الرئيس الأسد: حربنا ضد الإرهاب مستمرة وكما حررنا تدمر سنحرر كل شبر من سورية فلا خيار أمامنا سوى الانتصار

نعدكم بأن هذه الدماء لن تذهب هدراً وأن النصر قادم لامحالة بكم

 

 

الفتنة في سورية ليست نائمة بل ميتة والسوريون أخوة بالحياة والاستشهاد ولا فرق بينهم

 

 

دمشق-سانا: أكد السيد الرئيس السوري بشار الأسد أن الشعب السوري فاجأ العالم مرة أخرى بمشاركته غير المسبوقة في انتخابات مجلس الشعب واختيار ممثليه لتكون رسالة واضحة للعالم بأنه كلما ازدادت الضغوط تمسك الشعب بسيادته أكثر.

وقال الرئيس الأسد في كلمة له أمام مجلس الشعب السوري المنتخب الجديد بمناسبة الدور التشريعي الثاني.. “إن حربنا ضد الإرهاب مستمرة ليس لأننا نهوى الحروب فهم من فرض الحرب علينا لكن سفك الدماء لن ينتهي حتى نقتلع الإرهاب من جذوره أينما وجد ومهما ألبس من أقنعة.. وكما حررنا تدمر وقبلها كثير من المناطق سنحرر كل شبر من سورية من أيديهم فلا خيار أمامنا سوى الانتصار وإلا فلن تبقى سورية ولن يكون لأبنائنا حاضر ولا مستقبل”.

وشدد الرئيس الأسد على أن أي عملية سياسية لا تبدأ وتستمر وتتوازى وتنتهي بالقضاء على الإرهاب لا معنى لها ولا نتائج مرجوة منها.

وتابع الرئيس الأسد.. وكما أن هذه الانتخابات لم تكن عادية وحجم المشاركة غير مسبوق فإن هذا المجلس أيضا جاء مختلفاً عن سابقيه فالناخبون الذين اعتادوا انتخاب ممثلين لهم كانوا على قدر المسؤولية والوعي وعلى مستوى كبير من فهم تغيرات الواقع وقيمة التضحيات فبالإضافة إلى اختيار الشعب ممثلين عن شرائحه فقد اختاروا وصوتوا لمرشحين أتوا من عمق المعاناة وقمة العطاء.. إن مجلسكم في هذه المرة ولأول مرة فيه الجريح الذي ضحى بقطعة من جسده ليبقى جسد الوطن كاملاً.. وفيه أم الشهيد وأبوه وأخته الذين ضحى أبناؤهم بأرواحهم لتستمر سورية.. فيه الطبيب الذي أبقى المهنة سامية وشعر بالناس وبوضعهم الاقتصادي والمعيشي فعالج المواطنين بالمجان.. فيه الفنان الذي حمل السلاح ودافع عن أرضه وعرضه.. فيه ازداد صوت المرأة والشباب.. فيه ارتفع وبشكل كبير عدد حملة الشهادات الجامعية العليا.. وفيه من ساهم بأمواله دفاعاً عن وطنه وشعبه.

وتابع الرئيس الأسد.. كانوا على يقين بأن الأساس في مخططهم السياسي بعدما لم ينجحوا في مخططهم الإرهابي هو ضرب الدستور طبعا بالرغم من كل ما حققه الإرهاب من تدمير ومن سفك للدماء.. لكن المخطط كان أن يأتي هذا الإرهاب ويسيطر بشكل كامل ويعطى صفة الاعتدال.. ولاحقاً يعطى الغطاء الشرعي.. طبعاً.. من الخارج وليس من الداخل.. كان مخططهم ضرب الدستور.. وبالتالي خلق الفوضى المطلقة التي يكون المخرج منها هو دستور عرقي طائفي يحولنا من شعب يتمسك بوطنه إلى مجموعات متناحرة تتمسك بطوائفها وتستعين بالغرباء على أهلها وأخوانها.. وما أقوله اعتقد أنه من البديهيات.. لا أقول شيئا جديداً.. فالتجارب الطائفية الموجودة لو نظرنا شرقنا وغربنا واضحة والأحداث تتكلم عن نفسها ولا نحتاج إلى إعادة تقييم هذا الموضوع بعد عقود من التجارب في منطقتنا.

وقال الرئيس الأسد: النظام الطائفي يحول أبناء الوطن الواحد إلى أعداء وخصوم وعندما يكون هناك أعداء وخصوم في أي مكان فكل طرف في هذه الحالة يبحث عن حلفاء والحلفاء في مثل هذه الحالة لن يكونوا موجودين داخل سورية أو داخل الوطن.. أتحدث بشكل عام عن أي وطن.. لأن العلاقة مبنية على الشك والحقد والكره بالتالي سيكون الحليف في الخارج.. هنا تأتي الدول الاستعمارية لتقدم نفسها كحام لتلك المجموعات ويصبح تدخلها في شؤون ذلك الوطن تدخلاً مبرراً وشرعياً وعندها ينتقلون في مرحلة ما إلى التقسيم عندما يكون مخطط التقسيم جاهزاً.. لذلك ولتثبيت مخططهم نلاحظ جميعاً أن المصطلحات الطائفية تأخذ حيزاً مهماً في الخطاب السياسي للدول الراعية للإرهاب.. الإقليمية أو الدولية.

وقال الرئيس الأسد: أنا أذكر بشكل عاجل المبادئ الأساسية التي طرحت في ورقة جنيف.. سيادة سورية ووحدتها ورفض التدخل الخارجي ونبذ الإرهاب ودعم المصالحات والحفاظ على المؤسسات ورفع الحصار وإعادة الإعمار وضبط الحدود.. وهناك نقاط أخرى مذكورة في الدستور الحالي وغيره من الدساتير كالتنوع الثقافي وحريات المواطنين واستقلال القضاء وغيرها من المبادئ.. أي طرح يطرح خارج هذه المبادئ لن نوافق عليه بكل بساطة لذلك هم رفضوا.. طبعاً لم نسمع أحداً يقول لا لكن كان هناك تهرب.. لكن هذه المبادئ من وجهة نظرنا تشكل أساساً حقيقياً لنجاح المحادثات إن كانت هناك جدية ومصداقية وهي تدل بنفس الوقت ليس فقط على جدية وإنما أيضاً على وجود رؤية واضحة لآلية العمل السياسي الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سوري سوري.. ولكن المحادثات الفعلية حتى هذه اللحظة لم تبدأ وإنما كنا نتحاور خلال الجولات مع الميسر الدولي وكما قلت هو ليس طرفاً كي نتفاوض معه.. لم يتم الرد أبداً على ورقة المبادئ وكان وفدنا يسأل عن ردود الأطراف الأخرى ولم نحصل أبداً على جواب وهذا يدل على ارتهان تلك الأطراف لأسيادها وبات واضحاً للجميع أنها أتت مرغمة صاغرة لجنيف وبدأت منذ اليوم الأول بطرح شروط مسبقة وعندما فشلت أعلنت بوضوح في الجولة الأخيرة دعمها للإرهاب ونسف وقف الأعمال القتالية.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن ذهبنا إلى جنيف في الجولة الأخيرة والتي سبقتها ولم نلتق سوى بالوسيط وفريقه.. طرحنا ورقة المبادئ ولم يأتنا أي جواب لا سلبي ولا إيجابي.. تم القفز فوق هذه الورقة للوصول مباشرة إلى ما طرح علينا تحت عنوان أننا نبحث الآن عن قواسم مشتركة بين الطرفين طبعاً كان هناك اقتراح ليس من سورية.. من الأطراف الدولية نفسها أن تكون في المرحلة الأولى مفاوضات غير مباشرة ويقوم الميسر بدور الوسيط في نفس المكان غرف مختلفة لكل وفد في نفس البناء.. هذا الشيء لم يحصل وإن ما طرح علينا هو مجموعة من الأسئلة تحت عنوان الأشياء المشتركة لكن كل هذه الأسئلة التي طرحت علينا هي عبارة عن أفخاخ وكل سؤال فيه مصطلح من المصطلحات التي تمس إما سيادة سورية أو سلامتها أو مؤسساتها أو الوضع الاجتماعي بمعناه الديني.. بمعنى الهوية بالمعاني المختلفة التي تسمعون بها في الإعلام ولكنها حولت إلى أسئلة.. طبعاً في الألعاب الدولية من هذا النوع توضع بنية تسمى ميسراً أو مبعوثاً مع فريق ولكن في الحقيقة نحن نعلم أن الدول المنغمسة بهذا الموضوع على الساحة الدولية لا يمكن أن تترك هذه البنية تعمل بشكل نزيه ومستقل.

وأضاف الرئيس الأسد.. من الناحية السياسية ما يهمنا بالدرجة الأولى الوضع الداخلي.. بالنسبة لهذه الهدنة وقد أنجزت العديد من المصالحات وهذه المصالحات حمت أو أوقفت الكثير من سفك الدماء بالنسبة للمواطن السوري وبالنسبة لقواتنا المسلحة.. أما على المستوى الخارجي فكان لها أيضاً فوائد سياسية.. لسنا في صدد الحديث عنها اليوم.

وقال الرئيس الأسد: أما من الناحية العسكرية فهي سمحت بتركيز الجهود العسكرية باتجاهات محددة وتحقيق إنجازات وكان أول دليل هو تحرير تدمر خلال فترة قصيرة من بدء هذه الهدنة وبعدها القريتين وفي غوطة دمشق مناطق كثيرة تحررت .. طبعا هناك الكثير من المناطق التي تم تحريرها خلال هذه الأشهر التي ربما تجاوزت في سرعة إنجازها أكثر من عام و ربما عامين من القتال بالنسبة لقواتنا المسلحة والقوات الرديفة فلا نستطيع أن ننفي الإيجابيات الكثيرة في هذه الهدنة.. المشكلة في هذه الهدنة هي أنها تمت بتوافق دولي وبموافقتنا طبعا كدولة ولكن لم يكن هناك التزام من قبل الطرف الأمريكي تحديداً بشروط هذه الهدنة وبتطبيقها وغض الأمريكي الطرف عن وكلائه في المنطقة.. السعودي والتركي.

وأضاف الرئيس الأسد.. السعودي أعلن علناً دعمه للإرهاب في أكثر من مرة والتركي الذي يقوم أيضاً علناً بإدخال الإرهابيين عبر حدوده إلى المناطق الشمالية.. وغض الأمريكي الطرف عما يقوم به أردوغان الذي كما قلنا افتضح في الخارج وأصبح منبوذاً في الداخل ومكشوفاً لدى مواطنيه فكان لا بد له من إثارة الشغب والفوضى فقط كي يبقي لنفسه أوراقا فأرسل قواته إلى العراق وابتز الأوروبيين بموضوع اللاجئين وقام بدعم الإرهابيين ودفع الآلاف منهم إلى حلب مؤخراً.. عملياً أردوغان لم يبق له من دور سوى دور البلطجي السياسي أو باللغة الفصحى.. الأزعر السياسي.. لذلك أقول إن تم تطبيق الهدنة أو وقف الأعمال القتالية بشكل جيد ففيها إيجابيات.. المشكلة لا تكمن فيها.. المشكلة تكمن بأن الصراع في سورية جزء كبير منه كما تعلمون هو صراع خارجي دولي وإقليمي.

وتابع الرئيس الأسد.. هم إذاً لم يكتفوا بإرهاب المتفجرات والقذائف بل دعموه بالإرهاب الاقتصادي عبر العقوبات على سورية وعبر الضغط على الليرة السورية بهدف انهيار الاقتصاد وتركيع الشعب ورغم كل القفزات المؤلمة التي حصلت ما زال اقتصادنا يقاوم وأثبتت الإجراءات النقدية مؤخرا إمكانية مواجهة تلك الضغوط والتقليل من أضرارها والقدرة على إعادة الاستقرار لليرة.. وأنا متأكد أن هذا الموضوع سيكون من أولى أولويات عملكم في المجلس.. كما سيكون حتماً الموضوع الأهم للحكومة التي ستشكل الآن بعد هذا المجلس الجديد بحسب الدستور.. بالنسبة لليرة وكما تعلمون هي تخضع لعدة عوامل العامل الخارجي من خلال الحصار النقدي والحصار الجغرافي بالنسبة للتصدير.. وتخضع للوضع الداخلي من خلال تأثيرات الإرهاب عليها سواء ضرب البنية التحتية أو قطع الطرق بين المدن أو ضرب المنشآت الاقتصادية أو إخافة رؤوس الأموال.. تخضع للإجراءات الحكومية من جانب وتخضع لرد فعل الناس.. طبعاً رد فعل الناس هو نتيجة وليس سبباً ولكن يكون من خلال الهجمة على شراء الدولار أو أي عملة أخرى بدل الليرة السورية وبالتالي ما يوفره من شراء الدولار يخسره من خلال ارتفاع الأسعار.

وأضاف الرئيس الأسد.. كما قلنا أثبتت الإجراءات الأخيرة قدرة الدولة على التعامل مع هذا الموضوع ولكن التعامل مع الليرة هو تعامل قصير الأمد.. التعامل الطويل الأمد هو من خلال الاقتصاد الذي تأثر بشكل أو بآخر ولكن في بدايات الأزمة هناك من أوقف المشاريع الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة على اعتبار أن هذه الأزمة ستستمر بضعة أشهر.. وبعد بضعة أشهر تعود الأمور إلى طبيعتها.. لم يحصل هذا الشيء.. قسم من السوريين الذين يعملون في مجال الاستثمار على اختلاف مستوياتهم تابعوا إنجاز مشاريعهم.. وبالمحصلة الحياة يجب أن تستمر بكل الظروف.. ولكن جزءاً كبيراً منهم أجل هذا الشيء.

وقال الرئيس الأسد.. اندحار الإرهاب لا بد أن يتحقق طالما هناك أيضاً دول كإيران وروسيا والصين تدعم الشعب السوري وتقف مع الحق وتنصر المظلوم في وجه الظالم فشكراً لهم ولثبات مواقفهم المستمر معنا.. فهي دول تحترم مبادئها وتسعى دائماً لدعم حقوق الشعوب في اختيار مصيرها.. وأتمنى هنا أن لا نهتم على الإطلاق لكل ما يطرح في الإعلام حول خلافات وصراعات وانقسامات فالأمور أكثر ثباتاً من قبل والرؤية أكثر وضوحاً بكثير.. لا تهتموا فالأمور جيدة في هذا المسار.

 

Facebook
Twitter