بغداد ـ العالم ـ ميس المعمار: يشكو طلبة عراقيون موفدون الى الجامعات الماليزية والروسية والاميركية، من التعامل “اللاابالي” من جانب السفارات العراقية، وافتقادها المندوبين في تلك المؤسسات العلمية، ما يضطرهم الى قطع مسافات بمئات الكيلومترات، لمراجعة السفارة، التي يسيطر على أغلب تعاملاتها “سماسرة” يتقاضون الاف الدولارات لانجاز المعاملات.
ويقول طلبة اميركا إنهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ ستة اشهر، كما ان العراق رفع يده منذ فترة ليست بالقصيرة على دفع كلف الدراسة، ما جعل تلك الجامعات تهدد بانهاء دراساتهم، في حين يشكو طلبة روسيا من “الانتقائية” في الاعتراف بالجامعات الاجنبية، موضحين ان بعض تلك الجامعات تملك رصانة علمية كبيرة بينما هي غير معترف بها من جانب وزارة التعليم العالي.
إنْ اردنا الارتقاء الى مصاف الدول المتقدمة فلا بد من إتخاذ العلم ركيزة؛ في جميع الدول المتحضرة كان العلم هو الفاعل الاول في تطورها وازدهارها إقتصاديا؛ في اليابان مثلا قامت الحكومة بارسال طلبتها في بعثات دراسية الى اكثر الدول تقدما من الناحية العلمية، ووفرت للطالب كل ما يحتاجه حتى انتجت جيلا من العلماء والمبدعين جعلوا من اليابان اكثر الدول تطورا، اما في العراق فالمسألة عكسية؛ ويوجد إهمال متعمد من قبل السفارات العراقية تجاه الشريحة الطلابية. الطلبة المغتربون عبروا عن سخطهم واستيائهم.
اسماء سهيل ـ طالبة ماجستير هندسة كيمياوية في احدى الجامعات الماليزية؛ ذكرت بأن السفارة العراقية تقتصر خدماتها على فتح ملف دراسي للطالب بعد سلسلة من الاجراءات الروتينية والمملة التي “اكل عليها الدهر وشرب”، ومن ثم يكمل الطالب معاملة فتح الملف في بغداد وبالمقارنة مع السفارات العربية والاجنبية التي تقيم إجتماعات مع طلبتها بشكل دوري للتعرف الى مشاكلهم وايجاد حلول سريعة فأن السفارة العراقية مهملة جدا لهذا الجانب.
فيما يقول الطالب حليم محمد، هو طالب ماجستير ـ اعلام في جامعة تامبوف الروسية، ان “الكثير من الصعوبات تواجه الطالب العراقي وابرزها صعوبة تحصيل القبول في الجامعات الروسية”، ويضيف ان “الجامعات الروسية تعطي الدعوة والقبول دون مقابل، ولكن السماسرة من الاساتذة العراقيين فيها يحتكرون المقاعد ويمنحونها مقابل مبالغ كبيرة، وبتوقيع اتفاقيات مع تلك الجامعات ما يضطر الطالب الى أن يدفع مبلغا قد يتجاوز 3600 دولار من اجل إستحصال القبول”.
ويشير محمد الى أن اهم معضل دراسي في روسيا “عدم امتلاك السفارة لمندوبين في المدن التي يقطنها الطلبة العراقيون، ويجب على الطالب مراجعة السفارة في موسكو التي تبعد عن المدينة التي اقطنها ربما مثلا 500 كيلو متر، وعندما يصل الطالب الى السفارة يصدم بمعاملة لا اخلاقية من قبل موظفي السفارة”.
في حين يقول زميل حليم في الجامعة ذاتها، ويدعى أحمد جاسم، ان “الطالب العراقي في حال واجه مشكلة فإنه لا يرى من سفارة بلاده اي مساعدة. يوجد ضعف كبير في اداء السفارة في متابعة أوضاع الطلبة العراقيين”، ويلفت الى وجود مشكلة أخرى “تتمثل في كون الحكومة العراقية تعترف بشهادة جامعات غير رصينة، وبعضها تختلف في إختصاصاتها عما هو في العراق، في حين ان جامعة الصداقة التي تعد افضل جامعة روسية تكون شهادتها غير معترف بها من قبل الحكومة العراقية”. أما الطالبة انوار حميد ـ طالبة دكتوراه في جامعة كينت الاميريكية، فذكرت انها سافرت ضمن بعثات دراسية على نفقة رئاسة الوزراء، ومن المفترض ان تتكلف الرئاسة دفع الاجور الدراسية للجامعة ورواتب شهرية للطلبة، لكن حميد تؤكد انها لم تتسلم أجورها منذ آب العام الماضي، ما دفع اغلب الجامعات الى تهديد الطلبة بالطرد من جامعاتهم.
وتشير ايضا الى ان “رواتب الطلبة لم تدفع منذ 6 اشهر”.
جميع من تحدثوا كانوا طلبة متميزين، بحسب شهادات زملائهم، فهم يعول عليهم كثيرا، فيما لو كانوا ابناء حكومات اخرى، تخدم شعبوها، لذا تكون الجهات الحكومية المختصة مطالبة بايجاد حلول فعالة حفاظا على كفاءاتها من الضياع.