اعلان حالة الطوارئ في بغداد بعد اقتحام البرلمان والصدر يلمح الى الاطاحة بالحكومة
واجهت الرئاسات الثلاث والكتل السياسية موجة الاحتجاجات التي قادت الى اقتحام المنطقة الخضراء ببيان هزيك كشف عن امعانها في قيادة العراق نحو حريق عظيم ودمار شامل.
فبدل ان تبحث في اسباب الغضب الشعبي وادانة الفاسدين وسراق المال العام والعابثين بامن المواطن ادانت المتظاهرين وطالب بمحاكمتهم.
وقال بيان صادر عن اجتماع الرئاسات الثلاث وزعماء الكتل ان الاجتماع اكد على ادانة اقتحام مجلس النواب والاعتداء على عدد من أعضاء المجلس، وان حصل هو تجاوز خطير على هيبة الدولة، وخرق فاضح للاطار الدستوري يستدعي مقاضاة المعتدين امام العدالة، والتأكيد على دعم القوات الأمنية وحثها على القيام بمسؤوليتها في حفظ الأمن العام للمواطنين وحماية المؤسسات من أي تجاوز عليها من اية جهة كانت، واعتماد القانون والسياقات الدستورية في فرض سيادة القانون وهيبة الدولة.
وكانت قد اعلنت في بغداد حالة الطوارئ واغلقت القوات الامنية جميع المداخل اليها ونانتشرت بكثافة على طريق مطار بغداد الدولي بعد اقتحام الوف المتظاهرين المنطقة الخضراء الحكومية ومجلس النواب العراقي.
وقال العميد سعد معن الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد ان ” قيادة عمليات بغداد اعلنت حالة الطوارئ في العاصمة واغلقت مداخل بغداد بالكامل ومنعت الدخول والخروج من الى العاصمة من الساعة الخامسة من مساء هذا اليوم تحسبا لهجمات ارهابية على خلفية اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء الحكومية ومجلس النواب العراقي”.
واضاف معن ان ” القوات الامنية اغلقت كل الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء وانتشرت على طول طريق مطار بغداد الدوليخشية تطور الاحداث بعد اقتحام المتظاهرين للمنطقة”.
وكان السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري قد اعلن الاعتكاف لمدة شهرين وايقاف اي عمل سياسي لتياره.
وقال في كلمة تلفازية وجهها لانصاره الذين اقتحموا المنطقة الخضراء ومجلس النواب العراقي”سالجأ الى الاعتكاف في هذين الشهرين اعلانا عن الرفض الكامل لاي نوع من انواع المحاصصة ورفضا لعودة الفساد والمفسدين واستنكارا للتقصير الذي صدر من بعض الطبقات الشعبية”.
وقرر الصدر “ايقاف كل عمل سياسي في مفاصل التيار الصدري، الا ما كان لتاسيس تيار عابر للمحاصصة فقط لا غير، على ان لا يكون بواجهة تيارية فقط”، وان “اي وزير لا يمثلني وانا قلتها مرارا انه يمثل العراق ولم ارشح واحدا وسوف لن اشترك باي حكومة سابقة او لاحقة”.
وتابع ان “اي وزير في الحكومة العراقية سواء من التكنوقراط او غيره هو ليس مرشحنا ولا يمثل الا حكومته”، مضيفا “اجد ان هناك كتلا سياسية متعاطفة مع الاصلاح الحقيقي ولعل على راسها كتلة الاحرار، لذا اجد من الضروري ان يقاطعوا الجلسات التي يكون فيها اي نوع من المحاصصة”.
وطالب الصدر “المجاهدين الابطال البقاء في سوح الجهاد فذلك واجب وطني شرعي
واتهم الصدر جهات سياسية “بمحاولة ذبح الارادة الشعبية المراقبة في اصلاح مافسد ومحاسبة المفسدين الذين تلاعبوا بقوتهم ولقمة عيشهم، فهم يريدون ان يطفئوا نور الاصلاح بافواههم والشعب يأبى الا ان يتم نوره ولو كره المتحزبون فأن الشعب هم الغالبون”.
ولفت الى انه “منذ ان بدأ نور الاصلاح وبصيصه بالتوقد جمعوا امرهم ذات ليلة بينهم وكل حزب بما لديهم فرحون، ذلك الحزب الذي يريد فرض هيمنته وسطوته من خلال المحاصصة الحزبية والسياسية ليكملوا نهبهم وسرقاتهم كما عهدهم الشعب، منذ ان اخذوا بزمام الامور اجمعوا امرهم ان ينصبوا وزراءهم ومرشحيهم المتحزبين بعنوان التكنوقراط السياسية”.
كما اتهم الصدر “ما اسماهم بعض حيتان الفساد من الوزراء بالبقاء في مناصبهم بعنوان تاريخهم الجهادي، واي جهاد يسوغ سرقة الشعب والتلاعب بمقدراته اليوم وفي جلستهم البرلمانية، هذه ان وجدت قد اجمعوا على واد الحركة الاصلاحية الحقيقة التي لا تريد انتقاما من احد ولا تريد كرسيا لاحد ولا تريد مساسا باحد تلك الحركة الشعبية المليونية التي تعاطف معها كل الشعب الا الذين يريدون علوا في الارض واستكبارا”.
واضاف “ومن هنا يعلم الجميع انني لم ولن ارضى بهذه المحاصصة المقيتة كاي فرد من افراد الشعب الذين اخذوا على عاتقهم استرجاع الحقوق المسلوبة فاني في خانة الشعب ولن اجالس اي سيساسي مهما كانت مطاليبه دون الاصلاح الجذري الحقيقي ومن هنا يعلم الجميع اني ومن معي سوف لن نشترك في اي عملية سياسية فيها اي نوع من انواع المحاصصة السياسية الحزبية ولو بعنوان التكنوقراط فارادة الشعب اعلى واهم”.
وشدد الصدر “سوف لن اسمح لهم بذلك اذا الشعب اعانني على ذلك”.
وتابع الصدر “ليعلم الجميع ان ثورتنا سلمية الى النهاية وهذا ما زاد الخوف في قلوب عشاق المحاصصة مع شديد الاسف، لكني لا اريد تحميل الشعب ما لاطاقة له به فكفاه دماء وقتلا وتشريدا وعودة الى نقطة الصفر التي قد تكون نقطة اللاعودة”.
واوضح ان “الشعب اذا اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر وسيغير الله مابقوم ارادوا التغيير الحقيقي وفي كل ذلك الشعب هو المعني الوحيد لا غيره باختيار مصيره، فاما بقاء الفاسدين والمحاصصة واما اسقاط الحكومة برمتها ولا يستثنى من ذلك احد، لكي لا تكون هناك فتنة واتفاقات خارج ارداة الشعب او ارادة المراجع والعلماء والحكماء وذوي الراي”.
وتابع انا “اليوم اقف في خانة الشعب ايضا لا غير واقاطع كل السياسيين الا من اراد الاصلاح الحقيقي بكل شفافية وصدق اقف منتظرا الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى لتوقف زحف الفاسدين عسى الله ان يجعل من امرهم فرجا ومخرجا اذا اراد الشعب ذلك التوفيق”.