/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}
الجامعات العراقية تتفرج على الكوارث البيئية ولا تقدم اي شيء لمعالجتها
المواطنون: افعى سيد دخيل مثل الوزراء والسياسيين اتت لتأخذ عضة من العراق وتهرب
افعى سيد دخيل تبيض 5 بيضات وفي كل بيضة 60 افعى صغيرة تخرج باعداد هائلة متجهة الى المناطق والبيوت
انباء عن مخطط كويتي لتهريب أفعى كوبرا إلى محافظات ذي قار والبصرة والمثنى
النواب يتهافتون بتصريحات كاذبة تنكر وجود الافعى بينما جنازات الملدوغين تتجه الى النجف
الإكثار من الصقور والقنافذ والقطط في مناطق انتشار الافعى افضل حل طبيعي لمكافحتها
مواطن يقترح اطلاق مئة صقر قيمتها مليون دينار فقط لاصطياد الافاعي القاتلة
أ.د. عبد الكاظم العبودي
جامعة وهران
حضرت تصريحات مسؤولي البيئة المحلية وغابت وزارات الصحة والزراعة والاهوار وخبراء وزارة التعليم العالي ومخبر الاحياء المركزي بجامعة بغداد الذي اكتفى بوضع الافعى ضمن مقتنياته الثمينة ووضعها على رفوفه الاكاديمية واوصى بنشر ملصقات في قرى ناحية سيد دخيل متمنيا لهم الشفاء والوقاية من شرور سموم الافاعي. ذلك هو المشهد الدرامي لناحية سيد دخيل ظل متوقفا عن اجراء الحراك العلمي المطلوب من جامعات القطر وليست جامعة ذي قار الفتية التي لا تملك شروى نقير في عالم السموم والامصال. صار المشهد مجرد اجتماعات وتوصيات على الورق حين اختلف الفقهاء في السياسة والقانون والادارة في تسمية حالة ناحية سيد دخيل: هل هي ناحية منكوبة أو في حالة كارثية، او انها في حالة طوارئ مؤقتة مجردة. اكتفى الآخرون بالتفرج على نقل الجثامين الى مقابر النجف لدفنها لمن استطاع اليها سبيلا.
لم يخف المواطنون مأساتهم منذ عقود سواء مع الافعى او غيرها من كوارث العراق المنكوب وقد أوجزها حسنة الابراهيمي، نيابة عن العشرات المنتظرين للتصريح امام كامرة قناة البغدادية مساء 21/ 9/ 2011 في برنامج “قضية رأي عام” : ( بأن الأفعى هي الارهاب بغياب الكهرباء .. وان الافاعي نعرفها هنا منذ الثمانينيات .. ولم تقدم مصالح البيئة او الصحة لنا شيئا .. وان الوصول الى مستشفى الناصرية ودخوله لا يتم الا برشوة علنية وعلى رؤوس الاشهاد من الباب الى الردهة والسرير .. وبعدها يُطلب من اهل الضحية نقلها الى مستشفى البصرة بحجة عدم توفر الامصال .. خيار البقاء في الناصرية عذاب او الانتقال الى البصرة يأس ويعني الموت المحقق للضحية ) .ويحتج مواطن آخر: ( إن اجبارنا على التنقل مع الضحية المشرفة على الموت الى البصرة وسيلة ليتخلص فيها مسؤولو صحة ذي قار من تسجيل عدد الوفيات في مستشفاهم ) .
ومن دون تردد صرخ أحد المواطنين أمام كامرة البغدادية: ( حتى في زمن النظام السابق كانت تتوفر الامصال .. اين الحكومة التي استقبلناها في وقت الحملات الانتخابية ) واضاف حسين شيال: (انا اعيش هنا منذ 40 سنة والفت رؤية كثير من انواع الافاعي من الكوبرا الى ام رأسين ومنها باطوال تزيد على المتر، ولكن لم اعتد ان ارى الافاعي تدخل بين النائمين وتلدغ ابني وتقتله ) .
يحذّر مدير بيئة ذي قار المهندس راجي نعيمة، من خطورة زحف أعداد من هذه الافاعي باتجاه مركز مدينة الناصرية، موضحا ان الظروف مهيأة تماما لذلك بسبب اتساع مساحات التصحر وارتفاع درجات الحرارة. لكن المواطنين بخبرتهم الحياتية وحسهم الفطري يضيفون أسبابا أخرى، اضافة الى الجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة، هي الصيد الجائر للطيور والسموم التي انتشرت في البيئة التي قضت على الكثير من الحيوانات والطيور القادرة على القضاء على هذه الافاعي كالقنافذ والجرذان والصقور والاهمال الرسمي الذي تجاهل الكارثة قبل استفحالها، ويذهب البعض الى التشكيك في ظهور عدد من الانواع من الافاعي والحيوانات لاعهد للسكان بها قبل الغزو كفصائل من الكلاب الشرسة. ان تعليق الاخطار على مشجب تجفيف الاهوار لا يمكن ان يفسر الظاهرة بشكل ناجع وعلمي دقيق.
تطرح ارقام متفاوتة بالتقديرات المتباعدة عن وضع الحالة الكارثية، وتداول الظاهرة يتم من دون احصاء أومرجع رسمي يمكن الاعتمادعليه، وبات توزيع أعداد وفيات الضحايا في مستشفى الناصرية منها، أو في مستشفيات البصرة أو السماوة او الموت في بيوت المنكوبين في قرى ناحية سيد دخيل سياسة عامة وممنهجة؛ تسعى الى تبعثر الرقم الحقيقي للضحايا ونثره ما بين المؤسسات.وما بين التصريحات الصحفية المضللة، وصمت الجهات الرسمية المسؤولة تكمن المتاهة، لكن الحقيقة المؤكدة تبقى هي ان عدد الضحايا الذين فارقوا الحياة بات يتصاعد يوميا، ويميز ما بين الحالات المتداولة والمسجلة ما قبل وما بعد عام 2003 جرّاء تغير نوع الافعى وبيئتها وسلوكها العدواني ولجوئها الى البيوت، وتعرض المواطنين من مختلف الاعمار الى عضاتها في اغلب القرى التابعة لناحية سيد دخيل، خاصة بغياب الاسعافات الاولية وتجاهل مستشفى الناصرية وصحة محافظة ذي قار لحجم الاخطار المتفاقمة والنتظرة حتى وصلت بيوض ورؤوس الافاعى وصغارها الى باب المحافظة عبر نقل الاتربة المنقولة الى مركز المحافظة. وتتعرض جميع القرى من أصل 17 قرية تابعة للناحية لمخاطر هذه الافعى ، واغلب الضحايا من قرى أم الدهن وآل حسن والفرهة والكبص والحمران وغيرها بلا أمل بالشفاء عند تعرضهم للاخطار.
بشأن معالجة هذه المشكلة، يقول معاون مدير دائرة صحة ذي قار الدكتور عدنان المشرفاوي: (قمنا وبمساعدة المجلس البلدي في ناحية سيد دخيل وبالتعاون مع فريق من كلية العلوم، بأخذ عينات من أفعى سيد دخيل وارسالها الى معهد التاريخ الطبيعي لغرض ايجاد مصل يعمل بشكل سريع لمعالجة المصابين ) . والمعلوم ايضا هنا هو وصول الافعى حية وميتة الى ارشيف معهد التاريخ الطبيعي ببغداد ولم يصل ترياقها الى سيد دخيل بعد.
تؤكد مديرية صحة المحافظة إمتلاكها مصل ( بولي فولنيث ) القادر على علاج الحالات خلال ست ساعات من تعرض الشخص للدغة؛ بيد أنه كما توضح المديرية : أن تأخر وصول المصابين خلال تلك المدة يحول دون التمكن من علاجهم. وما بين وجود وتوفر الأمصال بات الجدل محتدما بمصداقية تلك الادعاءات وصحتها لتناقض التصريحات التي قرأناها عن الموضوع ما بين وجود مصل او عدم وجوده او انتهاء مفعوله او انه مصل لافاع اخرى. وهكذا اختلط الحابل بالنابل. أهو جهل ام عمى البيروقراطية في زمن الديمقراطية في العراق. أشار المسؤول الصحي: ( الى ان هناك اجتماعات مشتركة للدوائر ذات العلاقة انعقدت في مجلس محافظة ذي قار للبحث في ايجاد حلول لهذه الظاهرة ) . ولم نسمع سوى بتصاعد أعداد الوفيات وكثرة الشماتة بالادارة من خلال السخرية السوداء.
كتب جواد كاظم خلف، احد زوار المواقع الالكترونية بتاريخ : الأربعاء 07-09-2011 ، واحدة من المعالجات المقترحة على المسؤولين الذين غابت عنهم الفطنة منذ سنين: ( عليكم بإكثار الصقور والقنافذ والقطط، وهذا أفضل حل طبيعي، لا كيمياويات ولا هم يحزنون لأنها تؤثر على صحة الناس والغطاء النباتي ) . وعلق نفس الزائر على كلفة تنفيذ مشروع مكافحة بيولوجية كهذا : ( .. الموضوع فيه مبالغة أيضاً، وخاصة في المناطق الريفية .. فشراء مائة صقر صغير السن من أوربا لايكلف أكثر من عشرة آلاف دينار (مليون دينار كلفة كليةللمئة صقر) ، ويتم تطبيعها لأسابيع في بيئة جنوب العراق قبل إطلاقها، وهي التي سوف تتعامل مع الأفاعي بشرط عدم أصطياد الصقور! ) . وعلّق آخر بخبث وذكاء مقصود: ( .. لابد من وزارة جديدة لاستيراد وتربية وتغذية الصقور .. ويجب ان توضع لها ميزانية خاصة لا تصل الى جيوب مدراء الفساد الاداري والمالي في الوزارات والمحافظات وحتى منظمات المجتمع المدني .. اما القنافذ المقترحة لإصطياد أفعى سيد دخيل فهناك خشية من تطور الافعى أساليبها الهجومية وتعلمهاإستراتيجيات جديدة للهجوم لاصطياد وابتلاع القنافذ والقطط وحتى الصقور قبل ان تهاجمها وتخّلص سكان سيد دخيل من شروره ) . تعليق آخر لا يقل طرافة،إشارة الى العلامة التي تُمّيز رأس افعى سيد دخيل هي طبعة الصليب على رأسها المثلث بقول أحدهم: ( انها حرب صليبية تكمل حروب بوش العسكرية والبيئية في العراق التي تمت تحت رايات صليبية رفعها المحافظون الجدد ) .
دعا النائب البرلماني محمد كاظم الهنداوي حكومة المنطقة الخضراء الى التدخل السريع لانقاذ اهالي ناحية سيد دخيل في محافظة ذي قار من الخطر الذي تشكله ظاهرة انتشار الافاعي السامة والمعروفة بأفعى سيد دخيل. واشار الهنداوي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان قبل أيام: ( ان الافاعي التي انتشرت نتيجة الجفاف الذي اصاب الاهوار تسببت بمقتل 36 شخصا حتى الان ) . وبتصريحه هذا يكذب تصريح زميله السابق جواد البزوني الذي اختزل الرقم المتداول بين السكان من 50 ضحية الى تسجيل ضحية واحدة فقط خلال هذا العام. طالب النائب محمد كاظم الهنداوي الجهات المختصة ( باعتبار ناحية سيد دخيل منطقة منكوبة، وبناء مركز صحي يوفر اللقاحات والأمصال لإنقاذ المصابين بسموم تلك الافاعي ) ؛ في حين كان البزوني يعتبرها مجرد اشاعات يمكن دحضها بالتجاهل التام لها. وهناك كل العذر للسيد النائب البزوني، كونه ينام تحت سقف مكيف وجهاز تبريد أمريكي تخشى افاعي سيد دخيل من الوصول اليه، وهو تحت حماية شركات الحماية الخاصة،وفي الوقت الذي نقلت الى قاعة البرلمان برقيات الوكالات ومنها موقع الرأي نيوز ونصه: ( يعيش أهالي ناحية “سيد دخيل” التابعة لمحافظة ذي قار جنوبي العرق ذعراً حقيقياً بعد أن تسبب الجفاف الحاد وقلة الأمطار والمياه الى ظهور أفعى تعد واحدة من أخطر أربعة أنواع من الأفاعي السامة في تلك الناحية والتي أطلق عليها “حية سيد دخيل” على إسم المنطقة الريفية التي ظهرت فيه .. وفي الوقت الذي كانت فيه حصيلتها خلال أيام العيد الثلاثة الماضية مقتل أربعة مواطنين ورقود اثنين آخرين في المستشفى لتلقي العلاج فإن مجموع من لدغتهم هذه الأفعى وفارقوا الحياة خلال السنتين الماضيتين بلغ 35 مواطنا ) .، رقم آخر يحتاج الى الدحض او التبني بشجاعة والاعتراف بالتقصير. يا نواب المحاصصات الطائفية.
والكارثة في قيمة الإعتراف المطلوب ان الكتل النيابية المتصارعة في البرلمان العراقي حول محاصصاتها في ميناء مبارك الكويتي،وما بين القبول به أو المساومات المالية والرشى حوله،أو التزام جانب الاستنكار ضد انجازه تتسرب برقية هامة من وكالات الانباء، لا تستبعد جزءاً من الحقيقة المطلوب تدقيقها في قراءة الخبر التالي: ( صرّح مصدر مُطّلِع فـي ذي قار يكشف عن تهريب أفعى الكوبرا من الكويت .. نُشر بتاريخ : الخميس 22-09-2011 08:16 صباحا ) على مواقع الانترنيت، فقد كتب السيد حسين العامل من الناصرية: ( .. في تصريحات وصفها المراقبون بانها جاءت لتبرير العجز الحكومي في مواجهة حية سيد دخيل كشف مصدر مطلع في محافظة ذي قار عن مخطط لتهريب أفعى كوبرا من دولة الكويت إلى محافظات ذي قار والبصرة والمثنى، وذلك في تصريح صحفي لشبكة اخبار الناصرية القريبة من مركز القرار الحكومي في ذي قار.
وجاء في الخبر الذي نشر الثلاثاء الماضي على الموقع الالكتروني لشبكة اخبار الناصرية واثار موجة من التعليقات الساخرة والمستهجنة للتلكؤ الحكومي في مجال تامين الخدمات ومكافحة الفساد : ( كشفت مصادر مطلعة في ذي قار عن معلومات تفيد بتهريب أفعى كوبرا من دولة الكويت إلى محافظات ذي قار والبصرة والمثنى. ) . واشار الموقع إلى: ( إن المصدر الذي رفض الكشف عن إسمه أكد إن هناك معلومات أمنية تفيد بمحاولات لتهريب أفعى الكوبرا من الكويت إلى محافظات العراق الجنوبية عن طريق أشخاص في هذه المحافظات ) . وأضاف المصدر: ( إن الأجهزة الأمنية المعنية بهذا الأمر، ومنها شرطة كمارك تعمل على منع أية محاولة للتهريب وهناك إجراءات احترازية لإحباط مثل هذه المحاولات ) . ووصف عدد من المتابعين للخبر بان التصريح لا يعدو كونه محاولة للتغطية على عجز الحكومة المحلية في مواجهة “حية سيد دخيل” التي اخذت تزحف الى القرى المجاورة ودور المواطنين بفعل التصحر وغياب برامج مكافحة الآفات الزراعية.
وفيما سخر قراء آخرون، وضمن تعليقاتهم على الخبر في موقع شبكة اخبار الناصرية من ضعف الأداء الحكومي في مجال مكافحة الفساد وتامين الخدمات، قال السيد عدنان الركابي بلهجة عراقية مُرّة : ( هسه كوبرا شتسوي بالناصريه ( .. ) وبعدين حتى اذا تجي للناصريه، تشرد من الحر. لا وفوكاها الكهرباء 5 بـ 1 ، والسنه الجايه يكولون ماكوا للتالي ؟ ونهر دجلة والفرات هم راح تسده تركيا، والحصه التموينيه ماكو، يعني تموت الحية من الجوع وترجع لأهلها أحسن ) . وأضاف الكاتب في تعليقه الساخر: ( يجوز تاخذله جم عظة كبيرة من كعكة العراق وتشرد لبريطانيا الأمريكا، بس تخمط وتطلع حالها حال بقية الأحزاب والوزراء والسياسيين، واذا تبقى تموت من الحر ) . فيما ربط محمد الجابري في تعليقه الساخر بين الإرهاب ومخاطر سم الأفاعي قائلا : ( والله الافعى أرحم من الارهابيين اللي جاي تجندهم دول الجوار وترسلهم الى العراق ليقتلوا الابرياء .. وليش هذا الخوف من الافاعي والترويج لهذه الاخبار اللي ما منها مصلحة الا إثارة الرعب والخوف لدى الناس ) . بينما ختم خلف المدرس تعليقه وهو يسخر من تردي الاوضاع في مدينته بالقول: ( والله هي القضية بالناصرية عايزة بس الكوبرا وتكمل السبحة ) .
يقول المثل من اين نستمع والكل في المندبة وصراخها يسد الأذان. لندع قضية تجفيف الاهوار وتوابعها البيئية مؤقتا ونستمع الى احدى الصرخات. قال محسن الياسري لـموقع أصوات العراق: ( ( ان ظهور الافاعي يعد شيئا ثانويا لمصيبة حلت على ناحية سيد دخيل، التي كانت منطقة زراعية مزدهرة، ولكن جفاف نهر آل ابراهيم بسبب تجاوز المناطق التي تقع شمالنا دون رادع أدى الى جفاف النهر ) ، مضيفا : ( وصرنا نأتي بالمياه لنا ولحيواناتنا عن طريق شرائها من المناطق الحضرية وهو امر غريب لايقبله مخلص رغم ان وزارة الموارد المائية تسعى الى ايجاد حل عبر تبطين نهر آل ابراهيم لتقليل الهدر منه الا انها لم تنتبه الى ان معظم السكان بداوا بالهجرة الى النجف وكربلاء للعمل كفلاحين هنالك كما ان الثروة الحيوانية هلكت بالمنطقة وحتى الارض لن تعود بعد سنوات الجفاف الى حالتها الاولى لان المشروع يستغرق عدة سنين ) . والمفارقة ان محللا سياسيا اعتبر ان اثارة قضية الافعى هي للتغطية على مشكلة اكبر تعجز الحكومة المحلية عن حلها.وبهذا الصدد قال صلاح غني الحصيني لـموقع “أصوات العراق” : ( ان مشكلة افعى سيد دخيل تم تضخيمها اعلاميا للتغطية على العجز الحكومي بمعالجة كارثة الجفاف التي تمر بها المنطقة، وأدت لهجرة سكانها منها، بسبب عدم وجود مياه للشرب وليس للزراعة فقط، دون ان تبذل الحكومة أي جهد لانقاذهم ) . وفي مثل هذا القول يكمن جزء من الحقيقة.
وعندما يقول السيد محسن الياسري: ( ان هنالك خشية لدى الاهالي من الافاعي التي لايوجد مصل لها رغم اننا قبل عام 2003 كنا نجد لها علاجا بالمستشفيات. ) فإن الغريب ايضا هنا ان وفداً من وزارة الصحة العراقية سبق أن زار ناحية سيد دخيل وتوقع: ( ان خزن المصل ادى الى فقدانه الفعالية المطلوبة ) . ومع هذا فلا زال البعض يحقن الضحايا به عند توفره .وقال ثائر سليم سلمان مدير شعبة التحصين بوزارة الصحه لـموقع أصوات العراق: ( أن المصول المضاده لسم الأفاعي من نوع ” اكيس” متوفر في المستشفى، والمصل الجديد المزود لصحة ذي قار اسمه ” فافريت “، فرنسي المنشأ، ويعمل بشكل جيد، ونحن نأخذ باحتمالية ان تكون هناك عائلة جديدة من الأفاعي لا يعمل عليها هذا المصل؛ فضلا عن احتمالية وجود خطا في طريقة خزن المصل، لذلك سحبنا عينات منه لإجراء الفحص عليها في بغداد ) . وأضاف: ( ان مشكلة الافعى، لو حدثت باي بلد لوجدت ان حلها بسيط لايستحق حتى الاشارة له؛ لكننا للأسف نفتقد أي مختبرات او باحثين حقيقيين، رغم ان المحافظة تضم جامعة، الا انها فاقدة لأي نشاط علمي أو بحثي يخدم المجتمع. والعاملين فيها مجرد موظفين ينتظرون انتهاء الشهر لإستلام رواتبهم دون تقديم خدمة نافعة، فهي[الجامعة] اصبحت عالة على المحافظة بدل ان تكون سببا لتطورها، والدليل ان المسؤولين بالمحافظة لم يستطيعوا تسمية الأفعى التي يتحدثون عن اوصافها التي تنطبق على اكثر من نوع، ولايمكن ايجاد مصل للشفاء بهذه الطريقة ) . والاوصاف التي ذكرها السكان للمحللين للافعى تنطبق على نوعين من الافاعي: هما أفعى الطفى المنشارية ( Echiscarinatus ) ، وهي من الأفاعى السامة التي تمتاز ببوز قصير ومستدير ورأسها المثلث مغطى بحراشف صغيرة، وعليه شكل يشبه السهم، ويميز الرأس. قد يصل طول الأفعى البالغة الى 720 مم .وتكثر هذه الافعى في البيئات الرملية المغطاة ببعض الأعشاب والحشائش غسقية المعيشة، وتتغذى على الفئران والطيور والسحالي والضفادع والعقارب والديدان.و قد تسبح في الماء وتتحرك أحيانا بحركة جانبية كالأفعى المقرنة؛ الا أنها قد تتحرك بطريقة ثعبانية مثل باقي الثعابين الأخرى. وتعد من أخطر الأفاعى فسمها فعال وقد يتناثر رذاذاً، أذا بقيت هذه الأفعى مدة طويلة دون أن تفرغه في فريسة وهي سريعة الحركة واذا ما هوجمت فانها تعض أكثر من مرة وبسرعة متناهية وتعتبر من أشد أعداء الانسان، ولها ضحايا كثيرون في بقاع العالم، وسمها يهاجم الجهاز الدموي بالجسم وتبلغ كمية السم القاتلة للانسان نحو ( 3 ـ 5 ) ملي غرامات.
والافعى الاخرى هي حية السجاد الشرقي ( Echiscoloratus ) : وهي أفعى سامة جداً صغيرة الحجم لها نابان إبريان متحركان يستقران في سقف الفلك العلوي، الرأس صغير ومميز عن العنق وعلى التاج شبه الصليب، وهو يُمّيز افراد هذا الجنس من الأفاعي، اللون بيئي محمر، يشبه لون البيئة الصخرية التي تعيش بها هذه الأفعى. الجسم غليظ، وعليه بقع فاتحة اللون تشبه الأشكال الهندسية للسجاد الشرقي؛ ولهذا فأنها تسمى أحيانا بأفعى السجاد الشرقي. الذيل صغير، وهو في الذكور أطول منه في الأناث. وقد يصل طول الأفعى 75 سم، تنتشر في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وسومطرة وشرق مصر. وتستوطن هذه الأفعى البيئات الصحراوية، غسقية المعيشة وتتغذى على الفئران والسحالي والعقارب. تعتبر من أخطر الأفاعي .. فلها طبائع الأفعى السابقة نفسها، وقد تقذف رذاذ السم إذا ما حوصرت. وتبلغ كمية السم للأنسان ( 3-5 ) ملي غرامات.
ومنذ تفاقم النكبة وفي غياب المؤسسة العلمية المسؤولة صار الموضوع ساحة نزال للتصريحات والنقل بين الاوساط الشعبية وحتى الحكومية التي بات يقلقها ارسال جثامين الضحايا الى النجف الاشرف وتصاعد حمى الخوف من زحف افعى سيد دخيل القاتلة باتجاه القرى ودور المواطنين بعد تعرض الأراضي الزراعية للتصحر والجفاف وصولا الى مركز المحافظة .
هل صار قدر العراقيين والعرب أسود ومدلهما الى تلك الدرجة فمنذ ايلول الاسود 1970 والتراجع مستمر ليمر عبر بوابة 11 سبتمبر 2001 ويمهد لاحتلال العراق، ثم تستفحل قضية افعى سيد دخيل في الذكرى العاشرة لذكرى 11 سبتمبر وتحول اعياد الفقراء في الناحية الى جحيم جديد بوصول هذه الافعى الى تخوم المدن السومرية مدينة مدينة بعد ان شوهد اسلافها على مسافة خارج حدود مدينة سيد دخيل – 17 كم جنوب الناصرية وها هي انسالها القاتلة تنتقل بصلبانها في جنبات ومدن العراق الجنوبية .هذه الأفعى تعتبر احد أربعة أنواع الأخطر في العالم والتي تفتك بأرواح البشر ، حيث ساعدت ظروف قلة الزراعة وشحة المياه وظاهرة التصحر، وتدهور الاحوال البيئية في ارض السواد على انتشارها .
يشار إلى إن الاهالي يؤكدون ان أفعى سيد دخيل تتصف بسيرها الأفقي دون الالتواء ويكون طولها من 20 الى 30 سم ، وهي نوعان الأول من نوع الكوبرا وهي قاتلة اما النوع الثاني فهي ” ام الصليب ” ، كما إنها تبيض من 4 إلى 5 بيضات وفي كل بيضة 60 افعى صغيرة تخرج باعداد هائلة متجهة الى المناطق والبيوت .
في ناحية سيد دخيل بمحافظة ذي قار – و خلال عطلة العيد، دخل المستشفى عدد من الفلاحين – اثر تعرضهم الى لدغات الافعى فيما حذرت مديرية بيئة ذي قار من زحف الأفعى إلى مراكز المدن ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشارها.
مدير ناحية سيد دخيل- قوله: أن امرأتين ورجلين من قريتي آل حسن والحصونة التابعتين للناحية لقوا حتفهم اثر تعرضهم إلى لدغات أفعى سيد دخيل.
واضاف أن امرأتين اخريين من قرية الحصونة تعرضتا إلى لدغة الأفعى وتم نقلهما إلى مستشفى الحسين العام وسط المدينة لتلقي العلاج، مؤكدا أن هذه الأفعى فتكت بالعديد من أبناء الناحية دون- إيجاد حلول مناسبة- او الأمصال لعلاجها، لافتا الى ان المسؤولين في الناحية خاطبوا الجهات المعنية في الحكومتين المحلية والاتحادية بهذا الغرض لكن دون جدوى.
من جهته، حذر مدير بيئة ذي قار – من زحف أفعى سيد دخيل الى مراكز المدن، مشيرا الى ان الظروف مهيأة تماما لوصولها- بسبب التصحر- الذي تشهده المحافظة، مشددا أن على المسؤولين التحرك لإيجاد حلول مناسبة وإنقاذ أرواح الناس من سموم هذه الأفعى القاتلة وإيجاد أمصال لها وبناء مركز خاص بالسموم في الناحية.
يذكر ان افعى سيد دخيل هي من الافاعي السامة من صنف ( ecchis-carrinatus ) ولا يتجاوز طولها المتر وسمكها بضعة سنتمترات، وتظهر غالبا في مواسم الحصاد، وقد تسببت عضاتها بوفاة 50 شخصا في ناحية سيد دخيل – وتنتشر هذه الأفعى في نواحي سيد دخيل والغراف والإصلاح.
مدير بيئة محافظة ذي قار قال -وصول افعى سيد دخيل الى مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار عن طريق الشاحنات المحملة بالتراب.
ان ” الأفعى السامة الملقبة بأم الصليب والمعروفة بـ[سيد دخيل ] لدى الاوساط الشعبية قد وصلت الى مركز مدينة الناصرية وذلك عن طريق الشاحنات التي تحمل التراب والقادمة من أطراف محافظة ذي قار“.
واضاف انه ” تم اكتشاف بيوض تعود للأفعى المذكورة في بعض الشاحنات المحملة للتراب الذي يستخدم لاغراض البناء او ماشابه ” مشيرا الى ان ” المديرية قامت بابلاغ ومخاطبة الجهات الامنية بمنع دخول مثل هذه الشاحنات ومرورها عبر السيطرات الرابطة بين مدينة الناصرية والقرى والضواحي القريبة منها وقد استجابت الاجهزة الامنية لهذا النداء “.
يذكر أن أفعى سيد دخيل تعد من اخطر أنواع الأفاعي في العالم من حيث السمية كما صنفها أطباء ايطاليون عند زيارتهم للناحية 2008.
ويعزو باحثون ظهور بعض انواع الافاعي وبعض الحيوانات الخطيرة في محافظات العراق الى التغيير البيئي الحاصل في المنطقة بما فيها- شح المياه -وعمليات التصحر، والعلاج المقدم – للمرضى غير مجدى- ، ويؤدى الى الوفاة.
لم يمر فى تاريخ العراق الحديث اهمال وعدم احترام حقوق ومصالح الشعب كما هو الان والدول والحكومات المحترمة والمتحضرة تشكل غرف عمليات وتعالج المشكلة من قبل وزارة الزراعة وكليات الطب البيطرى والصيدلة وهى منتشرة فى العراق والحكومة المحلية اكتفت بعقد اجتماعات ومناقشة الترتيبات ومناشدة السلطات فى بغداد وظلت ناحية سيد دخيل تعانى من الرعب والدمار والخوف. مشهد الموت العراقي بات يهز الوجدان في وقت لم تصح بعد تلك الديناصورات الامريكية التي جاءت لتحكم المنطقة الخضراء كروبوتات امريكية معتمدة للتنفيذ. منذ فترة كنت في زيارة الى المانيا وفي احدى ضواحي برلين شاهدت مشهدا خشيت على نفسي من حجم التجهيزات البشرية والآلية التي اقتحمت العمارة التي سكنتها لعدة ايام بضيافة صديق عراقي وزوجته اليمنية. هالتني حالة الانذار وحجم الحصار المطبق على البناية. ظننت انها قوات مكافحة الارهاب طالما يسكن هذه العمارة عرب ومسلمون الا ان صديقي هدّأ من روعي وانا اشاهد الحشد الالماني من خلف النافذة. قال لي صاحبي ان فرق مكافحة الحشرات وصلتها شكوى بوجود صرصور في البناية. والفرقة هذه لن تعود الى مقرها وادارتها الا بعد ان تتأكد من خلو البناية من ذلك الصرصور. حمدت الله ان الحملة لا تستهدفنا نحن العرب من عراقيين ويمنيين وسودانيين.
<