الحلقة الأولى من مسلسل ليلة من ألف ليلة : البيشمركة الإسرائيلية تحرر السبايا الايزيديات بالنصب والاحتيال على الناس

تحقيق: عشتار العراقية
أعدكم أن هذا المسلسل سوف يعجبكم ، وأنصحكم بمتابعته حتى آخر حلقة. ستقابلون كل انواع الشخصيات التي تخطر أو لا تخطر على بالكم من (أبينا) الذي في كنيسة بغداد الى تل أبيب الى كندا وتنتهي خيوطها عند داعش طبعا.
كان ياما كان في سالف الدهر والزمان، بنت (اسرائيلية) حلوة وحبابة اسمها “جيل روزنبرغ” Gill Rosenberg

 نبتدي منين الحكاية. من آخرها أو من أولها؟
جيل روزنبرغ نشأت في منطقة فانكوفر في كندا وتخرجت من المدرسة اليهودية الثانوية في 2001. ثم درست ادارة عمليات الموانيء الجوية في كولومبيا البريطانية قبل ان تنتقل الى (اسرائيل) في 2006 وهي بعمر 22 سنة.
انضمت الى الجيش الصهيوني عبر برنامج (المتطوعين القادمين من الخارج) في وحدة البحث والانقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في الجيش. خدمت مدة 14 شهر تقريبا وخرجت لتعمل في عصابة نصب واحتيال على عجائز متقاعدين من خلال التليفون والبريد الالكتروني . تعرفون تلك العصابات التي ترسل لك  ان عمك الذي لا تعرفه مات وترك لك ثروة ولكن يجب ان تبعث جزءا من رسوم تكاليف المحامي واسترداد الثروة ؟ أو حكاية انك فزت بيانصيب دولي وماعليك الا ان تبعث  1000 دولار رسوم كذا وكذا؟ كانت روزنبرغ عضوا في عصابة تتكون من 3-4  اشخاص استطاعوا ابتزاز حوالي 25 مليون دولار من مئات العجائز المتقاعذين في الولايات المتحدة من السنوات 2007-2009. كانت العصابة تستخدم  برامج للتغطية على ان المكالمات قادمة من الكيان الصهيوني.
ما أطول عليكم السالفة .. القضية انكشفت وحكمت عليها المحاكم الأمريكية بالسجن اربع سنوات قضتها كلها وبعدين ما ادري شلون خرجت الى اقامة جبرية  مع حاخام في قرية كرياس جويل في نيويورك (وهي قرية معظم سكانها من اليهود).
بعدها وكما تقول السالفة (قلت لكم انها ألف ليلة وليلة) سافرت الى الكيان الصهيوني وقدمت على وظائف فلم تجد ياعيني شيئا مفيدا. وفي يوم من الأيام كانت تجلس مثل كل بنت حبابة على الفيسبوك ، وفجأة وقعت على صفحة جماعة مقاتلين اكراد اسمها (اسود روجافا) وروجافا لمن لا يعرفها هي (كردستان سوريا). وهوب .. وجدت نفسها تسافر الى اربيل في بداية تشرين الثاني 2014 وبعدها سافرت الى روجافا وقضت 3 اشهر تقاتل مع قوات الحماية الكردية في الواقع لم تقاتل حقا الا 3 اسابيع على الجبهة بعدها لم تحتمل البرد والحرمان فرجعت الى اربيل. هناك اتصلت بميليشيا (دويخ نوشة) وهي الميليشيا المسيحية التي انشئت بحجة حماية القرى الاشورية من داعش.
يزعم ادمن صفحة دويخ نوشة على الفيسبوك انها خدمت في الميليشيا دون ان تذكر انها (اسرائيلية) . بل ذكرت انها كندية. ما ادري شلون يأسس الواحد جماعة مقاتلة في ظروف صعبة وخطرة ومايبحث وينقب عن اجنبي يلتحق بهم. أليس من  الممكن ان يكون (مندسا) حسب التعبير الشائع منذ ايام (الربيع العربي) ؟
المهم ..
ويبدو أن بعض الذين يريدون إثارة ضجة إعلامية حول روزنبرغ فجر قنبلة في الاعلام العالمي في نفس شهر التحاقها حين ظهرت انباء تقول ان امرأة (اسرائيلية) انضمت الى القوات الكردية التي تحارب داعش. ثم ازدادت الاثارة حين ذكرت الانباء ان للمرأة المذكورة ماضيا جنائيا ، ثم اخيرا أتت القنبلة اكلها حين طاش خبر على مواقع اسلامية يقول انها اختطفت من قبل داعش قرب كوباني في سوريا . ,وانقلبت الدنيا في اوساط المسؤولين في تل ابيب وكندا. وتتبع العالم بقلب واجف اخبارها.
لكن بعد يوم من خبر الاختطاف نشرت تغريدة تقول فيها انها سالمة مسلحة ولم تخطف من اي جهة . كل ماهناك انها لم تكن تستطيع الوصول الى الانترنيت.
على اثر ذلك اختفت اخبارها من الاعلام (الاسرائيلي) ولكن بدأت الاثارة مرة اخرى حين عادت في تموز 2015 وكان في استقبالها جحافل الصحفيين والمصورين والمنظمات (الخيرية) التي تريد استغلال شهرتها لتكون واجهة لها.
وفي الاجابة على سؤال (يابة ليش رحتي تحاربين داعش؟) من الصحافة العالمية كانت تجيب انها فعلت ذلك اولا لأنها يهودية وعندهم مقولة “مستحيل مرة اخرى never again” ويجب على اليهود الا يسمحوا بأي هولوكوست  في اي مكان في العالم (ماعدا فلسطين – تعليق من عندي) وانها سمعت عن اخبار سبي النساء اليزيديات  والكرديات والمسيحيات ، وقررت التدخل لوقف ذلك. وثانيا انها تقر بما فعلته من نصب على العجائز في سالف الدهر والأوان وتندم على مافعلت في  حقهم وتريد الآن تحقيق الخلاص النفسي بتحرير نساء العراق وسوريا.
وبين ليلة وضحاها تحولت النصابة الى بطلة ( ولكن أليس هذا هو تاريخ كل بطلات الاحتلال اللواتي ابتلينا بهن في العراق ؟) حتى لقبها موقع اوربي اسرائيلي مفتخرا بأنها (البيشمركة الاسرائيلية) .

 في هذه الأثناء كان هناك من يرصدها ويفكر في نفسه “والله هاي خوش وجه جميل ودعاية مثيرة تنفع في اعلانات منظمتي الجديدة (بزنس تحرير السبايا والمغتصبات) “
كان الرجل هو الآخر يهوديا من كندا يدير بزنس شراء سيارات مستعملة فاخرة من الشرق الاوسط (السعودية والكويت  الخ) وقدم مرة طلبا للبحث عن سيارات (صدام حسين) لشرائها. وجاء في تعليقات بعض الناس في الانترنيت انه نصب واحتال عليهم في تسويف دفع مبالغ الشراء وحذروا منه ، وهكذا تحول الرجل الى اعمال الخير. بدل السيارات سوف يشتري نساء مخطوفات من داعش…كل ماعليكم فعله هو ان تتبرعوا وهو يرسل تبرعاتكم لداعش عبر وسطاء. وهناك تعريفة لكل امرأة .. تريد تحرر اليزيدية ؟ ثمنها كذا، الكردية؟ ثمنها كذا،  المسيحية؟ ثمنها كذا الخ وانت ومقدرتك وهنيالك يافاعل الخير.

**

ستيفن واسمه العبري الاول (رفائيل) وعمره 42 سنة ولد في الدار البيضاء في المغرب ونشأ في مونتريال بكندا. يعرف نفسه على انه يهودي ارثوذكسي حديث.  متزوج ولديه 6 ابناء وبنات من سن 20 شهر الى 22 سنة. يعمل في بيع وشراء السيارات الكلاسيكية المستعملة في العالم التي  يسعى خلفها هواة اقتناء هذا النوع من السيارات ( (يرأس شركة The Prancing Horse.inc منذ عام 2000.) لقب مؤخرا بأنه (شندلر اليهودي) تيمنا باوسكار شندلر الالماني وعضو حزب النازي ورجل الصناعة الذي انقذ حياة 1200 يهودي أيام الهولوكوست من خلال توظيفهم لديه في مصانعه .
يروي عن نفسه “انا اعمل في تجارة السيارات الكلاسيكية القديمة وفي سبيل ذلك سافرت في كل انحاء العالم ابيع واشتري هذه السيارات، وقد زرت العديد من الدول العربية مثل السعودية وقطر والكويت ودبي ولكني لم اذهب الى ايران (يعتقد ان ايران عربية ايضا). كانت هناك شائعات ان صدام حسين وابنه عدي كانا يهويان اقتناء السيارات الكلاسيكية وأن هناك سيارات يمكن شراؤها في العراق.

ذهبت الى هناك والتقيت بالمبجل القس اندرو وايت وهو متطوع خيري بريطاني يحمل 13 شهادة دكتوراه وكان قس كنيسة القديس جرجس في بغداد وهي الكنيسة الانجليكانية الوحيدة في العراق حتى مغادرته من اجل السلامة . اصبحنا اصدقاء حميمين ومن اللافت للنظر انه يتبع حركة الحاسيديم وقد درس الكبالا في المدرسة التلمودية في حي ميا شعاريم في القدس.(بتعبير آخر مسيحي متصهين)
وامضيت في العراق سنتين اساعد القس وايت وفي نفس الوقت تعرفت على الكثير من الاصدقاء والمعارف من خلاله.
ثم برزت داعش وتغيرت الامور. وقد هددت داعش القس وايت فاضطر الى مغادرة العراق الى بريطانيا. وحين رأيت ماحدث لاطفال في العراق ، استقدمت القس وايت الى كندا واتفقنا على العمل معا. سمح لي القس وايت  ان استخدم معارفه وفريقه الامني والعمل معا مع عناصر من البنتاغون وقوات استخباراتية في العراق والذين كانوا يستخدمون اموالا امريكية وكندية وبريطانية لحماية المسيحيين في العراق.
قبل 8 شهور أسست منظمة CYCI (تحرير الاطفال المسيحيين واليزيديين في العراق) وبمساعدة القس وايت بدأت الاستعدادات الضرورية للعملية من اجل المساعدة في اطلاق سراح البنات اليزيديات من الأسر. والاموال التي نجمعها ندفعها الى سماسرة ووسطاء في الموصل للعثور على البنات ثم للتفاوض على اطلاق سراحهن واخراجهن. وحتى الان وبكلفة 1000-3000 دولار لكل بنت انقذنا 128 بنتا وبمشيئة الله سوف نحرر في الايام القليلة القادمة 12 بنتا اخرى.
لدينا القليل من الوقت لأننا نتوقع ان البيشمركة وهي القوات العسكرية في كردستان العراق وقوات دول اخرى تستعد لانهاء داعش
ونحتاج الى انقاذ البنات حيث من المحتمل ان تستخدمهن داعش دروعا بشرية او تقتلهن. ويقدر عدد البنات المأسورات 3000.”
ويتحدث عن منظمته فيقول (يعمل فيها بشكل رئيسي يهود سفارديم بشكل تطوعي وقد افتتحنا مؤخرا فرعا في المانيا يعمل به ثلاثة اعضاء احدهم مسيحي والثاني يزيدي والثالث يهودي. ابنتي اليكسيا (22 سنة) وهي خريجة جامعة تعمل معنا ايضا عملا تطوعيا)
  في هذه الاثناء التحقت بمنظمته، جيل روزنبرغ  وهي كندية اسرائيلية اشتهرت بانها اول امرأة اجنبية تنضم للقوات الكردية لمحاربة  داعش في العراق والشام – وهي موجودة حاليا على الارض في العراق. يقول عنها انها تملك (وجها مثاليا للدعاية والاعلان)  وقد قال لها (وهل هناك وجه افضل من وجهك لنضعه على واجهة منظمتنا؟ اعتقد انه سوف يساعد الناس على التبرع لأنهم يعرفون قصتك وسوف نقيم حملات دعائية في الفيسبوك وتويتر. لو جمعت مليون دولار فسوف استطيع عمل الكثير على الارض)
فجأة ذاع صيته في الاعلام الغربي على انه (شندلر اليهودي الذي ينقذ المسيحيات واليزيديات) من المسلمين االأشرار، في حين عجز المسيحيون عن ذلك. وفي الصحافة العراقية تمت الاشارة اليه على أنه (كندي من أصل مغربي) أو (رجل أعمال مغربي يقود حملة لشراء السبايا)، وتغنى الكثير من أن اليهود في العالم هم الذين ينقذون المظلومين في نهاية الأمر.

كل هذا حلو وتمام ولكن الحلو مايكملش كما يقول المصريون. في الحلقة القادمة نريكم أين يكمن النصب والإحتيال في حكاية ألف ليلة وليلة هذه.

(يتبع في العدد المقبل)

Facebook
Twitter