أوقع النائب عن ائتلاف “دولة القانون” موفق الربيعي، الجمعة، 13 تشرين الثاني، 2015، نفسه في فم السخرية بعد “توزيعه الشخصي” على وسائل الاعلام، خبر تبرعه شهريا، بمبلغ زهيد (نحو ثمانمائة دولار)، لجبهات القتال، من مجموع ما يتقاضاه من رواتب ومخصصات، والتي تعادل نحو 40 مليون دينار شهرياً، أي انها تشكل اقل من 0.5%، أي نصف واحد بالمائة مما يتقاضاه، ناهيك عن الثروة التي جمعها منذ 2003، من صفقات الفساد المشبوهة.
ولا جدال في أنّ التبرّع للمجهود الحربي، سلوك محمود، وتكافل اجتماعي، يعزّز جبهة الحرب على الإرهاب، لكن تحولها الى سلوك مرائي، وبحث عن المظهر والدعاية الإعلامية، يفقدها قيمتها.
وقال الربيعي في بيان إنهُ “تبرّع بمليون دينار شهريا من راتبه الخاص”، في خبر وزّعه على وسائل الاعلام، ضنّا منه أن ذلك سوف “يبيّض” صفحته السوداء التي تلطّخت بصفقات الفساد، واستغلال المنصب لجمع الثروة، وآخرها متاجرته بالحبل الذي اعدِم فيه الدكتاتور صدام.
واعتاد الربيعي على الظهور الإعلامي، وتصيّد المواقف التي تجمّل صورته أمام الناس ضنا منه إن ذلك سينسيهم صفحات فساده، لكن حب المظاهر تحول إلى مشكلة مزمنة لديه، تطورت إلى مرض سلوكي ونفسي جعله في حالة فصام مع الواقع، محاولا ارتداء شخصية جديدة، تعوّض عن عقدة النقص، بالمظاهر البراقة التي تخفي الأنانية والجشع، وراءها تصرفاتها.
واعتاد موفق الربيعي، على “بيع” قصص البطولات الصورية على وكالات الأنباء، ووسائل الاعلام، في حرص شديد على تسويق نفسه “الرجل الذي أعدم صدام حسين”.
غير إنّ هذا السعي، بحسب متابعين لنشاطات الربيعي، ما هو الا فعل انعكاسي لإفلاسه السياسي في الوقت الحاضر، بعدما انكشف زيف ادعاءاته، وضحالة فكره السياسي وسلوكياته في سرقة أموال الشعب العراقي، فلجأ إلى بطولات ماضوية، غير حقيقية لاعادة اسمه إلى الواجهة السياسية من جديد.
ويكرّر الربيعي ادعاءاته حول دوره في إعدام صدام، ليصبح رمزا للأدعياء والمنافقين ومزيّفي الحقائق الذين يسعون إلى تسويق أنفسهم أبطالا، وليسوا هم أهلا لذلك، فقد لعب الربيعي على حبل قصة إعدام صدام طوال الفترة الماضية، بل وتمادى في سرد تفاصيل قصة الإعدام، في كل مرة يظهر فيها، حيث يضيف فصلاً جديداً في كل حوار اعلامي او مقابلة صحافية، حتى صوّر للناس نفسه بان إعدام الطاغية، تم على يديه.
وكنات صحيفة “واشنطن تايمز” أفادت على موقعها الإلكتروني، الشهر الماضي، أن مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الرٌبيع، طرح الحبل الذي أعدِم فيه صدام في 2006 للبيع في مزاد.
وباحتمال صحة إقدام الربيعي على بيع الحبل، يكون قد تحوّل إلى تاجر وسمسار في أموال الشعب العراقي، وهو المتهم بسرقات فساد، لم تفتح ملفاتها بعد، بسبب المحاباة السياسية، والفساد.
وكان مصدر سياسي نفي الشهر الماضي أي دور لموفق الربيعي في إعدام صدام حسين، مؤكدا إن حرصه على صحة وقائع تاريخية شهدها، دفعه إلى الإعلان عن ذلك وكشف أكاذيب الربيعي( المسلة).
- info@alarabiya-news.com