الجيوش الالكترونية للاحزاب تشيع فوضى الاكاذيب والشائعات وتستنزف اموال الشعب

يأخذ الصراع بين الأحزاب شكلا جديدا يبتعد عن الوسائل التقليدية في تبادل الاتهامات عبر التصريحات والسجالات داخل البرلمان، اذ يجري الصراع الان عبر “جيوش الكترونية” خفيّة مدفوعة الثمن على مواقع التواصل الاجتماعي.

 يلاحظ غالبية العراقيين في الآونة الأخيرة خلال تصفح موقع “فيسبوك”، الموقع الأكثر شعبية بين العراقيين، العشرات من الصفحات الممولة تدعوهم للانضمام لها، وهذه الصفحات تحمل دلالات سياسية تتصارع في ما بينها للدفاع او تشويه سياسيين وأحزاب، حتى بات العراقيون يطلقون على هذه الصفحات “جيوش الكترونية”.

الصفحات الجديدة التي غزت موقع “فيسبوك” غالبا ما تكتسب آلاف المتابعين في أيام معدودة ليس بسبب سرعة انتشارها ومواضيعها بل لأنها إعلانات ممولة، بينما تسعى صفحات أخرى الى كسب المتابعين عبر منشورات كوميدية او مواضيع لها تأثير طاغٍ على العراقيين مثل صور الجنود وهم يقاتلون ضد الإرهابيين في الجبهات.

ولكن هدف هذه الصفحات كثير الوضوح للمتابعين، وبعد لمحة بسيطة على طبيعة المنشورات في هذه الصفحات ليس صعبا معرفة تبعية الصفحة الى حزب ما لأنه يقوم بمدح شخصيات هذا الحزب، وفي المقابل يقوم بمهاجمة خصوم الحزب من القوى السياسية الاخرى.

المؤشر الخطير حول ظاهرة “الجيوش الالكترونية” هو تأثيرها على الرأي العام العراقي المحلي، فإن هذه الصفحات تسعى لتحقيق اهدافها عبر عشرات الشائعات ضد السياسيين مثل نشر أخبار مزيفة، وصور مفبركة باستخدام برامج مونتاج الصور، وتحصل هذه المنشورات برغم سذاجتها على آلاف المعجبين والمعلقين، وتزداد انتشارا مع اعادة نشر هذه الاخبار من قبل المتابعين على صفحاتهم الشخصية.

ولإخفاء الجهات التي تقف وراء هذه الصفحات فإنها غالبا ما تختار أسماء بعيدة عن السياسة وقريبة من المصطلحات الشعبية القريبة من الشارع العراقي، ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو ان محترفين هم من يديرون هذه الصفحات.

ومثلا هناك صفحة “فيديو وبس” تضم أكثر من 150 ألف متابع، تركز بشكل أساسي على انتقاد التيار الصدري، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، والكرد، بينما تركز صفحة “حرامية” التي يتابعها أكثر من 100 ألف متابع على انتقاد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

أما صفحة “شبر المدني-جهينة” (أكثر من 95 ألف متابع)، فتنتقد بشكل خاص رئيس الوزراء حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والشيء نفسه مع صفحة “سياسة ورأي” التي يتابعها أكثر من 48 ألف.

وهناك صفحات محدودة تكشف عن تبعيتها السياسية، مثلا صفحة “العبادي واضحا” التي تحظى بأكثر من 250 ألف متابع بتأييد رئيس الوزراء العبادي، اما صفحة “ملتقى البشائر” التي يتابعها أكثر من 300 ألف متابع فتدافع عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وائتلاف دولة القانون.

الغالبية العظمى من الصفحات لا تكشف عن تبعيتها السياسية والترويج على انها حيادية، ولهذا فهي لا تقوم بمدح الاحزاب التي تقف وراءها، ولكنها تنتقد احزابا بعينها دون غيرها.

القائمون على هذه الصفحات يتفننون في طرق الترويج لمنشوراتهم لضمان الوصول إلى أكبر عدد من المتابعين، ومثلا فإن اسم أحد الصفحات يسمى “بنات سياسيات” الذي يحظى بقرابة 150 ألف متابع، تضع صورا لفنانات واعلاميات عراقيات لجذب الانتباه، بينما اختارت احدى الصفحات اسما مشابها لتنظيم سياسي تابع لأحد الاحزاب العراقية ولكنها تقوم بمهاجمة هذا الحزب وهي صفحة “فرسان الأمل”.

صفحة “رسام سياسي” يتابعها أكثر من 56 ألف شخص تستخدم الرسوم الكاريكاتيرية في منشوراتها، وغالبا ما تتضمن هذه الرسوم شخصيات سياسية مع تعليقات واتهامات مضحكة لجذب المتابعين، وهي تركز على شخصيات سياسية دون غيرها.

Facebook
Twitter