في تداخل أصوات الباعة و المنبهات و احاديث المقاهي و الأغاني ، كان صوت فريد الأطرش عاليا، التفت و رايته، رجلا نحيلا جدا يقف مع دراجته البخارية و يستمع الى صوت الأطرش الخارج من مسجل دراجته. جذبني البروش على ياقة سترته، سألته ان يسمح لي بتصويره و لم يمانع.
يرتدي بدلة و قبعة و رباط بملقط انيق و زرين كم قميص يتشابهان مع الملقط و قبعة و اخرج من صندوق دراجته ( باقة ) ورد اصطناعية برائحة ماء ورد قوية ” مع الورد أكون بكامل اناقتي ” قال علي ( العبيدي) البحار ، مواليد ١٩٤٨، أصلا من منطقة السفينة- الأعظمية. و كما قال انه كان بحارا و تعرف الى غالبية الموانئ في العالم و أحبته شابة مغربية و كانت مستعدة للرحيل معه أينما يريد، لكن قلبه كان متعلقا بتركمانية من جلولاء ” تقدمت لخطبتها و ما صارت القسمة و لحد هسة ما حلت امرأة اخرى بعيني ” .
الان هو حارس ليلي في مصنع اطعمة و يملك ٣٦ بدلة و قال انه يملك بروشات و وردات لكل بدلة و معها القبعة و الرباط و ملقطه و ازرار كم القميص و الحذاء ” أنا انيق منذ ان كان عمري ١٢ سنة “. يريحه البكاء بعد مشاهدة أفلام فريد الأطرش، يعيش مع قطته و يتزاور مع اخوته ” و ما دمت أنيقا، ارى الدنيا حلوة “..
شخصية ممتلئة بالتفاؤل و متصالح مع نفسه، شعرته منح اليوم لخراب شارع الرشيد بعض