صاحب الامتياز
رئيس التحرير
عبدالرضا الحميد

الرئيس الأسد: عدو سورية والعراق واحد وبتوحيد البندقية نصل لأفضل النتائجالإرهابيون هم الأداة الحقيقية للعدو الإسرائيلي وإذا أردنا مواجهة إسرائيل علينا مواجهة أدواتها..

أمل الشعب السوري بالنصر هو الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي رسم لسورية

 

 

دمشق – سانا : أكد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد أن الإرهابيين هم الأداة الحقيقية في العدوان الإسرائيلي على سورية وما يقومون به أخطر مما تقوم به “إسرائيل” ولذلك إذا أردنا مواجهتها فعلينا أن نواجه أدواتها أولاً.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة المنار اللبنانية الثلاثاء الماضية أن جوهر الأزمة في سورية هو التدخل الخارجي وعندما يتوقف هذا التدخل بأشكاله كافة نستطيع القول إن الأزمة في مراحلها الأخيرة لأن مواجهة الإرهاب ستصبح أسهل.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه لا توجد حتى الآن البيئة المناسبة أو العوامل الضرورية لنجاح المسار السياسي في الوصول إلى حل للأزمة وخاصة وجود قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي إلى الشعب السوري لافتا إلى أن الدول التي تدعم الإرهاب تفرض شخصيات تمثلها في أي حوار ولا تمثل الشعب السوري.
وأكد الرئيس الأسد أن الولايات المتحدة لا تريد للإرهاب أن ينتصر كما لا تريد له أن يضعف إلى درجة تسمح بتحقيق الاستقرار في المنطقة بل تريد أن تبقى الأمور تسير باتجاه الفوضى وإضعاف كل الدول لافتاً إلى أن الأزمة أثبتت أن رجب أردوغان مجرد دمية لديها أحلام كثيرة وآخرها حلم المنطقة العازلة ولكنه لا يستطيع التحرك باتجاهه إلا بموافقة سيده الأمريكي.
وبين الرئيس الأسد أن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية بل بكل الطرق التي تزيد من مناعة هذا الوطن وتقويه وتبقيه صامدا في وجه الهجمات موضحاً أن أمل الشعب السوري بالنصر هو الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي رسم لسورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن أي مبعوث دولي لو كان حياديا تماما لما وافقت عليه الدول الغربية ولذلك فإن تصريحات المبعوثين المنحازة تأتي في سياق الدور المطلوب منهم وهذا أمر اعتدنا عليه مجددا التأكيد على أن أي مبادرة يجب أن تحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها وأن يكون القرار فيها للشعب السوري وأن يكون بند مكافحة الإرهاب أولوية.
و قال الرئيس الأسد ردا على سؤال حول ثقة سورية بالنصر في الحرب الإرهابية التي تتعرض لها وعلى ماذا تعتمد في هذه الثقة.. لو لم يكن هناك أمل بالنصر لدى المواطنين لما صمدت سورية أربع سنوات ونصف.. هذا الأمل هو الذي يشكل الحافز لمواجهة الإرهابيين ومواجهة المخطط الذي رسم لسورية وطبق عليها كما طبق على عدد من الدول العربية الأخرى.
وأضاف الرئيس الأسد: نعتمد أولاً على الشعب.. طبعاً بعد الله.. ولكن لو لم يكن لديك دعم شعبي فلا يمكن لك أن تصمد.. إن لم يكن لديك دعم شعبي فلا قيمة لأي توجه سياسي أو وطني تتبناه كرئيس أو مسؤول أو كدولة.. الاعتماد الأول على الشعب.. ثانياً على الأصدقاء الذين يقفون مع سورية بصلابة ويدعمونها في المنطقة.. منطقة الشرق الأوسط وفي العالم.
وبشأن وجود اجتهادات توحي بأننا أصبحنا في ربع الساعة الأخير من عمر الأزمة في سورية قال الرئيس الأسد: لا أستطيع أن أقول بأننا وصلنا إلى ربع الساعة الأخير حتى يتوقف أساس المشكلة في سورية التي تبدو معقدة.. فيها تفاصيل كثيرة وفيها عوامل متداخلة ولكن جوهر هذه المشكلة هو التدخل الخارجي.. دفع الأموال.. إرسال السلاح والإرهابيين إلى سورية.
وأضاف الرئيس الأسد: عندما نصل إلى المرحلة التي تتوقف فيها الدول المنغمسة بالتآمر على سورية والمنغمسة بسفك الدماء السورية.. عندما تتوقف هذه الدول عن دعم الإرهاب عندها نستطيع أن نقول بأننا وصلنا إلى ربع الساعة الأخير لأن التفاصيل الأخرى مما يسمى حلاً سياسياً أو مساراً سياسياً أو أي شيء مشابه أو أي إجراءات أخرى تصبح تفاصيل سهلة ليست ذات قيمة.. عندما نقول بأنها ليست ذات قيمة بمعنى ليست جوهرية في حل المشكلة.. تصبح تفاصيل يمكن الاتفاق عليها أيضاً.. حتى مكافحة الإرهابيين الموجودين الآن داخل سورية.
وتابع الرئيس الأسد: عندما يتوقف الدعم الخارجي تصبح مكافحة أولئك الإرهابيين أسهل بكثير.. حتى الآن لم نصل إلى هذه اللحظة.. قد يظهر الجو العام تحولاً.. صحيح.. هذا التحول موجود لكن التحول شيء والوصول إلى نهاية الأزمة شيء مختلف.. قد تكون قريبة.. أنا لا أجعل الأمور سوداوية أو أظهر نوعاً من اللاتفاؤل.. ولكن أحياناً قبل الوصول لربع الساعة الأخير ترى تصعيداً كبيراً.. فقد يكون التصعيد هو مؤشر للوصول إليه لكننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة.
وردا على سؤال حول ما يجب أن يفهمه الجميع عندما يتحدث الرئيس الأسد عن الحل السياسي قال الرئيس الأسد: أنا لا أستخدم كلمة “حل سياسي”.. أستخدم كلمة “مسار سياسي”.. الحل هو حل المشكلة.. هناك مشكلة.. هناك حل يتكون من محاور فيها محور مكافحة الإرهاب.. فيها محور سياسي بناء على ما طرح في بدايتها.. طرح أن الأزمة أسبابها سياسية.. هذا كلام غير صحيح.. كما قلت قبل قليل الأسباب هي التدخل الخارجي ولكننا سرنا مع كل ما طرح.. قالوا بأن المشكلة متعلقة بالدستور.. عدلنا الدستور.. قالوا المشكلة متعلقة بالقوانين.. غيرنا القوانين.. قالوا المشكلة متعلقة بالمسار الاقتصادي أو السياسة الاقتصادية للدولة.. غيرنا الكثير من هذه السياسات الاقتصادية في ذلك الوقت.. ربما نكون نحن على خطأ وأولئك على حق ولكن بنفس الوقت كنا نريد أن نثبت للآخرين أن هذا الكلام غير صحيح.
وأضاف الرئيس الأسد: الآن يطرح أنه لا بد من حوار مع القوى السياسية من أجل الوصول إلى حل للأزمة.. نقول.. لا مانع فلتتفضل تلك القوى التي تطرح نفسها بأنها ممثلة للشعب السوري وتثبت بأنها ممثلة للشعب السوري أو بأن لها تأثيراً.. نحن مستعدون للحوار معها من دون أي تردد.. فهذا ما يسمى المسار السياسي.. لكن في الواقع هذا المسار السياسي لكي يكون له تأثير لا بد أن يكون بين قوى سياسية سورية.. قوى سياسية سورية مستقلة تنتمي للشعب السوري.. جذورها سورية.. فقط داخل سورية وليس كما نراه الآن في كثير من القوى التي نحاورها.. مرتبطة بالخارج مالياً وسياسياً.
وأوضح الرئيس الأسد أنه إذا أردنا أن نتحدث عن الحوار السياسي والمسار السياسي فهو ضروري ليس فقط لحل الأزمة وإنما لتطوير سورية.. ولكن حتى الآن لم تتكون العوامل الضرورية أو البيئة المناسبة لكي نصل بهذا الحوار إلى نتائج نهائية خاصة مع استمرار دعم الإرهاب الذي يشكل عائقاً كبيراً في وجه أي عمل سياسي حقيقي ومنتج على الأرض.
وأضاف الرئيس الأسد: اليوم الأداة الإسرائيلية الحقيقية الأهم من هذا العدوان هي الإرهابيون في سورية.. أي ان ما يقومون به هو أخطر بكثير مما تقوم به “إسرائيل” من وقت لآخر من أجل دعمهم.. هم أساس المشكلة.. إذا أردنا أن نواجه “إسرائيل” علينا أولاً أن نواجه أدواتها داخل سورية.. لا يمكن أن تواجه العدو الخارجي ولديك عدو داخلي.. لا بد من حسم هذا الموضوع داخل سورية عندها ستعود الأمور كما كانت ولن يتجرأ أحد على سورية لا “إسرائيل” ولا غيرها.
وردا على سؤال حول ما إذا كان إدراك العدو الصهيوني أن أولوية سورية هي محاربة التكفيريين على أرضها يجعله يندفع في هذه الاعتداءات قال الرئيس الأسد: قد يكون هذا عاملاً ولكن العامل الأهم هو وجود من هو مستعد للتعاون معه.. ومن هو قابل أن يتعالج بمشافيه.. من هو جريء لدرجة الوقاحة أن يكتب علناً على مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها المديح لإسرائيل التي تقوم بقصف بلده. قوة البلد بالدرجة الأولى قبل أن تعتمد على الجيش أو على النظام السياسي أو على أي شيء آخر تعتمد على وحدة الشعب.. الشعب طبعاً بمعظمه موحد ولكن عندما تكون هناك بؤر من العمالة والخيانة وبؤر من التطرف والإرهاب فهذه نقاط ضعف لا يجوز أن ننكرها.. هذه العوامل لا بد من التعامل معها عندها تصبح العوامل الأخرى التي ذكرتها هي عوامل ثانوية من وجهة نظري.
وتابع الرئيس الأسد أما بالنسبة للنقطة الثانية حول أن الوطن لمن يدافع عنه.. هذا صحيح.. ولكن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط بحمل البندقية والدفاع عنه.. الدفاع عن الوطن هو بحسب الهدف المطلوب.. على سبيل المثال الخصوم والأعداء أرادوا لسورية السقوط أو في مرحلة من المراحل إن لم يكن السقوط ممكناً فليكن الشلل الآن بكل مناحي الحياة تمهيداً للسقوط.. فكل من يواجه هذا الشلل يدافع عن وطنه.. كل من يقوم بعمله اليومي.. الموظف.. التاجر.. الطبيب الذي يعالج مريضاً.. الشخص الذي يساعد فقيراً.. الإنسان الذي يحاول نشر القيم الوطنية والأخلاق العالية.. كل هؤلاء يدافعون عن الوطن.
وقال الرئيس الأسد: هناك أشخاص لا يقيمون في الوطن.. يقيمون في الخارج ولكن يدافعون عن سورية كل بحسب موقعه وبحسب إمكانياته.. كل هؤلاء هم وطنيون.. وهناك أشخاص يقيمون في الوطن ولكنهم يتمنون كل يوم لو تكون هناك غارات للناتو على سبيل المثال وربما دخول بري لقوات أجنبية.. فأنا لا أقصد الوجود بالمعنى الحرفي.. ولا أقصد الدفاع بالمعنى الحرفي لحمل بندقية.. وإنما أقصد كل من يدافع عن الوطن بأن يزيد مناعة الوطن ويقوي كل العوامل التي تبقيه واقفاً في وجه هذه الهجمات.. وأنا أتحدث هنا عن السوري فقط.
وقال الرئيس الأسد في رده على سؤال عن تأثير الحراك السياسي في العراق على حجم التنسيق بين سورية والعراق اللذين يواجهان نفس الخطر: إن التنسيق مع العراق لم يتأثر سلباً.. هناك وعي كبير في العراق لوحدة المعركة لأن العدو واحد والنتائج واحدة، أي بمعنى ما سيحصل في العراق سينعكس على سورية والوضع في سورية سينعكس على العراق.. فعندما نوحد المعركة كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله في لبنان.. الساحة واحدة.. وعندما نوحد البندقية سوف نصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل.

 

Facebook
Twitter