديهم ارتباط بالمشروع الصهيوني.
وحول مؤتمر جنيف3 وموسكو3 بين الزعبي إن المطروح حاليا هو لجان “العصف الفكري” التي وافقت عليها الحكومة السورية وبانتظار إعلان موقف المبعوث الدولي الى سورية ستافان دي ميستورا حيث أن نتائج لجان العصف غير ملزمة مشيرا إلى أنه لم يحصل شيء لوجستي بشأن جنيف3 أو موسكو3 لكن المفترض أن جنيف3 يجب أن يبنى على نتائج “العصف الفكري” إذا كانت إيجابية لذلك من المفيد التأكيد على أولوية القضاء على الإرهاب.