هناك الكثير من الاخطاء التي يرتكبها بعض الشباب في لحظة طيش, والانترنيت ومافيه من “بلاوي” ساعد ذوي النفوس الضعيفة على استغلال الاشخاص والحصول على الصور والفيديوهات الشخصية وابتزازهم بطرق عديدة مقابل الحصول على مبلغ نقدي معين, وهذا الامر وقع ضحيته الكثير من الفتيات وحتى الشباب, ومن المؤسف ان تستغل هذه التقنية الحديثة بهذه الاساليب البذيئة غير اللائقة, والتي تعكس غياب الوعي الحضاري والثقافي لدى البعض من افراد المجتمع.
وقال عادل علي في حديث لـ “سكاي برس”، “حدثت الكثير من هذه الحالات سواء مع النساء او الرجال, حيث سمعنا وشاهدنا الكثير من محاولات ابتزاز مع رجال اعمال كبار او اساتذة ودكاترة في الجامعة, حيث يتمكن البعض من تصويرهم بوضع غير لائق ويقومون بتهديدهم وابتزازهم للحصول على ما يريدوه”
واضاف علي ان “هذا الامر ماهو الا قلة ادب, فأذا كان الشخص يفعل الاخطاء فلا يحق لاحد ان يتدخل في حريته الشخصية وهو واع لما يفعل وليس من حق احد ان يحاسبه على هذا الشيء, وان الابتزاز لايقوم به سوى الاشخاص الذين يعانون من خلل او نقص في الشخصية”.
فتاة رفضت ذكر اسمها تحدثت عن قصتها قائلة “تعرفت على شاب قبل عام تقريبا كان زميلي في الجامعة ولكني لم اقبل الارتباط به الا بصورة رسمية فوافق ووعدني بان علاقتنا لن تستمر اكثرمن شهر ومن بعدها سيتقدم لخطبتي فوافقت على هذا الامر لانه كان شابا جميلا و وسيما وذا منظر جذاب جدا وبالاضافة الى ان سمعته كانت جيدة في الجامعة”.
وتابعت, “بعد مرور اشهر بدأ يطلب مني الكثير من الطلبات فكنت امانعه وبشدة ولكن بصراحة لا استطيع ان اقاوم الابتعاد عنه وكان يهددني بهذا الشيء فكنت اضطر الى ان ارضخ الى طلباته وانفذها له”.
واضافت “كان يريد بعض الصور مني ووافقت على ذلك وبعدها تطورت الامور واصبح يطلب المزيد ولكني وضعت له الحد لانني علمت بانه كاذب ولن يتزوجني ولاسيما ان البعض قد حذرني منه ولكني لم ابال بما كانوا يقولونه لي وظننت انكلامهم بدافع الغيرة فقط, ولكن في نهاية المشوار قام بتهديدي اكثر من مره بانه سيقابل اخي وسيعطيه الصور , واخبرني بأنه سيسكت عن هذا الموضوع مقابل 500 دولار فأعطيته المبلغ ولم اعداعرف عنه شيء”.
وقال سلوان احمد “من المؤسف ان هذه الظاهرة انتشرت كثيرا في الاونة الاخيرة ومن الغريب ان هناك بعض النساء يشاركن في هذا الامر المشمئز, وليس فقط بعض الشباب”.
واضاف ان “بعض النساء يقومون بأغراء رجال الاعمال او بعض الشخصيات المعروفة كأستاذ جامعي مثلا حيث تتفق مع شخص معين بتصويرهما, ومن ثم يقومون بتهديده على اساس انه يتحرش بها, وهذا ماشاهدته بعيني حيث تعرض احد رفاقي لهذا الامر”، مبينا ان “هذه الظاهرة المتجردة من الدين والعادات والتقاليد لابد من ان يضع لها حد معين لمنع انتشارها بصورة اكثر وابشع, والتي قد يقع ضحيتها الكثير من الناس”.
من جانبه قال المواطن سنان صاحب محل للاجهزة الموبايل أن “جهل المستخدم للتقنية يبدأ مع بداية استخدامه للجهاز الذكي، الذي لا يكاد يفقه في استخدامه ولا في كيفية تفعيل أو تعطيل خياراته”.
واضاف ان “البعض من الناس يتركون الحرية لصاحب المحل لوضع حسابه في متجرالتطبيقات app Store الخاص بأجهزة الآيفون والآيباد، من أجل تحميل برامج وتطبيقات، دون إدراك منه للأضرار التي قد تحدث مستقبلاً”.
واشار الى انه “مع وجود هذا الحساب فعالا في جهاز المستخدم يستطيع هو الحصول على جميع الصور والأسماء والتطبيقات من خلال خدمة iCloud التي أوجدتها الشركة للاحتفاظ بنسخ احتياطية لجميع محتويات الجهاز من صور وأسماء وغيرها وبالتالي جميع تلك البيانات تخزن تلقائيا في حساب صاحب المحل ،ويطلع عليها في أي وقت ممكن”.
وتابع انه “يجب على مستخدمي أجهزة الآيفون والآيباد استخدام حساب خاص بهم في أجهزتهم، وعدم إفشاء معلوماتهم لأي شخص كي لايتعرضو لخطر الابتزاز، كما يجب على مستخدمي الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد، كأجهزة الجالكسي وغيرها، عدم تحميل تطبيقات غيرموثوقة إطلاقاً كون غالبية التطبيقات المدمجة بفيروسات وأدوات تجسس تنتشر بشكل كبير في متجرالتطبيقات الخاص بالنظام، وهو Google Playحسبالإحصاءات الأخيرة”.
وأشار سنان الى ان “هذا الجهل يمكن معالجته بالتوعية التقنية،ونشر طرقا لحماية على نطاق واسع جدا”ً.
وقالت احدى المتضررات من هذه الظاهرة : “لقدتعرضت في السنة الماضية لموقف محرج وصعب جدا وكانت تلك الايام من اقسى الايام التي اعيشها في حياتي , كنت اجلس بجانب زوجي ونمزح معا وقبلته وقبلني وكان زوجي يصور مادار بيننا من اجل الضحك فقط، ولكنه نسي ان يمسح هذا التصوير وما ان مرت اشهر طويلة على هذا الامر, اتصل بزوجي رجل يهدده وقال له معي تصوير لك ولزوجتك اذ لم تعطني ما اطلبه منك سانشر هذاالفيديو على الفيسبوك واجعل الجميع يشاهدون مفاتن زوجتك”.
واوضحت انه “في بداية الامر لم يصدق زوجي ماسمعه, ولكن بعد حوار طويل ومجادلات قام هذا الرجل بارسال المقطع الفيديو له عن طريق حساب الفيسبوك وكان الاسم مستعار “سأعيد الحياة”, فبهذا الوقت تأكد زوجي بأن مايقوله صحيح وليس فقط تهديدات لاوجود لها”.
وبعدها اتصل به زوجي وقال له ساعطيك اي مبلغ تريده ولكن ما الذي يضمن لي بأنك ستقوم بمسحه وبعد الكثير من الاحداث توصل زوجي الى هذا الشخص واعطاه مبلغ يقارب المليونين دينار, وحتى هذا اليوم لايغيب عن بالي منظر زوجي الذي كان يرتعش من شدة الخوف والحرص, وبعد حصول هذا الرجل على المال لم يعد يتصل بنا ولم نتعرض لتهديد مره اخرى, ولكن ماتوصلنا اليه ان احد رفاق زوجي سرق منه هذا الفيديو لابتزازه والحصول على المال بالاخص انهم يعلمون بان حالته المادية جيدة.
وقالت الباحثة الاجتماعية بيداء علي حن “لا نتحدث في الجانب الديني إذ لا جدال في أن هذا التصرف حرام، الا أن الابتزاز بشكل عام ناتج من خلل في الشخصية، والهدف منه سيطرة أحد الطرفين على الآخر”.
وتابعت ان “هذه الحالة تحدث عند بعض الشباب الذين يحاولون ابتزاز الفتاة من اجل الحصول على كل مايريده سواء المال او الجنس او اي امور اخرى, وفي بعض الاحيان تقوم فتاة بأبتزاز فتاة اخرى مقابل الحصول على امر معين”.
واضافت انه “من المؤسف ان هذه الحالة شهدها مجتمعنا في السنوات الاخيرة ولاسيما بعد دخول الاجهزة الحديثة التي ساعدت على هذا الامر, ولكن مانرجوه هو ان لا تنتشر هذه الظاهرة اكثر ولابد من ان توعية الشباب بان هذا الفعل حرام ولا يجوز اطلاقا كما انه ينافي القيم والمبادئ, حتى وان ارتكبت الفتاة خطأ معين في لحظة طيش فلايجوز التعامل معها بهذا الاسلوب الابتزازي”.