طفحت إلى السطح بوادر صراع سياسي جديد بين أطراف تتقاسم جهود إعمار الرمادي. وتبادل الحزب الإسلامي، الذي ينتمي له محافظ الانبار صهيب الراوي، ورئيس لجنة إعادة النازحين الى الرمادي عبد اللطيف الهميم، اتهامات بإعادة تفخيخ المناطق التي يتم تطهيرها.
في هذا الإطار، تكشف إدارة مدينة الرمادي عن وجود جهة خفية تعمل على جر أبناء المحافظة الى صراع داخلي، ونسف كل الجهود التي بذلت لإعادة النازحين.
ويقول إبراهيم العوسج، قائممقام مدينة الرمادي، إن “هناك أيدي خفية تحاول زيادة الخلاف بين ابناء الانبار”، لكنه أكد في الوقت ذاته إن “الشيخ الهميم يريد عودة النازحين ورفع المعاناة عنهم”.
ويؤكد المسؤول المحلي أن “التفجيرات التي طالت المنازل في الرمادي يتحملها بشكل اساس تنظيم داعش”، مشيراً الى “وجود جهات إعلامية مدسوسة تحاول تسويق تفجير المنازل على أنها ذات طابع انتقامي”، ورأى أنّ “الغرض من ذلك هو إثارة الفوضى وتأجيج الخلاف بين اهل الانبار”.
ولفت العوسج في حديثه الى ان “هناك 15 حياً داخل مدينة الرمادي عاد اليها النازحون، أما بقية الاحياء، فلا تزال غير مهيّأة لوجود متفجرات وألغام داخل المنازل والطرق الفرعية”، معرباً عن اسفه الشديد من عدم التزام النازحين بالتعليمات الامنية”. ونوّه المسؤول المحلي الى أن “البعض من النازحين عادوا الى مناطق غير مطهرة ولم ترفع عنها المخلفات الحربية”.
وبدعوة من الهميم، المكلف من قبل رئيس الحكومة حيدر العبادي بإدارة ملف إعادة النازحين وإعمار مدينة الرمادي، عادت مئات الاسر الى المدينة بعد نحو اربعة اشهر على تحريرها.
وبحسب عضو في مجلس محافظة الانبار فإن أي تصعيد بين أية جهة سياسية يكون في مصلحة تنظيم داعش، حسب تعبيره.
ويقول طه عبد الغني، إن “بعض الجهات تريد تصوير الخلاف القائم بين الحزب الاسلامي وعبد اللطيف الهميم على انه تناحر سياسي، والغاية منه كسب موقف سياسي وانتخابي في المرحلة المقبلة”، مضيفاً “لكن الموضوع ليس بهذا الشكل ، اذ ان الهميم جزء من الحكومة ولديه امكانية يريد توظيفها لخدمة النازحين”.
وأكد عبد الغني أن “هناك تحديات كبيرة تواجه أهالي الانبار وأن اي تصعيد بين أية جهة سياسية أو أية جهة أخرى لايخدم أبناء أهل الانبار بل يخدم تنظيم داعش”.
الى ذلك، يرى مسؤولون محليون في الانبار أن جهات سياسية، بينها الحزب الإسلامي، تسعى لإحكام سطوتها في المحافظة مع بدء حملة إعمارها.
ويقول إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الامنية في قضاء الخالدية إن “هناك تسابقاً بين الاحزاب والجهات السياسية للهيمنة على الانبار، وهؤلاء لا تهمهم مصلحة المواطن الانباري بقدر مصالحهم الشخصية الضيقة”.
ودعا الفهداوي المواطنين الى “عدم اتباع هذه الجهات فهم لايختلفون عن الذين دمروا المحافظة وساندوا الارهاب فيها”.
وطالب المسؤول الامني بضرورة “استبدال الوجوه بأخرى لا تتعامل بالمحاصصة والحزبية”، مؤكداً ان “الحزب الاسلامي فرض سيطرته على الانبار منذ عام 2003 وإن الانباريين متخوفون من استمرارهم في السلطة”.
في المقابل، اشاد الفهداوي بالجهود التي تقدم لعودة النازحين، مؤكداً أن الرمادي مدينة آمنة لكنها تعاني سوء الخدمات التي هي شبه معدومة”.
وأضاف المسؤول الامني أن “البيوت لا تزال مفخخة وهناك اتفاق ابرمته المحافظة مع شركة اميركية لإزالة جميع الالغام في المدينة”.