يستمر المرشحون لانتخابات العراق على التحايل على نظام الدعاية الانتخابية بطرق تبعدهم عن المساءلة القانونية لقيامهم بالدعاية لأنفسهم قبل الوقت المقرر للدعاية، في وقت اكدت فيه المفوضية العليا للانتخابات، انها “شكلت لجاناً لرصد الحملات الدعائية ورفع التقارير بشكل دوري، من أجل منع اي خروقات تربك سير العمليات الانتخابية”.
لكن المتابعات الميدانية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تكشف عن الكثير من وسائل الدعاية المثيرة للانتباه والتي سبقت الموعد المقرر لانطلاق الدعاية الانتخابية، التي يقوم بها نواب وسياسيون عراقيون يسعون الى الفوز في الانتخابات البرلمانية في 20 ابريل/نيسان المقبل.
وحددّت المفوضية العليا للانتخابات، الاول من نيسان موعدا لانطلاق الحملات الدعائية ولغاية 28 منه ليكون يوم الـ29 يوما للصمت الاعلامي قبل يوم الانتخابات المقرر في الـ30 من نيسان.
ومن أغرب انواع الدعاية الانتخابية، قيام النائبة منى العميري، بالإعلان عن موعد ومكان التسجيل على قطع اراض للنساء في ديالى.
وتقول دعايتها الانتخابية في لغة ضعيفة الانشاء “نداء الى النساء غير المتزوجات بعمر 35 فما فوق مراجعة بلدية بعقوبة لغرض تسجيل قطع اراضي واستلام (وصل) المراجعة”.
فيما علّق الناشط الرقمي امجد كريم باللغة الدارجة على مبادرة النائبة بتوزيع قطع الاراضي “هسة البعض يقول هل هذا الكلام صحيح… اقول لكم نعم، فهذه النائبة لديها قطع اراض زراعية بحدود العشرة دونمات، والدونم يساوي 2500 متر مربع، فتوزع قطع اراض بمساحة 100 متر مربع، وهذه بالطبع ليس لها قيمة لانها ارض زراعية بعيدة ومهملة”.
فيما اعتبرت المدونة نوال حسن ان “هذه الدعاية تبرهن على سذاجة في التفكير وغباء (انتخابي)، و دعاية فاشلة”.
الى ذلك، ظهر رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي في دعاية الانتخابية التقطتها عدسة “المسلة”، وهو يتضرع الى الله بان يحفظ القوات المسلحة العراقية، واضعا الى جانب صورته قطعات من الجيش العراقي.
وتحايل الكثير من المرشحين على نظام الدعاية الانتخابية عبر “التشجيع” على اقتناء البطاقة الالكترونية، معتبرين ذلك ليس “دعاية” لهم بقدر الاسهام في زيادة الوعي بين المواطنين بأهمية البطاقة.
وتابع النائب حاكم الزاملي اسمه بكلمة “اخوكم” في سعيه الى التقرب من الاصوات الانتخابية، وفي احدى دعاياته الانتخابية ظهر بين نساء، اوحت الصورة بانهن من العائلات المتعففة، كما ارفق النص التالي في الدعاية “كنت وما زلت وسأبقى المدافع عن حقوق الفقراء”.
وسعت المرشحة ايناس صلاح حسن الزيداوي، الى “العشيرة” للترويج لحملتها الانتخابية، واعتبرت نفسها ممثلة لعشيرة “البو زيد”.
وفي حيلة انتخابية لا تخفى على أحد، سوّقت المرشحة نفسها على “يافطة” بشكل “تهنئة من العشيرة”، حيث تقول الدعاية “تهنيء عشائر البو زيد ابنتهم البارة ايناس صلاح حسن البو زيد”.
ولجأ المرشح مشتاق عزيز محمد ايضا الى حيلة الترويج للبطاقة الانتخابية لتسويق نفسه انتخابيا عبر وضع صورة كبيرة له الى جانب صورة البطاقة.
وكان بهاء الاعرجي اول من احتال على نظام الدعاية الانتخابية حين نشر صورته في دعاية انتخابية تحث المواطنين على اقتناء بطاقة الناخب. وفي اتصال “المسلة” معه، قال بانه “لم يخرق النظام الانتخابي بعدما استفسر من المفوضية عن الموضوع”.
ولجأت المرشحة رجاء عبد الهادي الخفاجي الى شعار “التغيير والاصلاح” في اشهار نفسها بين الجمهور.
وعلى منوال “التهئنة العشائرية” كحيلة للدعاية الانتخابية، نشر المرشح الشيخ ثائر الشيخ نعمة المفتح ( العزيز) الكعبي، دعايته الانتخابية التي تقول ان “عشائر قبيلة بني كعب في عموم العراق تهنئه لمناسبة ترشحه الى عضوية النواب العراقي”.
وتساءل الناشط الرقمي حسن راشد عن معنى وجود احمد الجلبي في مقهى “الشابندر” في شارع المتنبي، وفيما اذا كانت فعالية دعائية مع اقتراب موعد الانتخابات.
لكن المثير بحسب راشد في مدونته، “حوار الجلبي الطويل مع ادباء ومثقفي البعث”، من غير ان يفصح راشد عن الذي يقصده في حديثه هذه، مثلما لم يكشف عن اسماء اولئك الذين التقاهم الجلبي.
فيما اعتبر علي عبد الله، فعاليات الدعاية الانتخابية في اغلبها، “تجارة سياسية”.
و علّقت المرشحة وجيهة العارضي صورة لها في اعلى عمود كهرباء، تضمن النص التالي “على خطة الزهراء نرسم طريقنا”، ما اثار انتباه المتابعين، فكتب حيدر الاسدي ما يشير الى ان المرشحين يسعون الى استغلال المشاعر الدينية في الترويج الانتخابي”.
واعتبر الكاتب سلام دواي ان الدعاية الانتخابية للمرشحة العارضي “ساذجة”. وتابع القول “لن نستغرب بعد الان من النتائج”.
ويلفت الناشط الرقمي كاظم كزار الساعدي على حسابه في “فيسبوك”، الى ظاهرة المرشحين الذين يعلق (جداريات) كتب عليها (العشيرة الفلانية تبارك ابنها البار)، منتقدا ضمنا، الدعاية الانتخابية التي لا تتحدث عن مؤهلات المرشح وقدراته.
وعلى منوال الدعاية الانتخابية التي تفتقر الى “العلمية”، و”المهنية”، نشر جواد الشهيلي صورة لطفل فقير، فيما وضع اسمه تحت صورة الطفل، ما جعل الاعلامي سالم الشيخ يعلّق على دعاية الشهيلي الانتخابية بالقول ” الشهيلي خلال الاربع سنوات الماضية كان مشغولا في ترويج معاملة صرف مستحقات دخوله للمستشفى، ولم يلحظ حال فقراء البلد”.
وفي دعاية اخرى له، وضع الشهيلي صورة عجوز عراقي على لوحة انتخابية كبيرة، نُصبت في احد جوانب الطرق، ارفقها بنص يقول باللهجة الدارجة “لخاطر وطنة”.
وتصوّر الدعاية الانتخابية للمرشحين خلال حملاتهم الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعية على الانترنت على انهم حرصين على التواصل مع الجمهور، وتفقّد المرفقات العامة والشوارع، فيما دأب الكثير منهم على تصوير نفسه في مواقع العمل والمشاريع تحت الانشاء على طريقة “صورني واني ما ادري”، بدوا فيها وكأنهم مَن انجز المشاريع، وساهم في الدفع بها الى التنفيذ.
واعترفت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق في بيان الاسبوع الماضي، ان هناك مخالفين لنظام الدعاية الانتخابية، لكنها اكدت صعوبة السيطرة على الدعاية الانتخابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي