/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-bidi-font-family:Arial;}
ميس العاني
كشف النقد الحديث بمعطياته الجديدة كثيرا من النقاط المضيئة في تراثنا العربي كما كشف جوانب إبداعية عظيمة لدى اعلامه كلما استجدت نظريات ومناهج جديدة.
وقد استفاد النقد العربي الحديث من ينابيع النظريات الغربية في مجال التطبيق بيد ان تجاوز خصوصية آداب كل امة وتطبيق المناهج احيانا بصورة تعسفية قد لا يفضي الى نتائج مجدية بل قد يوقع النص المدروس في شرك الانغلاق والمحدودية.
من هنا انطلقت الباحثة ميساء سليمان الابراهيم في كتابها البنية السردية في كتاب الامتاع والمؤانسة الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب معتمدة على نظريات ومفاهيم حديثة في التعامل مع نص قديم من خلال البحث في كتاب تراثي قديم بالاستناد الى نظرية نقدية سردية معاصرة بهدف تقديم رؤية جديدة للنص التراثي من زاوية لم تستوفها الدراسات السابقة لهذا الموضوع.
وشرحت الباحثة في بداية بحثها النظرية السردية التي انطلقت من مهاد النظرية البنيوية في اتكالها على النص بوصفه نظاما مستقلا وجاء الفصل الأول من الكتاب ليوضح النظرية السردية ويفرز مقولاتها المتشعبة وتصنيفها وانتقاء ما يلائم البحث منها في ضوء مقاربة النص للنظرية وايجاد الروابط المنطقية التي تجمع عرى هذا البحث بالنظرية والمنهج.
وانتقلت الباحثة في الفصل الثاني إلى دراسة الراوي والمروي له بوصفهما مكونين اساسيين في البنية السردية محاولة تحديد مستوى حضور الراوي من خلال التصنيفات السردية لأنواع الرواة ودرجات حضورهم.
كما درست المتلقي في النص وانواع التلقي المركب الذي اشتمل عليه النص وبينت اختلاف الغايات والمقاصد في ظل التلقي المركب محاولة الوقوف على طبيعة العلاقة بين الراوي والمروي له وإبراز خصوصيتهما في النص المدروس.
وتناولت الابراهيم في الفصل الثالث المروي بوصفه القاعدة التي تشكل عليها النص وقامت بدراسة ركنيه الأساسيين المتن الحكائي والمبنى الحكائي مركزة على قضايا تتعلق بفنية الأداء مثل مرتكزات السرد والحوار ووصف الشخصيات والوظائف اللغوية والسردية وبناء المناظرة.
واقتضى البحث دراسة المجلس بوصفه إطاراً مكانياً يحتوي العملية السردية في صورتها الأولى حيث عالجت الكاتبة من منظور أشمل الفضاء الذي تكونه اللغة السردية من خلال العلاقة القائمة بين اللغة والسياق.
وحددت الكاتبة التقنيات التي وظفها الراوي وفق منظوره الخاص في كيفية تقديمه للحكاية المجردة ليعطيها كلها الفني والتي أظهرت قدرة الراوي على إيصال الهدف بمنحى جمالي وفني.
وحددت في الفصل الرابع منظورات عدة انطلق منها النص حيث بدأت بدراسة المنظور الايديولوجي الذي يحدد بناء القيم الشامل للعمل الأدبي ويقود الى رؤية العامل الذي انتجه النص ثم درست المنظور النفسي من وجهة تداخل الذاتي بالموضوعي وانتقلت إلى دراسة الأسلوب الذي تعبر الشخصية من خلاله عن نفسها في المنظور التعبيري.
اما في منظور الزمان والمكان فأشارت إلى أن الرؤيا التي تنطلق من المجلس هي رؤيا مرتهنة بطبيعة المكان ومحكومة بالزمن وكان لابد من تحديد الإيديولوجيا العامة التي ينبثق منها النص والتي تتمثل في الوعي الفردي السابق على الحكاية وتأثير الوعي في النص فوصفت ذلك الميل أو النزعة العقلية لدى التوحيدي مؤلف الكتاب مبينة مدى ارتباطها بالتكوين الثقافي والبيئي له في ضوء خصوصية تجربته الفردية.
أما في الفصل الخامس فقد اقتضت دراسة البنية النصية النظر في المتفاعلات النصية القديمة التي دخلت في سياق النص بوصفها بنيات نصية اساسية في الخطاب تتفاعل مع النص.
وبما أن النص نتاج اجتماعي كان لابد لخطابات الآخرين من أن تجد طريقها إلى النص ومن هنا تأتي أهمية دراسة الباحثة للتفاعل النصي الداخلي الذي ركزت فيه على تقاطعات الأسلوب بين التوحيدي وكتاب عصره وعلى المادة المعرفية وكيفية تداولها في النصوص.
وعالجت الدراسة توظيف التوحيدي لنصوص قديمة نقلاً واستشهاداً وتحويلاً في عملية إعادة موقعة لها في النص وقد ارتبط الكشف عنها بعلاقة المتلقي ثقافياً بها.
وانتهى البحث الى جملة من النتائج التي أوجزت في الخاتمة وألحقت الباحثة به فهرسا للمصطلحات الواردة في البحث سواء اوردت في نص الإمتاع والمؤانسة او في المنهج ثم اتبعته مسرداً بالمصطلحات السردية باللغة الانكليزية ومثبتا بالمصادر والمراجع التي استعان بها البحث.