أكد سياسي عراقي مقيم في العاصمة الاردنية، عمّان صحّة الصفقة المالية والسياسية بين راعي “ائتلاف العراق”، التاجر فاضل الدباس، ورئيس مجلس إدارة مجموعة الشرقية الإعلامية سعد البزاز، والتي تضمّنت تسلّم البزاز مبلغ مليوني دولار من الدباس، مقابل سكوت الماكنة الاعلامية لكلاهما عن التحريض على بعضهما، وصفقاتهم السياسية والمالية التي تحوم حولها شبهات الفساد.
وقال المصدر ان “المباحثات قادها اخوة فاضل الدباس، علي وهيثم، المتواجدون في الاردن في الوقت الحاضر، مع سعد البزاز شخصيا، واثمرت عن تنازل الطرفين عن التهم والدعاوى القضائية”.
واعتبر المصدر ايضا ان هذا الاتفاق هو البداية لتفاهمات سياسية اخرى، لاسيما وان البزاز ينسق “لدعم اتحاد القوى الوطنية”.
ويسعى كل من الدباس والبزاز، الى ايجاد موطئ قدم لهما في العملية السياسية في العراق، في وقت شهدت فيه الفترة الماضية، سعي كلا من البزاز والدباس الى التقارب مع “ائتلاف دولة القانون”.
وسعى الدباس على رغم شبهات الفساد التي تدور حوله في صفقة كاشف المتفجرات المزيف، الى دور سياسي عبر المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 30 نيسان/ابريل المنصرم، فيما اعلن الاعلامي سعد البزاز انه سيخوض السباق الانتخابي من خلال قائمة تحمل اسم “المحور العربي”.
وشهدت الفترة الماضية سعي الطرفين الى تسقيط بعضهما عبر ملفات نشرتها قناة “الشرفية” العائدة الى سعد البزاز وبين قناة “هنا بغداد” التابعة للدباس.
وكان “المصرف المتحد للاستثمار” التابع للدباس، رفع دعوى قضائية ضد رئيس مجلس ادارة قناة “الشرقية ” التابعة لسعد البزاز، مطالباً اياه بتعويض قدره خمسين مليون دولار، بعد بث قناته لأخبار “كاذبة” بحق المصرف بحسب بيان المدير المفوض للمصرف مهند قاسم الذي اكد في بيان صحفي ان “اقامة دعوى قضائية ضد قناة الشرقية، بشقين الاول، تتضمن المطالبة باصدار امر بألقاء القبض بحق سعد البزاز، وبحق كل عامل بقناة الشرقية كان له الدور في نشر هذه الاخبار الكاذبة”.
واضاف أن “الدعوى الثانية مدنية، طالبنا فيها بالتعويض، بعد الاضرار المادية والمعنوية التي طالت المصرف والقائمين عليه”، مبينا “لن نسمح للبزاز بابتزاز هذه المؤسسة العريقة اطلاقا”.
وفي نطاق الصراع الإعلامي والسياسي والمالي، كلّف الدباس اخاه هيثم المقيم في دبي، بالتفاوض مع البزاز.
وقال المصدر ان “نائبا في البرلمان العراقي توسّط بين الطرفين، في خطوة لا تخلو من المنفعة المادية”.
ودأب العراقيون على اطلاق اسم “ائتلاف كاشف المتفجرات المزيف”، على “ائتلاف العراق” لدور الدباس المقيم في الاردن في صفقة اجهزة كشف المتفجرات المزيفة التي تسببت في مقتل الآلاف من العراقيين بالمفخخات والتفجيرات لعدم قدرتها على العمل بالطريقة المطلوبة.
ويسعى البزاز الى سحب بساط النفوذ السياسي من رئيس كتلة “متحدون” أسامة النجيفي، بعدما وجد فيه البزاز نداً، في معركة الاستحواذ على أصوات السنة العرب في القائمة العراقية السابقة وإعادة توحيد فصائلها المختلفة.
وتزامناً مع كل ذلك، وفي انعطاف سياسي ملفت، وصف البزاز في ديسمبر 2013، رئيس الوزراء نوري المالكي بانه “رجل وطني وسوف ندعمه لولاية ثالثة”، في وقت دأب فيه طوال سنوات على محاباة الارهاب وتبنّي خطاب دول إقليمية تكن العداء للعملية الديمقراطية في العراق وتسعى الى اسقاطها.
واعتبر مراقبون وقتها ان تصريحات البزاز الايجابية نحو الحكومة العراقية غرضها “ترطيب” الأجواء مع الأطراف السياسية الرئيسية استعدادا للعودة الى العراق ودخول معترك الحياة السياسية.