عقيق
القيم الاخلاقية ليست عالم آخر ، ولا قاع تبطن هذا العالم ولا هي ملجأ يعتصم به الضمير الذي
ينفي نفسه من الشروط الشخصية الموجودة ، بل ان القيم تمكث على مقربة منا ، انها تلازم كل ما نحن عليه ، فهي بنية واقعنا الشخصي ، غير ان الاخلاق ليست قانون فردي بل قانون عام ، قد يكون الضمير اشد قوة واكثر وضوحاً منه في ضمير اخر لكنه موجود في كل الضمائر الى درجة تختلف قوة وضعفاً ، بمعنى نانه يناجي كل الاحبة بلهجة واحدة ، وان كانت قلوبهم لا تصغي اليه على السواء ، لذلك فان علاقتنا حقيقية نتوقف على خلق ولنا قاموس اخلاقي مشترك ، نتقبل قيم وقواعد المعنى الاخلاقي ، سعياً وراء تحقيق مثل اعلى لحياتنا ، كمال الحب لذاتنا ، تنمية ضميرنا، اكتسبنا البصيرة بما هو حق وخير وجمال بارتباط اخلاقي ووجداني ، يمثل الخير الخير والفضل والصدق والوفاء ووصلنا الى الفهم والادراك للمبادئ الاساسية لعلاقة ينبغي ان تستقطب حولها تلك الذخيرة الثمينة التي بلورها حبنا . والتي اصبحت تجسيداً حياً والتي ستضيف افاقاً واسعة الى ضمير الاحبة ، ضميرنا طرازاً من النظر الى الصدق والوفاء ، انه قوة نتطلع بها الى ارتقاء ، نهدف الى فهم اعمق لسلوكنا ، لهذا فان ضميرنا هو القوة النفسية والوجدانية التي تعتبر الموجع في بيان الخير من الشر ، والحسن من القبيح ، وبذا فانه عنصر ملهم لقوانا الخيرة ولمواصلة علاقتنا الظافرة في تأكيدها على المثل العليا، وبحثها عن اقوم الطرق في استقامة الضمير ويقظته ولكن يكون تأثيرنا في علاقتنا تأثيراً فعالاً ، دائماً نتوجه بناء على مثلنا الاعلى الذي لا يعبر الا عما يقتظيه الضمير الخلقي . لانه يمثل الوعي الخلقي.
ففينا دافع ذاتي لتحسين الحياة بصورة مستمرة .وفي ضميرنا تنبع احاسيس الحق والعدل . وفي مخيلتنا تترعرع رغبات التقدم . حيث ان ضميرنا يامرنا به دائما . ليس الا الامر بعمل اخلاقي متعمد النوع كحقيقة وكظاهرة.
هذا التحد يعتبر مرحلة تكوين الاخلاق عندما تصبح هذه الاخلاق مسؤولة وانجاز ، اي انها تنتقل من مجرد سلوك توافقي الى ايمان بهذا في ضميره تنفق مقدرات وجدانية وبذا ينشأ هذا الضمير ويكون وديعة في عقله النامي حيث يكون ضمير حي ، حليفاً وصديقاً ضد روح الانانية ، وبذلك يكون معطي اخلاقي اصيل يهدف الى تعزيز الكرامة واغناء حبه وصولا الى النتائج الطيبة والنضج دفأ وتضحية من كل المسام.
فالجوهر الثابت في ضميره الاخلاقي هو الطوح الى تحقيق الوجود الافضل عن طريق العفة تجاه ما زاد عن خاصية الحياة ومتطلبات المستقبل المشروعة.
كلاً من الضمير والاخلاق يدعم الاخر ويزيد المحبة قوة واتساع وشمول يعني مزيداً من الارتفاع والشموخ والعفة.
حبنا علاقة تفهم الاخلاق على غير ما يفهمها العديد لاتها متصلة بالحياة ومشكلاتها غير معزولة عنها . انها علاقة خالدة لا تتغير جوهرها في (فعل الخير وعمل الفضيلة) لوجود التشابه الاخلاقي ، وهذا المعيار الاخلاقي يحمينا من الانفعال والاندفاع والوقوع.
لذا فأن العلاقة الحقيقية تؤثر في السلوك فيمكن القول عليها . اخلاقاً وبذا تكون علاقتنا تنمي الوعي الاخلاقي والديني وتعمل دائماً على انسجام وتطابق بينها وبين افضل المثل العليا.
لقد حققنا بعلاقتنا (خير وحق واخلاق فاضلة)
وبلوغ هذا المستوى من الحب هو امارة اساسية لصدق اية نية.